فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب القصد والمداومة على العمل

( بابُُ القَصْدِ والمُدَاومَةِ عَلَى العمَلِ) أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان اسْتِحْبابُُ الْقَصْد وَهُوَ السلوك فِي الطَّرِيق المعتدلة، وَيُقَال: الْقَصْد استقامة الطَّرِيق بَين الإفراط والتفريط.
قَوْله: والمداومة، أَي: وَفِي بَيَان المداومة على الْعَمَل الصَّالح.



[ قــ :6123 ... غــ :6461 ]
- حدّثنا عَبْدَانُ أخبرنَا أبي عنْ شُعْبَةَ عنْ أشْعَثَ، قَالَ: سَمِعْتُ أبي قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقاً قَالَ: سألْتُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا: أيُّ العمَلِ كانَ أحَبَّ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قالَتِ: الدَّائمُ.
قَالَ: قُلْتُ: فأيَّ حِينٍ كانَ يَقُومُ؟ قالَتْ: كانَ يَقُومُ إذَا سَمِعَ الصَّارِخَ.
( انْظُر الحَدِيث 2311 وطرفه) .


مطابقته للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة.
وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة الْمروزِي، وَأَشْعَث بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة والثاء الْمُثَلَّثَة ابْن أبي الشعْثَاء واسْمه سليم بن الْأسود.

والْحَدِيث مضى بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي كتاب التَّهَجُّد فِي: بابُُ من نَام عِنْد السحر.

قَوْله: ( فَأَي حِين) هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فِي أَي حِين.
قَوْله: ( يقوم) أَي: من النّوم والصارخ الديك.
قَالَ: الْكرْمَانِي: أَو الْمُؤَذّن.
قلت: فِيهِ نظر.





[ قــ :613 ... غــ :6461 ]
- حدّثنا عَبْدَانُ أخبرنَا أبي عنْ شُعْبَةَ عنْ أشْعَثَ، قَالَ: سَمِعْتُ أبي قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقاً قَالَ: سألْتُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا: أيُّ العمَلِ كانَ أحَبَّ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قالَتِ: الدَّائمُ.
قَالَ: قُلْتُ: فأيَّ حِينٍ كانَ يَقُومُ؟ قالَتْ: كانَ يَقُومُ إذَا سَمِعَ الصَّارِخَ.
( انْظُر الحَدِيث 311 وطرفه) .


مطابقته للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة.
وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة الْمروزِي، وَأَشْعَث بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة والثاء الْمُثَلَّثَة ابْن أبي الشعْثَاء واسْمه سليم بن الْأسود.

والْحَدِيث مضى بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي كتاب التَّهَجُّد فِي: بابُُ من نَام عِنْد السحر.

قَوْله: ( فَأَي حِين) هَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فِي أَي حِين.
قَوْله: ( يقوم) أَي: من النّوم والصارخ الديك.
قَالَ: الْكرْمَانِي: أَو الْمُؤَذّن.
قلت: فِيهِ نظر.





[ قــ :614 ... غــ :646 ]
- حدّثنا قُتَيْبَةُ عنْ مالِكٍ عنْ هَشامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ عنْ عائِشَةَ أنَّها قالَتْ: كانَ أحبُّ العَمَلِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الّذِي يَدُومُ عَليْهِ صاحِبُهُ.
( انْظُر الحَدِيث 311 وطرفه) .


مطابقته أَيْضا للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة.
والْحَدِيث من أَفْرَاده.





[ قــ :615 ... غــ :6463 ]
- حدّثنا آدَمُ حَدثنَا ابنُ أبي ذِئْبٍ عنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( لَنْ يُنَجِّيَ أحدا مِنْكُمْ عَمَلُهُ) قالُوا: ولاَ أنْتَ يَا رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: ( وَلَا أَنا، إلاّ أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ الله بِرَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وقارِبُوا واغْدُوا ورُوحُوا وشَيْءٌ مِن الدُّلْجَةِ والقَصْدَ القَصْدَ، تَبْلُغُوا) .

