فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام

( بابُُ الاسْتَبْرَقِ ودُخُولِ الجَنَّةِ فِي المَنامِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان رُؤْيَة الاستبرق، وَهُوَ الغليظ من الديباج وَهُوَ فَارسي معرف بِزِيَادَة الْقَاف، وَقد يعبر الْحَرِير فِي الْمَنَام بالشرف فِي الدّين وَالْعلم لِأَن الْحَرِير من أشرف ملابس الدُّنْيَا، وَكَذَلِكَ الْعلم بِالدّينِ أشرف الْعُلُوم.
قَوْله: وَدخُول الْجنَّة فِي الْمَنَام عطف على الاستبرق أَي: وَفِي بَيَان رُؤْيَة الدُّخُول فِي الْجنَّة فِي الْمَنَام ورؤية دُخُول الْجنَّة فِي الْمَنَام تدل على دُخُولهَا فِي الْيَقَظَة، ويعبر أَيْضا بِالدُّخُولِ فِي الْإِسْلَام الَّذِي هُوَ سَبَب لدُخُول الْجنَّة.



[ قــ :6648 ... غــ :7015 ]
- حدّثنا مُعَلَّى بنُ أسَدٍ، حدّثنا وُهَيْبٌ، عنْ أيُّوبَ، عنْ نافِعٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: رَأيْتُ فِي المَنامِ كأنَّ فِي يَدِي سَرَقَةَ مِنْ حَرِير لَا أهْوِي بِها إِلَى مَكانٍ فِي الجَنةِ، إلاّ طارَتْ بِي إلَيْهِ.





[ قــ :6648 ... غــ :7016 ]
- فَقصَصْتُها عَلى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْها حَفْصَةُ عَلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إنَّ أخاكِ رَجُلٌ صالِحٌ أوْ قَالَ: إنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صالِحٌ مطابقته للجزء الأول للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن فِي يَدي سَرقَة من حَرِير وَتُؤْخَذ للجزء الثَّانِي من قَوْله: لَا أهوي بهَا إِلَى مَكَان فِي الْجنَّة إلاَّ طارت بِي إِلَيْهِ فَإِن قلت: لَيْسَ فِيهِ مَا يُطَابق الْجُزْء الأول من التَّرْجَمَة فَإِنَّهَا لفظ: الإستبرق، وَلَيْسَ فِيهِ.
قلت: قد مر أَن السّرقَة قِطْعَة من الْحَرِير.
وَقيل شقة مِنْهُ الإستبرق أَيْضا نوع من الْحَرِير.

وَشَيخ البُخَارِيّ مُعلى بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام الْمَفْتُوحَة ابْن أَسد الْعمي أَبُو الْهَيْثَم الْبَصْرِيّ أَخُو بهز بن أَسد، ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَنَافِع يروي عَن مَوْلَاهُ عبد الله بن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.

والْحَدِيث مضى فِي صَلَاة اللَّيْل عَن أبي النُّعْمَان عَن حَمَّاد، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: أهوي بهَا بِضَم الْهمزَة من الإهواء وثلاثيه: هوى أَي: سقط،.

     وَقَالَ  الْأَصْمَعِي: أهويت بالشَّيْء إِذا رميت بِهِ، وَيُقَال: أهويت لَهُ بِالسَّيْفِ.
قَوْله: إلاَّ طارت بِي إِلَيْهِ طيران السّرقَة قُوَّة يرزقه الله تَعَالَى على التَّمَكُّن من الْجنَّة حَيْثُ يَشَاء.

قَوْله: أَو إِن عبد الله شكّ من الرَّاوِي، وَوَقع فِي رِوَايَة حَمَّاد عِنْد مُسلم: إِن عبد الله رجل صَالح.
بِالْجَزْمِ، وَزَاد الْكشميهني فِي رِوَايَته عَن الْفربرِي: لَو كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل، وَوَقع فِي رِوَايَة عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نعم الْفَتى، أَو قَالَ: نعم الرجل ابْن عمر، كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل، رَوَاهُ مُسلم.