فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب ما وطئ من التصاوير

( بابُُ مَا وُطىءَ منَ التصاوِيرِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا وطىء على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: ديس بالأقدام وامتهن من التصاوير.



[ قــ :5633 ... غــ :5954 ]
- حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حَدثنَا سفْيانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمانِ بنَ القاسِمِ وَمَا بالمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أفْضَلُ مِنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ أبي قَالَ: سمعْتُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مِنْ سَفَر وقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لي عَلَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَماثِيلُ، فَلَمَّا رآهُ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَتَكَهُ.

     وَقَالَ : أشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ الَّذِينَ يُضاهُونَ بِخَلْقِ الله.
قالَتْ: فَجَعَلْناهُ وِسادَةً أوْ سادَتَيْنِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( وسَادَة) لِأَنَّهُ يرتفق بهَا ويمتهن، وَتقدم فِي: بابُُ الْمَظَالِم، قَالَت: فاتخذت مِنْهُ نمرقتين، النمرقة الوسادة الَّتِي يتكىء عَلَيْهَا.

وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم يروي عَن أَبِيه الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ.

والْحَدِيث قد مضى فِي الْمَظَالِم فِي: بابُُ هَل تكسر الدنان؟ وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( من سفر) روى الْبَيْهَقِيّ أَنه كَانَ غَزْوَة تَبُوك، وروى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ: غَزْوَة تَبُوك أَو خَيْبَر، على الشَّك.
قَوْله: ( بقرام) بِكَسْر الْقَاف وبالراء هُوَ ستر فِيهِ رقم ونقوش، وَقيل: السّتْر الرَّقِيق، وَقيل: ثوب من صوف ملون يفرش فِي الهودج أَو يغطى بِهِ.
قَوْله: ( سهوة) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء وبالواو وَهِي الصّفة تكون بَين يَدي الْبيُوت، وَقيل: الكوة، وَقيل: الرف والطاق، وَقيل: هُوَ بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض شَبيه بالخزانة الصَّغِيرَة، وَقيل: أَرْبَعَة أَعْوَاد أَو ثَلَاثَة تعَارض بِبَعْض يوضع عَلَيْهَا شَيْء من الْأَمْتِعَة، وَقيل: إِنَّه يبْنى من حَائِط الْبَيْت حَائِط صَغِير وَيجْعَل السّقف على الْجَمِيع، فَمَا كَانَ وسط الْبَيْت فَهُوَ السهوة، وَمَا كَانَ دَاخله فَهُوَ مخدع، وَقيل: دخلة فِي نَاحيَة الْبَيْت.
قَوْله: ( هتكه) أَي: قطعه ونزعه، وَفِي رِوَايَة تاتي: فَأمرنِي أَن أنزعه فنزعته.
قَوْله: ( يضاهون) أَي: يشابهون بِخلق الله.
قَوْله: ( وسَادَة) أَي: مخدة.





[ قــ :5634 ... غــ :5955 ]
- حدَّثنا مُسَدَّدٌ حَدثنَا عبدُ الله بنُ داوُدَ عنْ هِشامٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قَدِمَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، منْ سَفَرٍ وعَلقْتُ دُرْنُوكاً فِيهِ تَماثِيلُ فأمَرَني أنْ أنْزِعَهُ فَنَزَعْتُهُ.

وكُنْتُ أغُتَسِلُ أَنا والنبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ إناءٍ واحدٍ.

هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث عَائِشَة أخرجه عَن مُسَدّد عَن عبد الله بن دَاوُد الْهَمدَانِي الْكُوفِي ثمَّ الْبَصْرِيّ عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير.

قَوْله: ( درنوكا) بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَضم النُّون وبالكاف، وَيُقَال: درموك، بِالْمِيم بدل النُّون وَهُوَ ضرب من الستور لَهُ خمل، وَقيل: نوع من الْبسط،.

     وَقَالَ  الْخطابِيّ: هُوَ ثوب غليظ لَهُ خمل إِذا فرش فَهُوَ بِسَاط، وَإِذا علق فَهُوَ ستر.

قَوْله: ( وَكنت أَغْتَسِل)
إِلَى آخِره أورد هَذَا عقيب حَدِيث التَّصْوِير، وَهُوَ حَدِيث مُسْتَقل قد أفرده فِي كتاب الطَّهَارَة، وَوجه ذكره عقيب حَدِيث التَّصْوِير هُوَ كَأَنَّهُ سَمعه على هَذَا الْوَجْه فأورد مثل مَا سَمعه،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: لَعَلَّ الدرنوك كَانَ مُعَلّقا بِبابُُ المغتسل، أَو بِحَسب سُؤال أَو غير ذَلِك.