فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب العين الجارية في المنام

( بابُُ العَيْنِ الجَارِيَةِ فِي المَنامِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان رُؤْيَة الْعين الْجَارِيَة فِي الْمَنَام،.

     وَقَالَ  الْمُهلب: الْعين الْجَارِيَة تحْتَمل وُجُوهًا فَإِن كَانَ مَاؤُهَا صافياً عبرت بِالْعَمَلِ الصَّالح وإلاَّ فَلَا، وَقيل: الْعين الْجَارِيَة عمل جَار من صَدَقَة أَو مَعْرُوف لحي أَو ميت، وَقيل: عين المَاء نعْمَة وبركة وَخير وبلوغ أُمْنِية إِن كَانَ صَاحبهَا مَسْتُورا، وَإِن كَانَ غير عفيف أَصَابَته مُصِيبَة يبكي لَهَا أهل دَاره.



[ قــ :6650 ... غــ :7018 ]
- حدّثنا عَبْدانُ، أخبرنَا عَبْدُ الله، أخبرنَا مَعْمَرٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ خارِجَةَ بن زَيْد بنِ ثَابِتٍ عنْ أُمِّ العَلاءِ وهْيَ امْرأةٌ مِنْ نِسائِهِم بايَعَتْ رسُولَ الله قالَتْ: طارَ لَنا عُثْمانُ بنُ مَظْعونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ الأنْصارُ عَلى سُكْنَى المُهاجِرِين، فاشْتَكَى فَمَرَّضْناهُ حتّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْناهُ فِي أثْوابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنا رسولُ الله فَقُلْتُ رَحَمَةُ الله عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أكْرَمَكَ الله.
قَالَ: وَمَا يُدْرِيكِ؟.

قُلْتُ لَا أدْرِي، وَالله.
قَالَ: أمَّا هُوَ فَقَدْ جاءَهُ اليَقِينَ، إنِّي لأرْجُو لهُ الخَيْرَ مِنَ الله، وَالله مَا أدْرِي وَأَنا رسولُ الله مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ العَلاءِ فَوالله لَا أُزَكِّي أحَداً بَعْدَهُ.
قالَتْ: ورَأيْتُ لِعْثْمانَ فِي النَّوْمِ عَيْناً تَجْرِي، فَجِئْتُ رسولَ الله فَذَكَرْتُ ذالِكَ لهُ فَقَالَ: ذاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لهُ
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: وَرَأَيْت لعُثْمَان فِي النّوم إِلَى آخِره.

وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي.

والْحَدِيث قد مضى فِي: بابُُ رُؤْيا النِّسَاء، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
وَأم الْعَلَاء وَالِدَة خَارِجَة بن زيد الرَّاوِي عَنْهَا هُنَا وَاسْمهَا كنيتها.

قَوْله: وَهِي امْرَأَة من نِسَائِهِم أَي: من الْأَنْصَار، وَهُوَ من كَلَام الزُّهْرِيّ الرَّاوِي عَن خَارِجَة.

قَوْله طَار لنا يَعْنِي: وَقع لنا فِي سهمنا.
قَوْله: حِين اقترعت وَفِي رِوَايَة أبي ذَر عَن غير الْكشميهني: حِين أقرعت، بِحَذْف التَّاء.
قَوْله: فاشتكى أَي: مرض.
قَوْله: فمرضناه بتَشْديد الرَّاء أَي: قمنا بأَمْره فِي مَرضه.
قَوْله: حَتَّى توفّي كَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة.
قَوْله: ذَاك عمله يجْرِي لَهُ يَعْنِي: شَيْء من عمله بَقِي لَهُ ثَوَابه جَارِيا كالصدقة، وَأنكر صَاحب التَّلْوِيح أَن يكون لَهُ شَيْء من الْأُمُور الثَّلَاثَة الَّتِي ذكرهَا مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَفعه: إِذا مَاتَ ابْن آدم انْقَطع عمله إلاَّ من ثَلَاث.
.
الحَدِيث، ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ كَانَ لَهُ ولد صَالح شهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا وَهُوَ السَّائِب مَاتَ فِي خلَافَة أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَهُوَ أحد الثَّلَاثَة، وَقد كَانَ عُثْمَان من الْأَغْنِيَاء فَلَا يبعد أَن يكون لَهُ صَدَقَة استمرت بعد مَوته، فقد أخرج ابْن سعد من مُرْسل أبي بردة بن أبي مُوسَى، قَالَ: دخلت امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون على نسَاء النَّبِي فرأين هيئتها فَقُلْنَ: مَالك؟ فَمَا فِي قُرَيْش أغْنى من بعلك؟ فَقَالَت: أما ليله فقائم ... الحَدِيث.