فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب {عتل بعد ذلك زنيم} [القلم: 13]

(بابُُُ: { عُتُلٍ بَعْدَ ذالِكَ زَنِيمٍ} (الْقَلَم: 31)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { عتل بعد ذَلِك} أَي: مَعَ ذَلِك، والعتل الفانك الشَّديد الْمُنَافِق.
قَالَه ابْن عَبَّاس: وَعَن عبيد بن عُمَيْر: العتل الأكول الشروب الْقوي الشَّديد يوضع فِي الْمِيزَان فَلَا يزن شعيرَة يدْفع الْملك من أُولَئِكَ فِي جَهَنَّم سبعين ألفا دفْعَة وَاحِدَة، هُوَ الزنيم والدعي الملحق النّسَب الملصق بالقوم وَلَيْسَ مِنْهُم، وَعَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: الزنيم الَّذِي لَا أصل لَهُ.
وَقيل: هُوَ الَّذِي لَهُ زنمة كزنمة الشَّاة، وَقيل: هُوَ المرمي بالأبنة.



[ قــ :4651 ... غــ :4917 ]
- حدَّثنا مَحْمُودٌ حدَّثنا عُبَيْدِ الله عَنْ إسْرَائِيلَ عَنْ أبِي حَصِينٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عُتُلٍّ بَعْدَ ذالِكَ زَنِيمٍ قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
ومحمود هُوَ ابْن غيلَان، وَوَقع فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد، فَإِن صَحَّ فَهُوَ الذهلي، وَعبيد الله هُوَ ابْن مُوسَى من شُيُوخ البُخَارِيّ، وروى عَنهُ هُنَا بِوَاسِطَة، وَإِسْرَائِيل هُوَ ابْن يُونُس بن أبي إِسْحَاق السبيعِي، وَأَبُو حُصَيْن، بِفَتْح الْحَاء وَكسر الصَّاد المهلمتين واسْمه عُثْمَان بن عَاصِم الْأَسدي.

والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عَن أَحْمد بن سُلَيْمَان.

قَوْله: (قَالَ رجل من قُرَيْش) أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس: الزنيم هُوَ رجل من قُرَيْش لَهُ زنمة مثل زنمة الشَّاة.
.

     وَقَالَ  الزَّمَخْشَرِيّ: الزنمة هِيَ الهنة من جلد الماعز تقطع فتخلى معلقَة فِي حلقها.
وَقيل: الزنمة للمعز فِي حلقها كالقرط فَإِن كَانَت فِي الْأذن فَهُوَ زنمة، وَاخْتلف فِي الْمَوْصُوف بِهَذِهِ الصّفة القبيحة فَعَن ابْن عَبَّاس: هُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي،.

     وَقَالَ  عَطاء وَالسُّديّ: هُوَ الْأَخْنَس بن شريق،.

     وَقَالَ  مُجَاهِد الْأسود بن عبد يَغُوث، وَعَن مُجَاهِد: كَانَت للوليد سِتّ أَصَابِع فِي كل يَد أصْبع زَائِدَة.





[ قــ :465 ... غــ :4918 ]
- حدَّثنا أبُو نُعَيْمٍ حدَّثنا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَد بنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ حَارِثَةَ بنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ قَالَ سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ: ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ، وَكلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ كلُّ عُتلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَنْكِرٍ) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( كل عتل) وَأَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، ومعبد، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن خَالِد الْكُوفِي مَاله فِي البُخَارِيّ إلاَّ ثَلَاثَة أَحَادِيث هَذَا، وَآخر تقدم فِي الزَّكَاة، وَآخر يَأْتِي فِي الطِّبّ، وحارثة بن وهب الْخُزَاعِيّ بِالْمُهْمَلَةِ والثاء الْمُثَلَّثَة.

والْحَدِيث ذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن كثير وَفِي النذور عَن مُحَمَّد بن الْمثنى.
وَأخرجه مُسلم فِي صفة الْجنَّة عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَغَيره وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي صفة جَهَنَّم عَن مَحْمُود بن غيلَان وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عَن مُحَمَّد بن الْمثنى بِهِ.
وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الزّهْد عَن مُحَمَّد بن بشار عَن ابْن مهْدي عَن سُفْيَان بِهِ.

قَوْله: ( متضعف) بِكَسْر الْعين وَفتحهَا وَالْفَتْح أشهر، وَكَذَا ضَبطه الدمياطي.
.

     وَقَالَ  ابْن الْجَوْزِيّ: وَغلط من كسرهَا وَإِنَّمَا هُوَ بِالْفَتْح.
.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: رُوِيَ بِالْفَتْح عِنْد الْأَكْثَرين وبكسرها وَمَعْنَاهُ: ويستضعفه النَّاس وَيَحْتَقِرُونَهُ لضعف حَاله فِي الدُّنْيَا يُقَال: تضعفه أَي: اسْتَضْعَفَهُ، وَأما الْكسر فَمَعْنَاه: متواضع خامل متذلل.
وَاضع من نَفسه، وَقيل: الضعْف رقة الْقلب وَلينه للْإيمَان.
قَوْله: ( لَو أقسم على الله لأبرَّه) أَي: لَو حلف يَمِينا طَمَعا فِي كرم الله تَعَالَى بإبراره لأبَّره.
وَقيل: لَو دَعَاهُ لأجابه.
قَوْله: ( كل عتل) هُوَ الغليظ.
وَقيل: الشَّديد من كل شَيْء، وَقيل: الْكَافِر.
.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: هُوَ السمين، الْعَظِيم الْعُنُق والبطن،.

     وَقَالَ  الْهَرَوِيّ: هُوَ الجموع المنوع، وَيُقَال: هُوَ الْقصير الْبَطن، وَقيل: الأكول الشروب الظلوم.
( والجواظ) بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو ثمَّ ظاء مُعْجمَة وَهُوَ الشَّديد الصَّوْت فِي الشَّرّ، وَقيل: المتكبر المختال فِي مشيته الفاخر.
وَقيل: الْكثير اللَّحْم.
وَلَيْسَ المُرَاد اسْتِيعَاب الطَّرفَيْنِ وَإِنَّمَا المُرَاد أَن أغلب أهل الْجنَّة وَأَن أغلب أهل النَّار هَؤُلَاءِ.