فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا»

( بابُُ قَوْل النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَسْتَجابُ لَنا فِي اليَهُودِ وَلَا يُسْتَجابُ لَهُمْ فِينا)

أَي: هَذَا بابُُ فِي ذكر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يُسْتَجَاب الدُّعَاء الَّذِي لنا فِي حق الْيَهُود لأَنا لَا ندعوا إلاَّ بِالْحَقِّ، وَلَا يُسْتَجَاب للْيَهُود فِي حَقنا لأَنهم يدعونَ علينا بالظلم.



[ قــ :6064 ... غــ :6401 ]
- حدّثنا قَتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ حدّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ حدّثنا أيُّوبُ عَن ابْن أبي مُلَيْكَةَ عنْ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا، أنَّ اليَهُودِ أتَوْا النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقالُوا: السَّام عَلَيْكَ.
قَالَ: وعَليْكُمْ.
فقالَتْ عائِشَةُ: السَّامُ عَليْكُمْ ولَعَنَكُمُ الله وغَضِبَ عَلَيْكُمْ.
فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَهْلاً يَا عائِشَةُ! عَلَيْكِ بالرِّفْقِ وإيَّاكِ والعُنْفَ أَو الفُحْشَ قالَتْ: أوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قالُوا؟ قَالَ: أوَلَمْ تَسْمِعَي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجابُ لَهُمْ فيَّ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي آخر الحَدِيث.
وَعبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ، وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَابْن أبي مليكَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مليكَة بِضَم الْمِيم واسْمه زُهَيْر.

والْحَدِيث مضى عَن قريب فِي: بابُُ الدُّعَاء على الْمُشْركين.

قَوْله: ( قَالَ: وَعَلَيْكُم) قيل: الْوَاو، وتقتضى التَّشْرِيك وَأجِيب: أَن مَعْنَاهُ: وَعَلَيْكُم الْمَوْت إِذْ { كل من عَلَيْهَا فان} ( الرَّحْمَن: 62) أَو الْوَاو للاستئناف أَي: عَلَيْكُم مَا تستحقونه من الذَّم.
قَوْله: ( والعنف) مُثَلّثَة الْعين وَهُوَ ضد الرِّفْق قَوْله: ( أَو الْفُحْش) شكّ من الرَّاوِي.
قَوْله: ( فِي) بتَشْديد الْيَاء.