فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله: {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}

(بابٌُ .

     قَوْلُهُ  عز وَجل: { أطلع الْغَيْب أم اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا} (مَرْيَم: 87)

أَي هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل (أطلع الْغَيْب أم اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا) الْآيَة.

قَالَ ابْن عَبَّاس: أنظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ، يَعْنِي: الْعَاصِ بن وَائِل،.

     وَقَالَ  مُجَاهِد: أعلم علم الْغَيْب حَتَّى يعلم أَفِي الْجنَّة هُوَ أم لَا.
قَوْله: (أطلع) من اطلع الْجَبَل إِذا ارْتقى إِلَى أَعْلَاهُ.
قَوْله: (عهدا) ، أَي: أم قَالَ: لَا إِلَه إلاَّ الله، وَعَن قَتَادَة: عمل صَالحا قدمه، وَعَن الْكَلْبِيّ: عهد إِلَيْهِ أَنه يدْخلهُ الْجنَّة، وَفسّر البُخَارِيّ (عهدا) بقوله: (موثقًا) ، وَكَذَا أخرجه ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن كثير شيخ البُخَارِيّ فِيهِ، وَلَيْسَ فِي رِوَايَة أبي ذَر.
قَوْله: (موثقًا) ، وَهُوَ التعاقد والتعاهد، وَأَصله من الوثاق وَهُوَ حَبل يشد بِهِ الْأَسير وَالدَّابَّة،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: الموثق الْمِيثَاق.



[ قــ :4477 ... غــ :4733 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ أخبرنَا سُفْيانُ عنِ الأعْمَشِ عنْ أبي الضُّحَى عنْ مَسْروق عنْ خَبَّابٍ قَالَ كُنْتُ قَيْناً بِمَكَّةَ فَعَمِلْتُ لِلْعاصِي بنِ وائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفاً فَجِئْتُ أتَقاضاهُ فَقَالَ لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ.

قُلْتُ لَا أكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يُمِيتكَ الله ثُمَّ يُحْيِيَكَ قَالَ إذَا أماتَني الله ثُمَّ بَعَثَني ولِي مالٌ وَوَلَدٌ، فأنْزَلَ الله: { فَرَأيْتَ الَّذِي كَفَرَ بآياتِنا.

     وَقَالَ  لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَداً اطَّلَعَ الْغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمانِ عَهْداً}
قَالَ مَوْثِقاً لَمْ يَقُلِ الأشْجَعِيُّ عنْ سُفْيانَ سَيْفاً وَلَا مَوْثِقاً..
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن مُحَمَّد بن كثير إِلَى آخِره، وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث من أَربع طرق وَترْجم لكل حَدِيث آيَة من الْآيَات الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة إِشَارَة إِلَى أَن هَذِه الْآيَات كلهَا فِي قصَّة الْعَاصِ بن وَائِل وَذكر فِي كل تَرْجَمَة مَا يطابقها من الحَدِيث.

قَوْله: (لم يقل الْأَشْجَعِيّ) ، نِسْبَة إِلَى أَشْجَع، بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْجِيم وبالعين الْمُهْملَة: ابْن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس غيلَان بن مُضر بن نزار، وَهُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي سمع سُفْيَان الثَّوْريّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة فِي أَولهَا، وروى الْأَشْجَعِيّ هَذَا الحَدِيث عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَلم يذكر فِي رِوَايَته (عَن سُفْيَان سَيْفا وَلَا موثقًا) .