فهرس الكتاب

عمدة القاري - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}


[ قــ :5899 ... غــ :6228 ]
- حدَّثنا أبُو اليَمانِ أخبرنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبرنِي سُلَيْمانُ بنُ يَسارٍ أَخْبرنِي عَبْد الله بنُ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: أرْدَفَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الفَضْلَ بنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ راحِلَتِهِ، وَكَانَ الفَضْلُ رَجُلاً وَضِيئاً، فَوَقَفَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ، وأقْبَلَتِ امْرَأةٌ مِنْ خَثْعَمَ وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَطَفِقَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إلَيْها وَأعْجَبَهُ حُسْنُها، فالْتَفَتَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والفَضْلُ يَنْظُرُ إلَيْهَا، فأخْلَفَ بِيَدِهِ فأخَذَ بِذَقَنِ الفَضْلِ فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ إلَيْها، فقالَتْ: يَا رسولَ الله! إنَّ فَرِيضَةَ الله فِي الحَجِّ عَلَى عِبادِهِ أدْرَكَتْ أبي شَيْخاً كَبِيراً لَا يَسْتَطِيعُ أنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أنْ أحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

وَجه ذكر هَذَا الحَدِيث هُنَا هُوَ أَن فِيهِ غض الْبَصَر خشيَة الْفِتْنَة، وَقد تكَرر رِجَاله جدا.
وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع.

والْحَدِيث قد مضى فِي الْحَج فِي: بابُُ الْحَج عَمَّن لَا يَسْتَطِيع الثُّبُوت على الرَّاحِلَة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( على عجز رَاحِلَته) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَضم الْجِيم وبالزاي: أَي مؤخرها.
قَوْله: ( وضيئاً) أَي: لحسن وَجهه ونظافة صورته.
قَوْله: ( خثعم) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَفتح الْعين الْمُهْملَة وبالميم وَهِي قَبيلَة.
قَوْله: ( وضيئة) أَي: حَسَنَة الْوَجْه تضيء من حسنها.
قَوْله: ( فَطَفِقَ الْفضل) أَي: جعل الْفضل ينظر إِلَيْهَا.
قَوْله: ( فأخلف بِيَدِهِ) أَي: مد يَده إِلَى خَلفه، ويروى: فاخلف يَده.
قَوْله: ( فَهَل يقْضِي عَنهُ) أَي: فَهَل يَجْزِي عَنهُ.

( حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد أخبرنَا أَبُو عَامر حَدثنَا زُهَيْر عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس بالطرقات فَقَالُوا يَا رَسُول الله مَا لنا من مجالسنا بُد نتحدث فِيهَا فَقَالَ إِذا أَبَيْتُم إِلَّا الْمجْلس فأعطوا الطَّرِيق حَقه قَالُوا وَمَا حق الطَّرِيق يَا رَسُول الله قَالَ غض الْبَصَر وكف الْأَذَى ورد السَّلَام وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر) مُنَاسبَة ذكر هَذَا هُنَا كَون غض الْبَصَر فِيهِ صَرِيحًا وَعبد الله بن مُحَمَّد هُوَ المسندي وَأَبُو عَامر عبد الْملك الْعَقدي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَالْقَاف وَزُهَيْر مصغر زهر بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ الْخُرَاسَانِي وَزيد بن أسلم بِلَفْظ أفعل التَّفْضِيل أَبُو أُسَامَة مولى عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَعَطَاء بن يسَار ضد الْيَمين وَأَبُو سعيد سعد بن مَالك الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ والْحَدِيث مضى فِي الْمَظَالِم عَن معَاذ بن فضَالة قَوْله إيَّاكُمْ للتحذير وَالْجُلُوس بِالنّصب وَالْبَاء فِي بالطرقات بِمَعْنى فِي وَكَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني فِي الطرقات وَفِي رِوَايَة حَفْص بن ميسرَة على الطرقات وَهُوَ جمع طرق بِضَمَّتَيْنِ جمع طَرِيق قَوْله بُد بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الدَّال أَي مَا لنا من مجالسنا افْتِرَاق قَوْله إِذا أَبَيْتُم أَي إِذا امتنعتم هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره فَإِذا أَبَيْتُم بِالْفَاءِ قَوْله إِلَّا الْمجْلس بِفَتْح اللَّام مصدر ميمي أَي الْجُلُوس وَقد تقدم فِي الْمَظَالِم إِلَى الْمجْلس بِكَلِمَة إِلَى وَقَبله فَإِذا أتيتم من الْإِتْيَان قَوْله وكف الْأَذَى من نَحْو التضيق على المارين واحتقارهم بِهِ وعيبهم لَهُ وَامْتِنَاع النِّسَاء من الْخُرُوج إِلَى أشغالهن بِسَبَب قعودهم فِي الطَّرِيق والاطلاع على أَحْوَال النَّاس مِمَّا يكرهونه -