فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله تعالى: {من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6]


[ قــ :23416 ... غــ :23417 ]
- ( { سُورَةُ الصَّفِّ} )

أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة الصَّفّ سمي بِهِ لقَوْله تَعَالَى: { يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا} وَتسَمى: سُورَة الحواريين، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَدَنِيَّة بِلَا خلاف، وَذكر بَان النَّقِيب عَن ابْن بشار أَنَّهَا مَكِّيَّة.
.

     وَقَالَ  السخاوي: نزلت بعد التغابن وَقبل الْفَتْح، وَهِي سَبْعمِائة حرف، ومائتان وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ كلمة، وَأَرْبع عشرَة آيَة.


لم ثتبت الْبَسْمَلَة إلاَّ لأبي ذَر وَحده.

وَقَالَ مُجاهِدٌ: مِنْ أنْصَارِي إلَى الله مَنْ يَتبِعْنِي إلَى الله
أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله عز وَجل { كَمَا قَالَ عِيسَى ابْن مَرْيَم للحواريين من أَنْصَارِي إِلَى الله} ( الصَّفّ: 41) وَفَسرهُ بقوله: ( من يَتبعني إِلَى الله) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: من تَبِعنِي إِلَى الله بِلَفْظ الْمَاضِي، وَهَذَا التَّعْلِيق رَوَاهُ الْحَنْظَلِي عَن حجاج نَا شَبابَُة نَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مجاخد، وَقيل إِلَى بِمَعْنى: مَعَ فَالْمَعْنى، من يضيف نصرته إِلَى الله قَالَ الدَّاودِيّ: وَيحْتَمل أَن يكون لله وَفِي الله.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ مَرْصُوصٌ مُلْصَقٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ.
.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ بِالرَّصاصِ
أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: { كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص} ( الصَّفّ: 4) أَي: ملصق بعضه بِبَعْض، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر ملصق بعضه إِلَى بعض، وروى ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: { كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص} مُثبت لَا يَزُول ملصق بعضه بِبَعْض.
قَوْله: ( وَقَالَ غَيره) أَي: غير ابْن عَبَّاس.
بالرصاص: أَي: ملصق بالرصاص بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا.
قَالَه بَعضهم:.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: الرصاص، بِالْفَتْح والعامة تَقوله بِالْكَسْرِ.
قلت: لم يذكرهُ فِي دستور اللُّغَة إلاَّ بِفَتْح الرَّاء فَقَط، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر والنسفي.

     وَقَالَ  يحيى: بالرصاص، بدل قَوْله.
.

     وَقَالَ  غَيره، وَيحيى هُوَ ابْن زِيَاد بن عبد الله الْفراء وَهُوَ كَلَامه فِي مَعَاني الْقُرْآن.




بابٌ: { مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحْمَدٌ} ( الصَّفّ: 6)
وَقَبله: { وَإِذ قَالَ عِيسَى ابْن مَرْيَم يَا بني إِسْرَائِيل إِنِّي رَسُول الله إِلَيْكُم مُصدقا لما بَين يَدي من التَّوْرَاة وَمُبشرا برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد} الْآيَة.
سَمَّاهُ الله أَحْمد اشتقاقا من اسْمه أَو مُبَالغَة فِي الْفَاعِل، وَالْمعْنَى: من حمدني فَأَنت أَحْمد مِنْهُ، واسْمه عِنْد أهل الْإِنْجِيل: الفار قليط، من جبال فاران: روح الْحق الَّذِي لَا يتَكَلَّم من قبل نَفسه.