فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية

( بابٌُ لَا تُطِيعُ المَرْأةُ زَوْجَها فِي مَعْصِيَةٍ)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فَفِيهِ بعض من حَدِيث لَا تطيع الْمَرْأَة فِي مَعْصِيّة لِأَنَّهُ لَا طَاعَة للمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق.



[ قــ :4929 ... غــ :5205 ]
- حدّثنا خَلاَّدُ بنُ يَحْيى حَدثنَا إبْرَاهِيمُ بنُ نافِعٍ عَن الحَسَنِ هُوَ ابنُ مُسْلِمٍ عنْ صَفِيَّةَ عنْ عائِشَة: أنَّ امْرَألاً من الأنْصارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَها فَتَمَعَّطَ شَعرُ رأسِهَا، فَجاءَتْ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكَرَتْ ذلِكَ لهُ، فقالتْ: إنَّ زَوْجَها أمَرَنِي أنْ أصِلَ فِي شَعَرِها، فَقَالَ: لَا، إنّهُ قَدْ لُعِنَ المُوصِلاَتُ.

( انْظُر الحَدِيث 5025 طرفه فِي: 4395)
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من معنى الحَدِيث وخلاد بتَشْديد اللَّام ابْن يحيى السّلمِيّ بِضَم السِّين الْمُهْملَة الْكُوفِي، سكن مَكَّة وَهُوَ من أَفْرَاده، وَإِبْرَاهِيم بن نَافِع المَخْزُومِي الْمَكِّيّ، وَالْحسن بن مُسلم بن يناق الْمَكِّيّ، وَصفِيَّة هِيَ بنت شيبَة المكية.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي اللبَاس عَن آدم.
وَأخرجه مُسلم فِي اللبَاس عَن ابْن الْمثنى وَغَيره.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن وهب.

قَوْله: ( فتمعط) بتَشْديد الْعين الْمُهْملَة أَي: تساقط وتمزق، وَيُقَال: معط الشّعْر وأمعط معطا إِذا تناثر، ومعطته أَنا إِذا نتفته، والأمعط من الرِّجَال السنوط بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضم النُّون وَهُوَ الَّذِي لَا لحية لَهُ، يُقَال: رجل سنوط وسناط،.

     وَقَالَ  أَبُو حَاتِم: وَالذِّئْب يكنى أَبَا معيط.
قَوْله: ( الموصلات) بِضَم الْمِيم وَفتح الْوَاو وبالصاد الْمُهْملَة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَفِي رِوَايَة الْكشميهني الموصولات.
ثمَّ الْعلَّة فِي تَحْرِيمه أما لكَونه شعار الفاجرات أَو تدليسا وتغيير خلق الله عز وَجل، وَلَا يمْنَع من الْأَدْوِيَة الَّتِي تزيل الكلف وتحسن الْوَجْه للزَّوْج، وَكَذَا أَخذ الشّعْر مِنْهُ، وسئلت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا عَن قشر الْوَجْه فَقَالَت: إِن كَانَ شَيْء ولدت وَهُوَ بهَا فَلَا يحل لَهَا إِخْرَاجه، وَإِن كَانَ شَيْء حدث فَلَا بَأْس بقشره، وَفِي لفظا إِن كَانَ للزَّوْج فافعلي، وَنقل أَبُو عبيد عَن الْفُقَهَاء الرُّخْصَة فِي كل شَيْء وصل بِهِ الشّعْر مَا لم يكن الْوَصْل شعرًا.
وَفِي ( مُسْند أَحْمد) من حَدِيث ابْن مَسْعُود: نهى مِنْهُ إلاَّ من دَاء.

وَفِي الحَدِيث: حجَّة على من جوزه من الشَّافِعِيَّة بِإِذن الزَّوْج.