فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب من جر ثوبه من الخيلاء

( بابُُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ منَ الخُيَلاَءِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان من جر ثَوْبه لأجل الْخُيَلَاء، وَكلمَة: من، للتَّعْلِيل، وَقد مر تَفْسِيره.



[ قــ :5475 ... غــ :5788 ]
- حدّثنا عبدُ الله بنُ يُوسُفَ أخبرنَا مالِكٌ عنْ أبي الزِّناد عنِ الأعْرَجِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: لَا يَنْظُرُ الله يَوْمَ القِيامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إزارَهُ بطَراً.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.

والْحَدِيث من أَفْرَاده، وَقد مر تَفْسِير: لَا ينظر الله، عَن قريب.

قَوْله: ( من) يتَنَاوَل الرِّجَال وَالنِّسَاء فِي الْوَعيد الْمَذْكُور على هَذَا الْفِعْل الْمَخْصُوص فَلذَلِك سَأَلت أم سَلمَة عِنْد ذَلِك بقولِهَا: فَكيف تصنع النِّسَاء بذيولهن؟ على مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة، فَقَالَت أم سَلمَة: فَكيف تصنع النِّسَاء بذيولهن؟ فَقَالَ: يرخين شبْرًا.
فَقَالَت: إِذا تنكشف أقدامهن؟ قَالَ: فيرخينه ذِرَاعا لَا يزدن عَلَيْهِ،.

     وَقَالَ  التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث صَحِيح، وَفِي الحَدِيث رخصَة للنِّسَاء فِي جر الْإِزَار لِأَنَّهُ يكون أستر لَهُنَّ.
.

     وَقَالَ  شَيخنَا زين الدّين، رَحمَه الله: الظَّاهِر أَن المُرَاد بالذراع ذِرَاع الْيَد وَهُوَ شبران، وَهُوَ الذِّرَاع الَّذِي يُقَاس بِهِ الْحصْر الْيَوْم، وَالدَّلِيل على ذَلِك مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث ابْن عمر فِي ترخيصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأمهات الْمُؤمنِينَ فِي إرخائه شبْرًا، ثمَّ استزدنه فزادهن شبْرًا آخر.
قَوْله: ( بطراً) يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن يكون بِفتْحَتَيْنِ وَيكون مصدرا، وَمَعْنَاهُ طغياناً وتكبراً وَالْآخر: أَن يكون بِكَسْر الطَّاء وَيكون مَنْصُوبًا على الْحَال.
.

     وَقَالَ  الرَّاغِب: البطر دهش يعتري الْمَرْء عِنْد هجوم النِّعْمَة عَن الْقيام بِحَقِّهَا.





[ قــ :5476 ... غــ :5789 ]
- حدّثنا آدَمُ حَدثنَا شُعْبَةُ حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النبيُّ أوْ قَالَ أبُو القاسِمِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَيْنَما رجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خسَفَ الله بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة لِأَن الْمَشْي فِي حلَّة من إعجاب النَّفس معنى جر الثَّوْب خُيَلَاء.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم أَيْضا فِي اللبَاس عَن عبيد الله بن معَاذ وَغَيره.

قَوْله: ( قَالَ النَّبِي أَو قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الشَّك من آدم شيخ البُخَارِيّ.
قَوْله: ( بَيْنَمَا) قد ذكرنَا غير مرّة أَن أصل: بَيْنَمَا، بَين فزيدت فِيهِ: مَا، ويضاف إِلَى جملَة وَيحْتَاج إِلَى خبر وَخَبره هُنَا.
قَوْله: ( إِذْ خسف الله بِهِ) قَوْله: ( رجل) قَالَ الْكرْمَانِي: هَذَا الرجل يحْتَمل أَن يكون من هَذِه الْأمة، وسيقع بعد وَأَن يكون من الْأُمَم السالفة فَيكون إِخْبَارًا عَمَّا وَقع، وَقيل: هُوَ قَارون،.

     وَقَالَ  السُّهيْلي: إِن اسْمه هيزن من أَعْرَاب فَارس، وَجزم الكلاباذي والجوهري أَنه قَارون.
قَوْله: ( يمشي فِي حلَّة) وَفِي رِوَايَة لمُسلم: بَيْنَمَا رجل يمشي قد أَعْجَبته جمته وبرداه إِذْ خسف بِهِ الأَرْض، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض حَتَّى تقوم السَّاعَة.
وَفِي رِوَايَة لَهُ من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجل يتبختر يمشي فِي برديه قد أَعْجَبته نَفسه ... الحَدِيث، والحلة ثَوْبَان، وَقد ذَكرْنَاهُ عَن قريب.
قَوْله: ( مرجل) من الترجيل بِالْجِيم وَهُوَ تَسْرِيح شعر الرَّأْس.
قَوْله: ( جمته) بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَهُوَ أكبر من الوفرة، وَيُقَال: هُوَ الشّعْر الَّذِي يتدلى من الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكثر من ذَلِك، وَأما الَّذِي لَا يتَجَاوَز الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ الوفرة.
قَوْله: ( يتجلجل) من التجلجل بالجيمين وَهُوَ الْحَرَكَة، وَالْمعْنَى أَنه يَتَحَرَّك وَينزل مضطرباً، وَحكى عِيَاض أَنه روى: يتجلل، بجيم وَاحِدَة وَلَام ثَقيلَة بِمَعْنى يتغطى أَي: تَغْطِيَة الأَرْض، وَحكى أَيْضا: يتخلخل، بخاءين معجمتين واستبعدها.





