فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، دعوتهما واحدة»

( بابُُ قَوْلِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ) )

أَي: هَذَا بابُُ فِي ذكر قَول النَّبِي وترجمه بِلَفْظ الْخَبَر.
قَوْله: فئتان أَي: جماعتان هما فِئَة عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَفِئَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان.
قَوْله: دعوتهما ويروى: دعواهما، وَالْمرَاد بِالدَّعْوَى الْإِسْلَام على القَوْل الرَّاجِح، وَقيل: المُرَاد اعْتِقَاد كل مِنْهُمَا أَنه على الْحق وَصَاحبه على الْبَاطِل بِحَسب اجتهادهما.
وَفِيه معْجزَة للنَّبِي.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: هَاتَانِ الفئتان هما إِن شَاءَ الله أَصْحَاب الْجمل زعم عَليّ بن أبي طَالب أَن طَلْحَة وَالزُّبَيْر بايعاه فَتعلق بذلك، وَزعم طَلْحَة وَالزُّبَيْر أَن الأشتر النَّخعِيّ أكرههما على الْمَشْي إِلَى عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقد جَاءَ فِي الْكتاب وَالسّنة الْأَمر بِقِتَال الفئة الباغية إِذا تبين بغيها،.

     وَقَالَ  الله تَعَالَى: { وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا فَإِن بَغت إِحْدَاهَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفىء إِلَى أَمر الله فَإِن فآءت فأصلحوا بَينهمَا بِالْعَدْلِ وأقسطوا إِن الله يحب المقسطين} .



[ قــ :6569 ... غــ :6935 ]
- حدّثنا عَلِيٌّ، حدّثنا سُفْيانُ، حدّثنا أبُو الزِّنادِ، عنِ الأعْرَجِ، عنِ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ دَعْوَاهُما واحِدَة.

التَّرْجَمَة عين الحَدِيث كَمَا ذكرنَا غير أَن فِيهَا: طَائِفَتَانِ، فِي بعض النّسخ وَفِي الحَدِيث: فئتان.
أخرجه عَن عَليّ بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان عَن عبد الرحمان بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة.
والْحَدِيث بِهَذَا السَّنَد من أَفْرَاده.