فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب ما يكره من الثوم والبقول

( بابُُُ: { مَا يُكْرَهُ مِنَ الثَّومِ وَالبُقُولِ} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا يكره من أكل الثوم من نيئه ومطبوخه، وَمَا يكره أَيْضا من أَنْوَاع الْبُقُول، مثل الكراث وَنَحْوه مِمَّا لَهُ رَائِحَة كريهة، والثوم بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة ولغة البلدين: توم بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق.

( فِيهِ عَنْ ابنِ عُمَرَ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
أَي: فِي بَيَان هَذَا الْبابُُ رُوِيَ عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمر هَذَا مُسْندًا فِي آخر كتاب الصَّلَاة فِي: بابُُ مَا جَاءَ فِي الثوم النيء والبصل والكراث، قَالَ: حَدثنَا مُسَدّد قَالَ: حَدثنَا يحيى عَن عبيد الله.
قَالَ: حَدثنَا نَافِع عَن ابْن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: فِي غَزْوَة خَيْبَر: من أكل من هَذِه الشَّجَرَة.
يَعْنِي: الثوم، فَلَا يقربن مَسْجِدنَا وَمر الْكَلَام فِيهِ.



[ قــ :5158 ... غــ :5451 ]
- حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ قَالَ: قِيلَ لأنسٍ: مَا سَمِعْتَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثُّومِ؟ فَقَالَ: مَنْ أكَلَ فَلاَ يَقْرَبَنَ مَسْجِدَنا.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعبد الْوَارِث هُوَ ابْن سعيد، وَعبد الْعَزِيز هُوَ ابْن صُهَيْب، والْحَدِيث مضى فِي الْبابُُ الَّذِي ذَكرْنَاهُ الْآن فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي معمر عَن عبد الْوَارِث إِلَى آخرهِ.

قَوْله: ( من أكل الثوم) يتَنَاوَل النيء والنضيج، وَهَذَا عذر فِي ترك الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَذَلِكَ لِأَن رَائِحَته تؤذي جَاره فِي الْمَسْجِد وتنقر الْمَلَائِكَة عَنْهَا وَمَرَّتْ مباحثه هُنَاكَ.





[ قــ :5159 ... غــ :545 ]
- حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا أبُو صَفْوَانَ عَبْدُ الله بنُ سَعِيدٍ أخْبرنا يُونُسُ عَنِ ابنِ شِهابٍ قَالَ حدَّثني عَطاءٌ أنَّ جَابِرَ بنَ عَبْدِ الله رَضِيَ الله عَنْهُما زَعَمَ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: مَنْ أكَلَ ثُوما أوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِ لَنَا أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنا.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( من أكل ثوما) وَلم يُورد حَدِيثا فِي كَرَاهَة شَيْء من الْبُقُول نَحْو الكراث، وَهَذَا الحَدِيث أَيْضا مضى فِي الْبابُُ الْمَذْكُور بأتم مِنْهُ.
وَمر الْكَلَام فِيهِ.