فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان

( بابُُ تَغْيِير الزَّمانِ حتَّى يَعْبُدُوا الأوْثانَ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان تَغْيِير الزَّمَان عَن حَاله الأول.
قَوْله: حَتَّى يعبدوا الْأَوْثَان، وَسُقُوط النُّون فِيهِ من غير جازم لُغَة، ويروى: حَتَّى تعبد الْأَوْثَان، وَهُوَ جمع وثن، وَهُوَ كل مَا لَهُ جثة معمولة من جَوَاهِر الأَرْض أَو من الْخشب أَو الْحِجَارَة كصورة الْآدَمِيّ يعْمل وَينصب فيعبد، والصنم الصُّورَة بِلَا جثة، وَمِنْهُم من لم يفرق بَينهمَا.



[ قــ :6734 ... غــ :7116 ]
- حدّثنا أبُو اليَمانِ، أخبرنَا شُعَيْبٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ: أَخْبرنِي أبُو هُرَيْرَةَ، رَضِي الله عَنهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَضْطَرِبَ أليات نِساءِ دَوْسٍ عَلى ذِي الخَلَصَةِ وَذُو الخَلَصَةِ طاغِيَةُ دَوْسٍ الّتي كانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجاهلِيَّةِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة لِأَن ذَا الخلصة اسْم صنم لدوس، وعبادتهم إِيَّاهَا من تَغْيِير الزَّمَان.

وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة، والهري مُحَمَّد بن مُسلم.
والْحَدِيث من أَفْرَاده.

قَوْله: أَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة ويروى: إِن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله، صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم، يَقُول: قَوْله: حَتَّى تضطرب أَي: يضْرب بَعْضهَا بَعْضًا،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: فِيهِ الْإِخْبَار بِأَن نسَاء دوس يركبن الدَّوَابّ من الْبلدَانِ إِلَى الصَّنَم الْمَذْكُور فَهُوَ المُرَاد باضطراب ألياتهن، والألياة بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام جمع ألية وَهِي العجيزة وَجَمعهَا أعجاز.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: مَعْنَاهُ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تضطرب أَي تتحرك أعجاز نِسَائِهِم من الطّواف حول ذِي الخلصة، أَي: حَتَّى يكفرن ويرجعن إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام.
قَوْله: طاغية دوس بِفَتْح الدَّال قَبيلَة أبي هُرَيْرَة وَذُو الخلصة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح اللَّام، وَقيل بسكونها، وَقيل بضَمهَا، وَهُوَ مَوضِع بِبِلَاد دوس كَانَ فِيهِ صنم يعبدونه اسْمه الخلصة.
والطاغية الصَّنَم، وَلَفظ البُخَارِيّ يشْعر بِأَن ذَا الخلصة هِيَ الطاغية نَفسهَا إلاَّ أَن يُقَال كلمة: فِيهَا، أَو كلمة: هِيَ، محذوفة، لَكِن تقدم فِي كتاب الْجِهَاد فِي: بابُُ حرق الدّور، بِأَنَّهُ بَيت فِي خثعم تسمى: كعبة اليمانية.





[ قــ :6735 ... غــ :7117 ]
- حدّثنا عبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله، حدّثني سُلَيْمانُ عنْ ثَوْرٍ عنْ أبي الغَيْثِ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ الله قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رجُل مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النّاسَ بِعَصاهُ
انْظُر الحَدِيث 3517
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن سوق رجل من قحطان النَّاس بعصاه إِنَّمَا يكون فِي تَغْيِير الزَّمَان وتبديل أَحْوَال الْإِسْلَام، لِأَن هَذَا الرجل لَيْسَ من رَهْط الشّرف الَّذين جعل الله فيهم الْخلَافَة، وَلَا من فَخذ النُّبُوَّة، وَبِهَذَا يرد على الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي قَوْله: هَذَا لَيْسَ من تَرْجَمَة الْبابُُ فِي شَيْء.

وسلميان هُوَ ابْن بِلَال، وثور بِلَفْظ الْحَيَوَان الْمَشْهُور ابْن زيد الديلمي، وَأَبُو الْغَيْث بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف اسْمه سَالم والسند كلهم كوفيون.

والْحَدِيث قد مضى فِي مَنَاقِب قُرَيْش.
وَأخرجه مُسلم فِي الْفِتَن عَن قُتَيْبَة بِهِ.

قَوْله: من قحطان هُوَ قَبيلَة وَهُوَ أَبُو الْيمن،.

     وَقَالَ  الرشاطي: قحطان بن عَابِر بن شالخ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح،.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيّ: قَوْله: يَسُوق النَّاس بعصاه كِنَايَة عَن غلبته عَلَيْهِم وانقيادهم لَهُ، وَلم يرد نفس الْعَصَا، وَقيل: إِنَّه يسوقهم بعصاه حَقِيقَة كَمَا يساق الْإِبِل والماشية لشدَّة عنفه على النَّاس.
<