مطابقته للجزء الأول للتَّرْجَمَة وَهُوَ قَوْله: ( الْقَصْد) وآدَم هُوَ ابْن أبي إِيَاس واسْمه عبد الرَّحْمَن وَابْن أبي ذِئْب بِلَفْظ الْحَيَوَان الْمَشْهُور هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.

والْحَدِيث من أَفْرَاده.

قَوْله: ( لن يُنجي) من التنجية أَو من الإنجاء، وَمَعْنَاهُ: لن يخلص، والنجاة من الشَّيْء التَّخَلُّص مِنْهُ.
قَوْله: ( أحدا) مَنْصُوب على المفعولية.
وَعَمله بِالرَّفْع فَاعل، يُنجي.
قَوْله: ( وَلَا أَنا) قَالَ الْكرْمَانِي: إِذا كَانَ كل النَّاس لَا يدْخلُونَ الْجنَّة إلاَّ برحمة الله فَوجه تَخْصِيص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالذكر هُوَ أَنه إِذا كَانَ مَقْطُوعًا لَهُ بِأَنَّهُ يدْخل الْجنَّة وَلَا يدخلهَا إلاَّ برحمة الله، فَغَيره يكون فِي ذَلِك بطرِيق الأولى.
قَوْله: ( إِلَّا أَن يتغمدني الله) أَي: إِلَّا أَن يسترني الله برحمته، يُقَال تغمده الله برحمته إِذا ستره بهَا، وَيُقَال: تغمدت فلَانا أَي: سترت مَا كَانَ مِنْهُ وغطيته، وَمِنْه غمد السَّيْف لِأَنَّك إِذا غمدته فقد سترته فِي غلافه، وَفِي رِوَايَة سُهَيْل: إلاَّ أَن يتداركني، وَالِاسْتِثْنَاء مُنْقَطع وَيحْتَمل أَن يكون مُتَّصِلا من قبيل قَوْله تَعَالَى: { لَا يذوقون فِيهَا الْمَوْت إِلَّا الموتة الأولى} ( الدُّخان: 65) قيل: كَيفَ الْجمع بَينه وَبَين قَوْله: { وَتلك الْجنَّة الَّتِي أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} ( الزخرف: 7) وَأجَاب ابْن بطال بِمَا ملخصه: إِن الْآيَة تحمل على أَن الْجنَّة تنَال الْمنَازل فِيهَا بِالْأَعْمَالِ، وَأَن دَرَجَات الْجنَّة مُتَفَاوِتَة بِحَسب تفَاوت الْأَعْمَال، وَيحمل الحَدِيث على دُخُول الْجنَّة وَالْخُلُود فِيهَا، ثمَّ أورد على هَذَا الْجَواب قَوْله تَعَالَى: { سَلام عَلَيْكُم ادخُلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} ( النَّحْل: 3) فَصرحَ بِأَن دُخُول الْجنَّة أَيْضا بِالْأَعْمَالِ.
وَأجَاب بِأَنَّهُ لفظ مُجمل بَينه الحَدِيث، وَالتَّقْدِير: ادخُلُوا منَازِل الْجنَّة وقصورها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ.
قَوْله: ( برحمة) وَفِي رِوَايَة أبي عبيد: بِفضل وَرَحْمَة، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني من طَرِيقه: بِفضل رَحمته، وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش: بِفضل وَرَحْمَة، وَفِي رِوَايَة ابْن عون: بمغفرة وَرَحْمَة.
قَوْله: ( سددوا) وَفِي رِوَايَة بشر بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عِنْد مُسلم: وَلَكِن سددوا، وَمَعْنَاهُ: اقصدوا السداد أَي الصَّوَاب،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: التسديد بِالْمُهْمَلَةِ من السداد وَهُوَ الْقَصْد من القَوْل وَالْعَمَل وَاخْتِيَار للصَّوَاب مِنْهُمَا.
قَوْله: ( وقاربوا) أَي: لَا تفرطوا فتجهدوا أَنفسكُم فِي الْعِبَادَة لِئَلَّا يُفْضِي بكم ذَلِك إِلَى الملال فتتركوا الْعَمَل فتفرطوا.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: أَي: لَا تبلغوا الْغَايَة بل تقربُوا مِنْهَا.
قَوْله: ( واغدوا) من الغدو وَهُوَ السّير من أول النَّهَار، والرواح السّير من أول النّصْف الثَّانِي من النَّهَار.
قَوْله: ( وَشَيْء من الدلجة) أَي: اسْتَعِينُوا بِبَعْض شَيْء من الدلجة بضمالدال وَإِسْكَان اللَّام، وَيجوز فِي اللُّغَة فتحهَا وَيُقَال بِفَتْح اللَّام أَيْضا وَهُوَ بِالضَّمِّ السّير آخر اللَّيْل وبالفتح سير اللَّيْل، وَقد بسطنا الْكَلَام فِيهِ فِي: بابُُ الدّين يسر فِي كتاب الْإِيمَان.
قَوْله: ( وَالْقَصْد الْقَصْد) بِالنّصب على الإغراء أَي: إلزموا الطَّرِيق الْوسط المعتدل تبلغوا الْمنزل الَّذِي هُوَ مقصدكم، شبه المتعبدين بالمسافرين.
فَقَالَ: لَا تستوعبوا الْأَوْقَات كلهَا بالسير بل اغتنموا أَوْقَات نشاطكم وَهُوَ أول النَّهَار وَآخره، وَبَعض اللَّيْل وارحموا أَنفسكُم فِيمَا بَينهمَا لِئَلَّا يَنْقَطِع بكم، قَالَ الله تَعَالَى: { أقِم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل} ( هود: 411) .





