فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب في المشيئة والإرادة: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}

( بابُُ { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} )
جعل ابْن بطال هَذَا الْبابُُ بابَُُيْنِ، وسَاق الأول إِلَى قَوْله: قَالَ سعيد بن الْمسيب، نزلت فِي أبي طَالب، ثمَّ ترْجم بابُُ ثمَّ سَاق فِيهِ الْأَحَادِيث، وَقد تعلّقت الْمُعْتَزلَة بِهَذِهِ الْآيَة على أَن الله تَعَالَى لَا يُرِيد الْمعْصِيَة، وَقد ذكرنَا الْجَواب آنِفا.



[ قــ :7066 ... غــ :7464 ]
- حدّثنا مُسَدَّدٌ، حدّثنا عَبْدُ الوَارِثِ، عنْ عَبْدِ العَزِيزِ، عنْ أنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إذَا دَعَوْتُمْ الله فاعْزِمُوا فِي الدُّعاءِ، وَلَا يَقولَنَّ أحَدُكُمْ: إِن شِئْتَ فأعْطِنِي، فإنَّ الله لَا مُسْتَكْرِهَ لهُ
انْظُر الحَدِيث 6338
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِن شِئْت
وَعبد الْوَارِث بن سعيد الْبَصْرِيّ، وَعبد الْعَزِيز بن صُهَيْب الْبَصْرِيّ عَن أنس بن مَالك.

والْحَدِيث مضى فِي الدَّعْوَات، عَن مُسَدّد أَيْضا فِي: بابُُ ليعزم الْمَسْأَلَة فَإِنَّهُ لَا مكره لَهُ.

قَوْله: فاعزموا من عزمت عَلَيْهِ إِذا أردْت فعله وَقطعت عَلَيْهِ أَي: فَاقْطَعُوا بِالْمَسْأَلَة وَلَا تعلقوها بِالْمَشِيئَةِ.
وَقيل: الْعَزْم بِالْمَسْأَلَة الْجَزْم بهَا من غير ضعف فِي الطّلب، وَقيل: هُوَ حسن الظَّن بِاللَّه فِي الْإِجَابَة، وَقيل: فِي التَّعْلِيق صُورَة الِاسْتِغْنَاء عَن الْمَطْلُوب وَمِنْه وَعَن الْمَطْلُوب.
قَوْله: لَا مستكره لَهُ أَي: لِأَن التَّعْلِيق يُوهم إِمْكَان إِعْطَائِهِ على غير الْمَشِيئَة، وَلَيْسَ بعد الْمَشِيئَة إِلَّا الْإِكْرَاه، وَالله لَا مكره لَهُ.





[ قــ :7067 ... غــ :7465 ]
- حدّثنا أبُو اليَمانِ، أخبرنَا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ.
ح وحدّثنا إسماعِيلُ، حدّثني أخِي عبدُ الحَمِيدِ، عنْ سُلَيْمانَ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ أبي عَتِيقٍ، عنِ ابنِ شِهاب، عنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ أنَّ حُسَيْنَ بنَ عَلِيَ، عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، أخْبَرَهُ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِب أخبرَهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَرَقَهُ وفاطِمَةَ بِنْتَ رسولِ الله لَيْلَةً فَقَالَ لَهُمْ: أَلا تُصَلونَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُول الله إنّما أنْفُسُنا بِيَدِ الله، فَإِذا شاءَ أنْ يَبْعَثَنا بَعَثَنا، فانْصَرَفَ رسولُ الله حِينَ.

قُلْتُ ذالِك ولَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شَيْئاً، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وهْوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ ويَقُولُ: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَاذَا الْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىءٍ جَدَلاً}

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِذا شَاءَ
أخرجه من طَرِيقين الأول: عَن أبي الْيَمَان الحكم بن نَافِع عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ.
وَالثَّانِي: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن أَخِيه عبد الحميد عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن مُحَمَّد بن أبي عَتيق الصّديق التَّيْمِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الِاعْتِصَام فِي: بابُُ قَوْله تَعَالَى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَاذَا الْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىءٍ جَدَلاً} فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ من طَرِيقين أَحدهمَا: عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب.
وَالْآخر: عَن مُحَمَّد بن سَلام عَن عتاب بن بشير، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَالَه من الطروق وَهُوَ الْمَجِيء بِاللَّيْلِ، أَي: طرق عليّاً.
وَقَوله: وَفَاطِمَة بِالنّصب عطف عَلَيْهِ.
قَوْله: لَهُم إِنَّمَا جمع الضَّمِير بِاعْتِبَار أَن أقل الْجمع اثْنَان، أَو أَرَادَ عليّاً وَفَاطِمَة وَمن مَعَهُمَا.
قَوْله: إِن يبعثنا أَي: من النّوم إِلَى الصَّلَاة.
قَوْله: وَهُوَ مُدبر أَي: مولٍ ظَهره، وَفِي ضرب رَسُول الله، فَخذه وقراءته الْآيَة إِشَارَة إِلَى أَن الشَّخْص يجب عَلَيْهِ مُتَابعَة أَحْكَام الشَّرِيعَة لَا مُلَاحظَة الْحَقِيقَة، وَلِهَذَا جعل جَوَابه من بابُُ الجدل.





