فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الترجيع

( بابُُ التَّرْجِيعِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان الترجيع: هُوَ تقَارب ضروب الحركات فِي الْقِرَاءَة، وَأَصله الترديد، وترجيع الصَّوْت تريده فِي الْحلق كَقِرَاءَة أَصْحَاب الألحان:.

     وَقَالَ  ابْن الْأَثِير: الترجيع ترديد الْقِرَاءَة، وَمِنْه تَرْجِيع الْأَذَان.



[ قــ :4778 ... غــ :5047 ]
- حدَّثنا آدَمُ بنُ أبِي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَةُ حَدثنَا أبُو إياسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عبْدَ الله بنَ مُغَفَّلٍ قَالَ: رأيْتُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَقْرَأُ وهْوَ علَى ناقَتِهِ أوْ جَمَلِهِ وهْيَ تَسِيرُ بِهِ وهْوَ يَقْرَأُ سورَةَ الفَتْحِ أوْ مِنْ سُورَةِ الفَتْحِ قِرَاءَةً لَيِّنَةً يَقْرَأُ وهْوَ يُرَجِّعُ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَأَبُو إِيَاس، بِكَسْر الْهمزَة وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالمهملة: واسْمه مُعَاوِيَة بن قُرَّة، بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء: الْبَصْرِيّ، وَعبد الله بن مُغفل، بِضَم الْمِيم وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْفَاء الْمَفْتُوحَة.

والْحَدِيث مضى فِي الْمَغَازِي عَن أبي الْوَلِيد وَفِي التَّفْسِير عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم، وَفِي فَضَائِل الْقُرْآن وَعَن حجاج بن منهال، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ، والواوات فِي: ( وَهُوَ يقْرَأ) فِي الْمَوْضِعَيْنِ ( وَهِي تسير) كلهَا للْحَال.

قَوْله: ( أَو جمله) ، شكّ من الرَّاوِي.
وَكَذَلِكَ قَوْله: ( أَو من سُورَة الْفَتْح) وَقَالُوا: تَرْجِيع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحْتَمل أَمريْن: أَحدهمَا: أَنه حصل من هز النَّاقة وَالْآخر: أَنه أشْبع الْمَدّ فِي مَوْضِعه فحدف ذَلِك، وَقيل: الترجيع تَحْسِين التِّلَاوَة لَا تَرْجِيع الْغناء، لِأَن الْقِرَاءَة بترجيع الْغناء يُنَافِي الْخُشُوع الَّذِي هُوَ الْمَقْصُود من التِّلَاوَة.