[ قــ :616 ... غــ :6464 ]
- حدّثنا عَبْدُ العَزِيزُ بنُ عَبْدِ الله حدّثنا سُلَيْمانُ عنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ عنْ أبي سَلَمَة بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ عنْ عائِشَةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ( سَدِّدُوا وقارِبُوا واعْلَمُوا أنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنةَ، وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ أدْوَمُها إِلَى الله وإنْ قَلَّ) .
( الحَدِيث 4646 طرفه فِي: 7646) .


مطابقته للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة.
وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بن أويس العامري الأويسي الْمدنِي، وَسليمَان هُوَ ابْن بِلَال أَبُو أَيُّوب الْقرشِي التَّيْمِيّ، ومُوسَى بن عقبَة بِسُكُون الْقَاف ابْن أبي عَيَّاش الْأَسدي الْمدنِي.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي التَّوْبَة عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَغَيره.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الرَّقَائِق عَن الْحسن بن إِسْمَاعِيل.

قَوْله: ( سددوا وقاربوا) قد مضى شرحهما عَن قريب.
قَوْله: ( إِنَّه) أَي: أَن الشَّأْن ويروى: أَن لن يدْخل.
قَوْله: ( لن يدْخل) بِضَم الْيَاء من الإدخال، وأحدكم مَنْصُوب لِأَنَّهُ مفعول وَعَمله مَرْفُوع لِأَنَّهُ فَاعل لقَوْله: ( لن يدْخل) وَالْجنَّة نصب على الظّرْف.
قَوْله: ( أدومها) بِصِيغَة أفعل التَّفْضِيل، قيل: أدومها كَيفَ يكون قَلِيلا وَمعنى الدَّوَام شُمُول الْأَزْمِنَة؟ مَعَ أَنه غير مَقْدُور أَيْضا.
أُجِيب: بِأَن المُرَاد بالدوام الْمُوَاظبَة الْعُرْفِيَّة وَهِي الْإِتْيَان بهَا فِي كل شهر أَو كل يَوْم بِقدر مَا يُطلق عَلَيْهِ عرفا اسْم المداومة.
قَوْله: ( وَإِن قل) أَي: أحب الْأَعْمَال وَهُوَ مَعْطُوف على مُقَدّر تَقْدِيره: أَن لم يقل وَإِن قل.





[ قــ :618 ... غــ :6466 ]
- حدّثني عثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ حدّثنا جَريرٌ عنْ مَنْصُور عنْ إبْرَاهِيمَ عنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سألْتُ أمَّ المُؤْمِنِينَ عائِشَةَ قُلْتُ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ! كَيْفَ كانَ عَمَلُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئاً مِنَ الأيَّامِ؟ قالَتْ: لَا، كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وأيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْتَطِيعُ؟ .
( انْظُر الحَدِيث 7891) .
مطابقته للجزء الثَّانِي للتَّرْجَمَة.
وَجَرِير بن عبد الحميد، وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر، وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، وعلقمة بن قيس وَهُوَ خَال إِبْرَاهِيم.
وَرِجَال السَّنَد كلهم كوفيون.