[ قــ :5477 ... غــ :5790 ]
- حدّثنا سَعيدُ بنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حدّثني اللَّيْثُ قَالَ: حدّثني عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خالِدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ سالِمِ بنِ عبْدِ الله أنَّ أباهُ حدَّثَهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنا رجُلٌ يَجُرُّ إزَارَهُ إذْ خُسِفَ بِهِ فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
والْحَدِيث مضى فِي: بابُُ مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل.

تابَعَهُ يُونُسُ عنِ الزُّهْرِيِّ ولَمْ يَرْفَعْهُ شعيْبٌ عنْ أبي هُرَيْرَةَ.

أَي: تَابع عبد الرَّحْمَن بن خَالِد يُونُس بن يزِيد فِي رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ، وَذكر هَذِه الْمُتَابَعَة فِي أَوَاخِر بابُُ مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل: حَدثنَا بشر بن مُحَمَّد أخبرنَا عبد الله أخبرنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي سَالم أَن ابْن عمر حَدثهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجل يجر إزَاره من الْخُيَلَاء إِذْ خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
قَوْله: ( وَلم يرفعهُ) أَي: لم يرفع الحَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ، وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي الْيَمَان: حَدثنَا محمدِ بن مُسلم وأنبانا الْقَاسِم حَدثنَا ابْن زَنْجوَيْه قَالَا: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي سَالم أَن عبد الله بن عمر قَالَ: بَينا امرء جر إزَاره الحَدِيث.


ح دّثني عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا وهْبُ بنُ جَريرٍ أخبرنَا أبي عنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سالِمِ بنِ عبْدِ الله بنِ عُمَر عَلى بابُُ دارِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْوَهُ.
( انْظُر الحَدِيث: 3485) .


مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( نَحوه) أَي: نَحْو حَدِيث ابْن عمر السَّابِق فَيكون لَهُ مُطَابقَة مثل مطابقته.

ووهب بن جرير يروي عَن أَبِيه جرير بن حَازِم بن زيد الْأَزْدِيّ عَن عَمه جرير بن زيد أبي سَلمَة الْبَصْرِيّ، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث.

والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عبد الْعَظِيم الْقرشِي عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن وهب بن جرير بن حَازِم نَحوه: بَيْنَمَا رجل مِمَّن قبلكُمْ يمشي فِي حلَّة لَهُ ... فَذكره.
.

     وَقَالَ  الْمزي: رَوَاهُ الزُّهْرِيّ وَغَيره عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الْمَحْفُوظ، وَذكر أَبُو الْقَاسِم فِي تَرْجَمَة عبد الله بن عمر عَن أبي هُرَيْرَة: وَهُوَ وهم لَيْسَ فِيهِ ابْن عمر، إِنَّمَا هُوَ عَن سَالم عَن أبي هُرَيْرَة، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي رِوَايَة أبي الْحسن بن حمويه وَأبي عَليّ السُّيُوطِيّ عَن النَّسَائِيّ على الصَّوَاب، وَقيل: قد خَالف جرير بن زيد الزُّهْرِيّ فَقَالَ: عَن سَالم عَن أبي هُرَيْرَة، وَالزهْرِيّ يَقُول: عَن سَالم عَن أَبِيه، وَلَكِن قوي عِنْد البُخَارِيّ أَنه: عَن سَالم عَن أَبِيه، وَعَن أبي هُرَيْرَة جَمِيعًا، وَالدَّلِيل على صِحَة رِوَايَة جرير بن زيد أَنه قَالَ فِي رِوَايَته: كنت مَعَ سَالم على بابُُ دَاره فَقَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة فَهَذِهِ قرينَة قَوِيَّة فِي حفظه عَن سَالم عَن أبي هُرَيْرَة.





[ قــ :5478 ... غــ :5791 ]
- حدّثنا مَطَرُ بنُ الفَضْلِ حَدثنَا شَبابَُةُ حَدثنَا شُعْبَةُ قَالَ: لَ قِيتُ مُحارِبَ بن دِثارٍ عَلى فرَسٍ وهْوَ يأتِي مَكانَهُ الَّذِي يَقْضي فِيهِ فَسألْتُهُ عنْ هاذَا الحَدِيثِ، فَحَدَّثَني فَقَالَ: سَمِعْتُ عبدَ الله بن عُمَرَ رَضِي الله عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً لَمْ يَنْظُرِ الله إلَيْهِ يَوْم القِيامَةِ، فَقُلْتُ لِمُحارِبٍ: أذَكَرَ إزَارَهُ؟ قَالَ: مَا خَصَّ إزَاراً وَلَا قَميصاً.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وشبابُة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة الأولى ابْن سوار الْفَزارِيّ، ومحارب على وزن اسْم الْفَاعِل من حَارب ابْن دثار بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الثَّاء الْمُثَلَّثَة وبالراء السدُوسِي قَاضِي الْكُوفَة.

والْحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي اللبَاس عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن الْمثنى بِهِ.

قَوْله: ( مخيلة) بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة أَي كبرا وعجباً.
قَوْله: ( فَقلت لمحارب) أذكر؟ الْقَائِل هُوَ شُعْبَة سَأَلَ عَن محَارب: هَل ذكر عبد الله بن عمر فِي حَدِيثه إزَاره؟ ( فَقَالَ: مَا خص إزاراً وَلَا قَمِيصًا) وَحَاصِله أَن التَّعْبِير بِالثَّوْبِ أشمل يتَنَاوَل الْإِزَار وَغَيره.

تابَعَهُ جَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ وزَيْدُ بنُ أسْلَمَ وَزَيْدُ بنُ عبْدِ الله عنِ ابنِ عُمَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

أَي: تَابع محَارب بن دثار جبلة بِفَتْح الْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة ابْن سحيم بِضَم السِّين وَفتح الْحَاء الْمُهْمَلَتَيْنِ، وَتَابعه أَيْضا زيد بن أسلم وَزيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُم يَعْنِي هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة تابعوا مُحَاربًا فِي رِوَايَته عَن ابْن عمر بِلَفْظ الثَّوْب لَا بِلَفْظ الْإِزَار.

أما مُتَابعَة جبلة فأخرجها مُسلم: حَدثنَا ابْن الْمثنى حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن محَارب ابْن دثار وجبلة بن سحيم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيثهمْ، فأحاله على مَا قبله، وَهُوَ حَدِيث نَافِع وَغَيره عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الَّذِي يجر ثَوْبه من الْخُيَلَاء لَا ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة.
وَأما مُتَابعَة زيد بن أسلم فأخرجها مُسلم أَيْضا: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك عَن نَافِع وَعبد الله بن دِينَار وَزيد بن أسلم، كلهم يُخبرهُ عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا ينظر الله إِلَى من جر ثَوْبه خُيَلَاء.
وَأما مُتَابعَة زيد بن عبد الله فَلم يظفر بهَا صَرِيحًا، وَلَكِن روى أَبُو عوَانَة من رِوَايَة ابْن وهب عَن عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله عَن أَبِيه بِلَفْظ: إِن الَّذِي يجر ثَوْبه من الْخُيَلَاء لَا ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة.

وَقَالَ اللَّيْثُ عنْ نافِعَ عنِ ابنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.

أَي قَالَ اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع مولى ابْن عمر عَن عبد الله بن عمر مثل الحَدِيث الْمَذْكُور، وَوصل هَذَا التَّعْلِيق مُسلم عَن قُتَيْبَة، وَابْن رمح عَن اللَّيْث بن سعد، الحَدِيث أَحَالهُ مُسلم على مَا رُوِيَ قبله، وَلَفظه: لَا ينظر الله إِلَى من يجر ثَوْبه خُيَلَاء ...
وتابَعَهُ مُوساى بنُ عُقْبَةَ وعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وقُدَامَةُ بنُ مُوسَى عنْ سالِمٍ عنِ ابنِ عُمَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ.

أَي: تَابع نَافِعًا فِي رِوَايَته بِلَفْظ الثَّوْب مُوسَى بن عقبَة بن أبي عَيَّاش الْأَسدي الْمَدِينِيّ، وَتَابعه أَيْضا عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وَقُدَامَة بن مُوسَى بن عمر بن قدامَة بن مَظْعُون الجُمَحِي الْمدنِي التَّابِعِيّ الصَّغِير، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إِلَّا هَذَا الْموضع.

أما مُتَابعَة مُوسَى بن عقبَة فَذكرهَا البُخَارِيّ مُسْندًا فِي أول أَبْوَاب اللبَاس عَن أَحْمد بن يُونُس عَن زُهَيْر عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من جر ثَوْبه خُيَلَاء ... الحَدِيث.
وَأما مُتَابعَة عمر بن مُحَمَّد فوصلها مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر أخبرنَا عبد الله أخبرنَا عمر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن سَالم بن عبد الله وَنَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: إِن الَّذِي يجر ثَوْبه من الْخُيَلَاء ... الحَدِيث.
وَأما مُتَابعَة قدامَة بِضَم الْقَاف وَتَخْفِيف الدَّال الْمُهْملَة ابْن مُوسَى الجُمَحِي فوصلها أَبُو عوَانَة فِي ( صَحِيحه) بِلَفْظ حَدِيث مَالك الْمَذْكُور فِي أول الْبابُُ.