[ قــ :7068 ... غــ :7466 ]
- حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ، حدّثنا فُلَيْحٌ، حدّثنا هِلالُ بنُ عَلِيَ، عنْ عَطاءٍ بنِ يَسارٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِي الله عَنهُ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ خامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ ورَقُهُ مِنْ حَيْثُ أتَتْها الرِّيحُ تُكَفِّئُها، فَإِذا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وكذالِكَ المُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالبَلاءِ، ومَثَلُ الكافِرِ كَمَثَلِ الأرْزَة صَمَّاءُ مُعْتَدِلَةٌ حتَّى يَقْصِمَها الله إِذا شاءَ
انْظُر الحَدِيث 5644
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِذا شَاءَ وفليح مُصَغرًا ابْن سُلَيْمَان.

والْحَدِيث مضى فِي أَوَائِل كتاب الطّلب فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن مُحَمَّد بن فليح عَن أَبِيه عَن هِلَال بن عَليّ إِلَى آخِره.

قَوْله: خامة الزَّرْع بتَخْفِيف الْمِيم أول مَا ينْبت على سَاق أَو الطَّاقَة الغضة الرّطبَة مِنْهُ.
قَوْله: يفِيء بِالْفَاءِ أَي: يتَحَوَّل وَيرجع.
قَوْله: أتتها من الْإِتْيَان.
قَوْله: تكفئها أَي: تقلبها وتحولها.
قَوْله: يكفأ على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: الأرزة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الزَّاي وَهُوَ شجر الصنوبر، وَقيل: بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الشّجر الصلب.
قَوْله: صماء أَي: الصلبة لَيست بجوفاء وَلَا رخوة.
قَوْله: يقصمها بِالْقَافِ وبالصاد الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة أَي: يكسرها.





[ قــ :7069 ... غــ :7467 ]
- حدّثنا الحَكَمُ بنُ نافِعٍ، أخبرنَا شُعَيْبٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبرنِي سالِمُ بنُ عَبْدِ الله أنَّ عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهْوَ قَائِمٌ على المِنْبَرِ يَقُولُ: إنّما بَقاؤُكُمْ فِيما سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلاةِ العَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِها حتَّى انْتَصَفَ النَّهارُ ثُمَّ عَجَزُوا فأُعْطُوا قِيراطاً قِيراطاً، ثُمَّ أُعْطِيَ أهْلُ الإنْجِيلِ الإنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حتَّى صَلاةِ العَصْرِ، ثُمَّ عَجَزُوا فأُعْطُوا قِيراطاً قِيراطاً، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ القُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حتَّى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فأُعْطِيتُمْ قِيراطَيْنِ قِيراَطَيْنِ، قَالَ أهْلُ التَّوْراةِ: رَبَّنا هاؤُلاءِ أَقَلُّ عَمَلاً وأكْثَرُ أجْراً؟ قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا.
فَقَالَ: فَذالِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أشاءُ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: من أَشَاء
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الصَّلَاة فِي بَيَان من أدْرك رَكْعَة من الْعَصْر قبل الْغُرُوب، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله مضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: فِيمَا سلف أَي: فِي جملَة مَا سلف، أَي: نِسْبَة زمانكم إِلَى زمانهم كنسبة وَقت الْعَصْر إِلَى تَمام النَّهَار، والقيراط مُخْتَلف فِيهِ عِنْد الأقوام، فَفِي مَكَّة ربع سدس الدِّينَار، وَفِي مَوضِع آخر نصف عشر الدِّينَار، وهلم جراً، وَالْمرَاد بِهِ هَاهُنَا النّصْف وَكرر ليدل على تَقْسِيم القراريط على جَمِيعهم.
قَوْله: فَلذَلِك إِشَارَة إِلَى الْكل أَي: كُله فضلي.





[ قــ :7070 ... غــ :7468 ]
- حدّثنا عَبْدُ الله المُسْنَدِيُّ، حدّثنا هِشامٌ، أخبرنَا مَعْمَرٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ أبي إدْرِيسَ، عنْ عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ قَالَ: بايَعْتُ رسولَ الله فِي رَهْطٍ فَقَالَ: أُبايِعُكُمْ عَلى أنْ لَا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئاً وَلَا تسْرِفُوا وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ وَلَا تأْتُوا بِبُهْتانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أيْدِيكُمْ وأرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فأجْرُهُ عَلى الله، ومَنْ أصابَ مِنْ ذالِكَ شَيْئاً فأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنيا فَهْوَ لهُ كَفَارَةٌ وَطَهُور، ومَنْ سَتَرَهُ الله فَذالِكَ إِلَى الله إنْ شاءَ عَذَّبَهُ وإنْ شاءَ غَفَرَ لَهُ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي آخر الحَدِيث.