والْحَدِيث مضى فِي الصَّوْم عَن مُسَدّد وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( هَل كَانَ يخص شَيْئا من الْأَيَّام) أَي: بِعبَادة مَخْصُوصَة لَا يفعل مثلهَا فِي غَيره.
فَقَالَت: لَا، قيل: هُوَ معَارض بقولِهَا: مَا رَأَيْته أَكثر صياما مِنْهُ فِي شعْبَان.
وَأجِيب بِأَنَّهُ لَا تعَارض لِأَنَّهُ كَانَ كثير الْأَسْفَار فَلَا يجد سَبِيلا إِلَى صِيَام الثَّلَاثَة الْأَيَّام من كل شهر فيجمعها فِي شعْبَان، وَإِنَّمَا كَانَ يُوقع الْعِبَادَة على قدر نشاطه وفراغه من جهاده.
قَوْله: ( دِيمَة) بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف أَي: دَائِما، والديمة فِي الأَصْل الْمَطَر المستمر بِسُكُون بِلَا رعد وَلَا برق، ثمَّ اسْتعْمل فِي غَيره، وأصل دِيمَة: دومة، قلبت الْوَاو يَاء لسكونها وانكسار مَا قبلهَا.
قَوْله: ( وَأَيكُمْ يَسْتَطِيع)
إِلَى آخِره أَي: فِي الْعِبَادَة بِحَسب الْكمّ وبحسب الكيف من خشوع وخضوع وإخبات.





[ قــ :619 ... غــ :6467 ]
- حدّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ الزِّبْرِقانِ حَدثنَا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عنْ أبي سَلَمَة بن عَبده الرَّحْمانِ عنْ عائِشَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ( سَدِّدُوا وقارِبُوا وأبْشِرُوا فإنّهُ لَا يُدْخِلُ أحَداً الجَنةَ عَمَلُهُ) قَالُوا: وَلَا أنْتَ يَا رسولَ الله {قَالَ: ( وَلَا أَنا إلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بِمَغْفِرَةٍ ورَحْمَةٍ) .

قَالَ: أظَنُّهُ عنْ أبي النَّضْرِ عنْ أبي سَلَمَةَ عَن عَائِشَةَ.
( انْظُر الحَدِيث 4146) .

هَذَا وَجه آخر فِي حَدِيث مُوسَى بن عقبَة الَّذِي مضى عَن قريب فَإِن فِيهِ: مُوسَى بن عقبَة عَن أبي سَلمَة، وَهنا قَالَ: عَليّ بن عبد الله شيخ البُخَارِيّ اظن أَن بَين مُوسَى بن عقبَة وَأبي سَلمَة وَاسِطَة وَهُوَ أَبُو النَّضر بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة سَالم بن أبي أُميَّة.

وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وَمُحَمّد بن الزبْرِقَان بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر الرَّاء وبالقاف الْأَهْوَازِي وَمَاله فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث، وَبَقِيَّة شرح الْأَلْفَاظ الْمَذْكُورَة قد مرت.

عَفَّان: حدّثنا وُهَيْبٌ عنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَة عنْ عائشَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( سَدِّدُوا وأبْشِرُوا) .


أَي: قَالَ عَفَّان بن مُسلم الصفار، وَإِنَّمَا قَالَ: قَالَ عَفَّان، لِأَنَّهُ أَخذ مِنْهُ مذاكرة لَا تحديثاً وتحميلاً، وَكَثِيرًا روى عَنهُ بالواسطة،.

     وَقَالَ  أَبُو نعيم، هَذَا تَدْلِيس من البُخَارِيّ.
قلت: استبعد هَذَا، وَقد قَالَ ابْن الْقطَّان لما ذكر تَدْلِيس الشُّيُوخ، قَالَ: لم يَصح ذَلِك عَن البُخَارِيّ قطّ، ووهيب هُوَ ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ وَحَدِيث وهيب هَذَا أخرجه مُسلم عَن مُحَمَّد بن حَاتِم: حَدثنَا بهز حَدثنَا وهيب عَن مُوسَى بِهِ.

