فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب نفقة المعسر على أهله

( بابُُُ: { نَفَقَةِ المُعْسِرِ عَلَى أهْلِهِ} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان نَفَقَة الْمُعسر على أَهله، أَي: على زَوجته أَو أَعم من ذَلِك.



[ قــ :5076 ... غــ :5368 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ يُونُسَ حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ حدَّثنا ابنُ شِهابٍ عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنهُ.
قَالَ: أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رَجُلٌ.
فَقَالَ: هَلَكْتُ.
قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أهْلِي فِي رَمَضَانَ.
قَالَ: فأعْتِقْ رَقَبَةً.
قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي.
قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ.
قَالَ: لَا أسْتَطِيعُ.
قَالَ: فَأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينا.
قَالَ: لَا أجِدُ، فَأُتِيَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَرَق فِيهِ تَمْرٌ.
فَقَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ قَالَ: هَا أنَا ذَا.
قَالَ: تَصَدَّقْ بِهاذا.
قَالَ: عَلَى أحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ الله؟ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا بَيْنَ لابَتَيْها أهْلُ بَيْتٍ أحْوَجُ مِنَّا.
فَضَحِكَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ.
قَالَ: فَأنْتُمْ إِذا.


مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِثْبَات نَفَقَة الْمُعسر على أَهله حَيْثُ قدمهَا على الْكَفَّارَة بتجويز صرف مَا فِي الْعرق إِلَى أَهله دون كَفَّارَته.

والْحَدِيث قد مضى فِي كتاب الصَّوْم فِي بابَُُيْنِ: الأول: بابُُ إِذا جَامع فِي رَمَضَان، وَالثَّانِي: بابُُ المجامعة فِي رَمَضَان، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: ( بعرق) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وبالراء وبالقاف وَهُوَ السلَّة المنسوجة من الخوص تسع خَمْسَة عشر صَاعا.
قَوْله: ( لابتيها) أَي: لَا بتي الْمَدِينَة وهما الحرتان اللَّتَان تكتنفان الْمَدِينَة.
قَوْله: ( فَأنْتم إِذا) أَي: فَأنْتم أَحَق حِينَئِذٍ، وَفِي رِوَايَة: فاطعم أهلك.