فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب السعوط

( بابُُ السَّعُوطِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان حكم السعوط، وَهُوَ بِفَتْح السِّين: الدَّوَاء يصب فِي الْأنف، وَفِي ( تَهْذِيب الْأَزْهَرِي) : السعوط والنشوق والنسوع فِي الْأنف، ولخيته ولخوته وألخيته إِذا سعطته، وَيُقَال: أسعطته وَكَذَلِكَ: وجرته وأجرته، لُغَتَانِ وَأما النشوق فَيُقَال: أنشقته إنشاقاً وَهُوَ طيب السعوط والسعاط والإسعاط وَفِي ( الْمُحكم) : سعطه الدَّوَاء يسعطه ويسعطه وَالضَّم أَعلَى وَالصَّاد فِي كل ذَلِك لُغَة عَن اللحياني، وأسعطه أدخلهُ فِي أَنفه، والسعوط اسْم الدَّوَاء والسعيط المسعط، والسعيط دهن الْخَرْدَل والسعيط دهن البان وَفِي ( الصِّحَاح) : اسعطته، واستعط هُوَ بِنَفسِهِ، وَفِي ( الْجَامِع) : المسعوط والمسعط والسعيط: الرجل الَّذِي يفعل بِهِ ذَلِك، والسعطة الْمرة الْوَاحِدَة من الْفِعْل، والإسعاطة مثلهَا.
.

     وَقَالَ  أَبُو الْفرج: الإسعاط تَحْصِيل الدّهن أَو غَيره فِي أقْصَى الْأنف سَوَاء كَانَ يجذب النَّفس أَو بالتفريغ فِيهِ.



[ قــ :5391 ... غــ :5691 ]
- حدّثني مُعَلَّى بنُ أسَدٍ حدَّثنا وهَيْبٌ عَن ابنِ طاُوسٍ عنْ أبِيهِ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا، عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: احْتَجَمَ وأعْطى الحَجَّامَ أجْرَهُ واستَعَطَ.

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( واستعط) ووهيب هُوَ ابْن خَالِد، وَابْن طَاوُوس هُوَ عبد الله بن طَاوس.

والْحَدِيث قد مضى فِي كتاب الْإِجَارَة فِي: بابُُ خراج الْحجام، عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( واستعط) أَي: اسْتعْمل السعوط، وَهُوَ أَن يستلقي على ظَهره وَيجْعَل بَين كَتفيهِ مَا يرفعهما لينحدر رَأسه ويقطر فِي أَنفه مَاء أَو دهن فِيهِ دَوَاء مُفْرد أَو مركب ليتَمَكَّن بذلك من الْوُصُول إِلَى دماغه لاستخراج مَا فِيهِ من الدَّاء بالعطاس.