وَقَالَ مُجاهِدٌ: سَداداً سَدِيداً صِدْقاً
قَول مُجَاهِد هَذَا ثَبت عِنْد الْأَكْثَرين وَثَبت عِنْد الطَّبَرِيّ وَالْفِرْيَابِي عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {قولا سديداً} ( النِّسَاء: 9) قَالَ: سداداً.
والسداد بِفَتْح السِّين: الْعدْل المعتدل الْكَافِي وبالكسر مَا يسد الْخلَل،.

     وَقَالَ  بَعضهم: زعم مغلطاي وَتَبعهُ شَيخنَا ابْن الملقن أَن الطَّبَرِيّ وصل تَفْسِير مُجَاهِد عَن مُوسَى بن هَارُون عَن عَمْرو بن طَلْحَة عَن أَسْبَاط عَن السّديّ عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، وَهَذَا وهم فَاحش، فَمَا للسدي عَن ابْن أبي نجيح رِوَايَة.

قلت: رِعَايَة الْأَدَب مَطْلُوبَة، وليته قَالَ: الشَّيْخ مغلطاي، أَو عَلَاء الدّين، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَال لَهُ: عَلَاء الدّين مَعَ أَنه هُوَ شيخ شَيْخه، لِأَنَّهُ كثيرا مَا يذكرهُ فِي شَرحه بتعظيم، وَقد علم أَنه إِذا اجْتمع الْمُثبت والنافي أَخذ بقول الْمُثبت لِأَن لَهُ زِيَادَة علم.





[ قــ :619 ... غــ :6467 ]
- حدّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ الزِّبْرِقانِ حَدثنَا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عنْ أبي سَلَمَة بن عَبده الرَّحْمانِ عنْ عائِشَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ( سَدِّدُوا وقارِبُوا وأبْشِرُوا فإنّهُ لَا يُدْخِلُ أحَداً الجَنةَ عَمَلُهُ) قَالُوا: وَلَا أنْتَ يَا رسولَ الله} قَالَ: ( وَلَا أَنا إلاَّ أنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بِمَغْفِرَةٍ ورَحْمَةٍ) .

قَالَ: أظَنُّهُ عنْ أبي النَّضْرِ عنْ أبي سَلَمَةَ عَن عَائِشَةَ.
( انْظُر الحَدِيث 4146) .

هَذَا وَجه آخر فِي حَدِيث مُوسَى بن عقبَة الَّذِي مضى عَن قريب فَإِن فِيهِ: مُوسَى بن عقبَة عَن أبي سَلمَة، وَهنا قَالَ: عَليّ بن عبد الله شيخ البُخَارِيّ اظن أَن بَين مُوسَى بن عقبَة وَأبي سَلمَة وَاسِطَة وَهُوَ أَبُو النَّضر بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة سَالم بن أبي أُميَّة.

وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وَمُحَمّد بن الزبْرِقَان بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر الرَّاء وبالقاف الْأَهْوَازِي وَمَاله فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث، وَبَقِيَّة شرح الْأَلْفَاظ الْمَذْكُورَة قد مرت.

عَفَّان: حدّثنا وُهَيْبٌ عنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَة عنْ عائشَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( سَدِّدُوا وأبْشِرُوا) .


أَي: قَالَ عَفَّان بن مُسلم الصفار، وَإِنَّمَا قَالَ: قَالَ عَفَّان، لِأَنَّهُ أَخذ مِنْهُ مذاكرة لَا تحديثاً وتحميلاً، وَكَثِيرًا روى عَنهُ بالواسطة،.

     وَقَالَ  أَبُو نعيم، هَذَا تَدْلِيس من البُخَارِيّ.
قلت: استبعد هَذَا، وَقد قَالَ ابْن الْقطَّان لما ذكر تَدْلِيس الشُّيُوخ، قَالَ: لم يَصح ذَلِك عَن البُخَارِيّ قطّ، ووهيب هُوَ ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ وَحَدِيث وهيب هَذَا أخرجه مُسلم عَن مُحَمَّد بن حَاتِم: حَدثنَا بهز حَدثنَا وهيب عَن مُوسَى بِهِ.

