فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب فص الخاتم

( بابُُ فَصِّ الخاتَمِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِيهِ ذكر فص الْخَاتم، قد ذكرنَا أَن الْفَاء فِيهِ مَفْتُوحَة،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: وبكسرها تَقول الْعَامَّة.
قيل: وأثبتها غَيره لُغَة، وَزَاد بَعضهم الضَّم وَعَلِيهِ جرى ابْن مَالك فِي: ( المثلث) ،.

     وَقَالَ  ابْن السّكيت: كل ملتقى عظمين فَهُوَ فص، وفص الْأَمر مفصله.



[ قــ :5555 ... غــ :5869 ]
- حدَّثنا عَبْدَانُ أخبرنَا يزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ أخبرنَا حُمَيْدٌ قَالَ: سُئِلَ أنَسٌ: هَلِ اتَّخَذَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خاتَماً؟ قَالَ: أخَّرَ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشاءِ إِلَى شَطْرِ الليْلِ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ فَكأنِّي أنْظُرُ إِلَى وبِيصِ خاتَمِهِ.
قَالَ: إنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ونامُوا وإنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتَمُوها.

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( انْظُر إِلَى وبيص خَاتمه) لِأَن الوبيص لَا يكون إلاَّ من الفص غَالِبا، سَوَاء كَانَ فصه مِنْهُ أم لَا، وَيَجِيء مزِيد الْكَلَام فِيهِ.

وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان الْمروزِي، وَيزِيد من الزِّيَادَة ابْن زُرَيْع مصغر: زرع أَي: حرث، وَحميد هُوَ ابْن أبي حميد الطَّوِيل.

والْحَدِيث من أَفْرَاده، وَقد مضى فِي الصَّلَاة فِي: بابُُ وَقت الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: ( إِلَى شطر اللَّيْل) أَي: إِلَى نصفه.
قَوْله: ( إِلَى وبيص) بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالصاد الْمُهْملَة، وَهُوَ البريق واللمعان.





[ قــ :5556 ... غــ :5870 ]
- حدَّثنا إسْحاقُ أخبرنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْداً يُحَدِّثُ عَنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ، أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كانَ خاتَمُهُ مِنْ فِضَّةِ وكانَ فَصُّهُ مِنْهُ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَإِسْحَاق هُوَ ابْن رَاهَوَيْه كَذَا فِي بعض الْحَوَاشِي،.

     وَقَالَ  الغساني: لم أَجِدهُ مَنْسُوبا لأحد من الروَاة، وَقد روى مُسلم فِي: (صَحِيحه) عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن مُعْتَمر،.

     وَقَالَ  الْحَافِظ الْمزي: بعد أَن علم.

(ح) فِي اللبَاس عَن إِسْحَاق هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم.
قلت: فِي مَشَايِخ البُخَارِيّ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد السَّامِي.
وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر السَّعْدِيّ البُخَارِيّ.
وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْبَغَوِيّ، سكن بَغْدَاد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّواف الْبَصْرِيّ، وَالَّذِي قَالَه الْمزي يحْتَمل أَن يكون وَاحِدًا من هَؤُلَاءِ، وَلَكِن الْغَالِب أَنه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه.

والْحَدِيث أخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن سعيد القَاضِي.

قَوْله: (وَكَأن فصه مِنْهُ) ، أَي: من الْخَاتم الَّذِي هُوَ من الْفضة.
فَإِن قلت: فِي حَدِيث معيقيب عِنْد أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ: (كَانَ خَاتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من حَدِيد ملوي بِفِضَّة، فَكيف يجمع بَينه وَبَين حَدِيث الْبابُُ مَعَ ذمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْخَاتم الْحَدِيد؟ قلت: أُجِيب عَنهُ بأوجه: الأول: أَن لَا مَانع أَن يكون لَهُ خَاتم من فضَّة وَخَاتم من حَدِيد ملوي.
الثَّانِي: أَنه يحْتَمل أَن يكون خَاتم الْحَدِيد الملوي بِفِضَّة كَانَ لَهُ قبل أَن ينْهَى عَن خَاتم الْحَدِيد.
الثَّالِث: أَنه لما كَانَ خَاتم الْحَدِيد قد لوي على ظَاهره فضَّة صَار لَا يرى مِنْهُ إلاَّ الظَّاهِر، فَظن أَنه كُله فضَّة.

وَقَالَ يَحْيَى بنُ أيُّوبَ: حدّثني حُمَيْدٌ سَمِع أنَساً عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يحيى بن أَيُّوب هُوَ الغافقي الْمصْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس، وَأَرَادَ البُخَارِيّ بِهَذَا التَّعْلِيق بَيَان سَماع حميد عَن أنس.