وَقَالَ مُجاهِدٌ: سَداداً سَدِيداً صِدْقاً
قَول مُجَاهِد هَذَا ثَبت عِنْد الْأَكْثَرين وَثَبت عِنْد الطَّبَرِيّ وَالْفِرْيَابِي عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {قولا سديداً} ( النِّسَاء: 9) قَالَ: سداداً.
والسداد بِفَتْح السِّين: الْعدْل المعتدل الْكَافِي وبالكسر مَا يسد الْخلَل،.

     وَقَالَ  بَعضهم: زعم مغلطاي وَتَبعهُ شَيخنَا ابْن الملقن أَن الطَّبَرِيّ وصل تَفْسِير مُجَاهِد عَن مُوسَى بن هَارُون عَن عَمْرو بن طَلْحَة عَن أَسْبَاط عَن السّديّ عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، وَهَذَا وهم فَاحش، فَمَا للسدي عَن ابْن أبي نجيح رِوَايَة.

قلت: رِعَايَة الْأَدَب مَطْلُوبَة، وليته قَالَ: الشَّيْخ مغلطاي، أَو عَلَاء الدّين، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَال لَهُ: عَلَاء الدّين مَعَ أَنه هُوَ شيخ شَيْخه، لِأَنَّهُ كثيرا مَا يذكرهُ فِي شَرحه بتعظيم، وَقد علم أَنه إِذا اجْتمع الْمُثبت والنافي أَخذ بقول الْمُثبت لِأَن لَهُ زِيَادَة علم.





[ قــ :6130 ... غــ :6468 ]
- حدّثني إبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحِ قَالَ: حدّثني أبي عنْ هِلالِ بنِ عَلِيٍّ عنْ أنَسٍ بنِ مالِكٍ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى لَنا يَوْماً الصَّلاةَ ثُمَّ رَقِى المِنْبَرَ فأشارَ بِيدِهِ قِبَلَ قِبْلَةِ المَسْجِدِ، فَقَالَ: قَوْله: ( قَدْ أُرِيتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاةَ الجَنَّةَ والنَّارَ مُمَثَّلتَيْنِ فِي قُبُلِ هاذا الجِدارِ، فَلَمْ أرَ كالْيَوْمِ فِي الخَيْرِ والشِّرِّ، فَلَمْ أرَ كالْيَوْمِ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ) .

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن تكون الْجنَّة المرغبة وَالنَّار المرهبة نصب عين الْمُصَلِّي ليكونا باعثين على مداومة الْعَمَل وإدمانه.

وَمُحَمّد بن فليح بِضَم الْفَاء مصغر الفلح بِالْفَاءِ والحاء الْمُهْملَة يروي عَن أَبِيه فليج بن سُلَيْمَان الْمُغيرَة الْخُزَاعِيّ، وَقيل: الْأَسْلَمِيّ، وهلال بن عَليّ وَهُوَ هِلَال بن أبي مَيْمُونَة وَيُقَال هِلَال بن أبي هِلَال.

والْحَدِيث مضى فِي الصَّلَاة فِي: بابُُ رفع الْبَصَر إِلَى الإِمَام، عَن يحيى بن صَالح وَعَن مُحَمَّد بن سِنَان.

قَوْله: ( ثمَّ رقى) ، بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْقَاف أَي: صعد وزنا وَمعنى.
قَوْله: ( قبل قبْلَة الْمَسْجِد) بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة، أَي: جِهَة قبْلَة الْمَسْجِد.
قَوْله: ( أريت) بِضَم الْهمزَة وَكسر الرَّاء.
قَوْله: ( الْجنَّة) ، نصب على أَنه مفعول ثانٍ لأريت.
قَوْله: ( ممثلتين) أَي: مصورتين.
قَوْله: ( فِي قبل هَذَا الْجِدَار) ، بِضَم الْقَاف وَالْبَاء الْمُوَحدَة أَي: قُدَّام هَذَا الْجِدَار أَي: جِدَار الْمَسْجِد، ويروى: ( هَذَا الْحَائِط) ، يُقَال: مثل لَهُ أَي: صور لَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهِ.
قَوْله: ( فَلم أر كَالْيَوْمِ) أَي: يَوْمًا مثل هَذَا الْيَوْم، وَقد وَقع هَذَا مكرراً تَأْكِيدًا.