وَشَيخ البُخَارِيّ هُوَ عبد الله بن مُحَمَّد المسندي بِفَتْح النُّون، قيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ وَقت الطّلب يتتبع الْأَحَادِيث المسندة وَلَا يرغب فِي المقاطيع والمراسيل، وَهِشَام هُوَ ابْن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ الْيَمَانِيّ قاضيها، وَمعمر بِفَتْح الميمين ابْن رَاشد، وَأَبُو إِدْرِيس عَائِذ الله بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة الْخَولَانِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْإِيمَان فِي بابُُ مُجَرّد بعد: بابُُ عَلامَة الْإِيمَان.

قَوْله: فِي رَهْط وهم النُّقَبَاء الَّذين بَايعُوا لَيْلَة الْعقبَة بمنى قبل الْهِجْرَة.
قَوْله: تفترونه قد مر تَفْسِير الْبُهْتَان قَوْله: بَين أَيْدِيكُم وأرجلكم تَأْكِيد لما قبله وَمَعْنَاهُ: من قبل أَنفسكُم، وَالْيَد وَالرجل كنايتان عَن الذَّات لِأَن مُعظم الْأَفْعَال تقع بهما، وَقد بسطنا الْكَلَام فِي بابُُ مُجَرّد بعد: بابُُ عَلامَة الْإِيمَان حب الْأَنْصَار.
قَوْله: فَأخذ على صِيغَة الْمَجْهُول أَي: عُوقِبَ بِهِ.
قَوْله: وطهور أَي: مطهر لذنوبه.





[ قــ :7071 ... غــ :7469 ]
- حدّثنا مُعَلَّى بنُ أسَدٍ، حدّثنا وُهَيْبٌ، عنْ أيُّوبَ، عنْ مُحَمَّدٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْهَا أنَّ نَبِيَّ الله سُلَيْمانَ، عَلَيْهِ السلامُ، كَانَ لهُ سِتُّون امْرأةً، فَقَالَ: لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلى نِسائِي فَلْتَحْمِلْنَ كُلُّ امْرأةٍ ولْتَلِدْنَ فارِساً يُقاتِلُ فِي سَبيل الله، فَطافَ عَلى نِسائِهِ فَما وَلَدَتْ مِنْهُنَّ إلاّ امْرَأةٌ وَلَدَتْ شِقَّ غُلامٍ، قَالَ نَبِيُّ الله لوْ كَانَ سُلَيْمانُ اسْتَثْنَى لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأةٍ مِنْهُنَّ فَوَلَدَتْ فارِساً يُقاتِلُ فِي سَبِيلِ الله
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: اسْتثْنى لِأَن المُرَاد مِنْهُ: لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله بِحَسب اللُّغَة.

ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَأَيوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سِيرِين.

والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْجِهَاد فِي: بابُُ من طلب الْوَلَد للْجِهَاد، وَفِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِي: بابُُ قَول الله تَعَالَى: { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
قَوْله: كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَة لفظ: سِتُّونَ، لَا يُنَافِي مَا تقدم من: سبعين وَتِسْعين، إِذْ مَفْهُوم الْعدَد لَا اعْتِبَار لَهُ.
قَوْله: شقّ غُلَام أَي: نصف غُلَام، قيل: هُوَ مَا قَالَ تَعَالَى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ}




[ قــ :707 ... غــ :7470 ]
- حدّثنا مُحَمَّدٌ، حدّثنا عبْدُ الوَهَّاب الثَّقَفِيُّ، حَدثنَا خالدٌ الحَذَّاءُ، عنْ عِكْرِمَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا، أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَلَ على أعْرابيَ يَعُودُهُ فَقَالَ: لَا بأْسَ عَلَيْكَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ الله قَالَ: قَالَ الأعْرابِيُّ: طَهُورٌ؟ بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ، عَلى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القبُورَ.
قَالَ النبيُّ فَنَعَمْ إِذا

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِن شَاءَ الله
وَشَيخ البُخَارِيّ مُحَمَّد، قَالَ ابْن السكن: مُحَمَّد بن سَلام،.

     وَقَالَ  الكلاباذي: يروي البُخَارِيّ فِي الْجَامِع عَنهُ وَعَن ابْن بشار وَعَن ابْن الْمثنى وَعَن ابْن حَوْشَب بِالْمُهْمَلَةِ والمعجمة عَن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي عَلَامَات النُّبُوَّة عَن مُعلى بن أَسد وَفِي الطِّبّ عَن إِسْحَاق عَن خَالِد.

قَوْله: يعودهُ من عَاد الْمَرِيض إِذا زَارَهُ.
قَوْله: لَا بَأْس طهُور أَي: هَذَا الْمَرَض مطهر لَك من الذُّنُوب.
قَوْله: قَالَ الْأَعرَابِي: طهُور قَوْله: هَذَا استبعاد للطَّهَارَة مِنْهُ، فَلذَلِك قَالَ: بل هِيَ حمى تَفُور من الفوران وَهُوَ الغليان.
قَوْله: تزيره من أزاره إِذا حمله على الزِّيَارَة وَالضَّمِير الْمَرْفُوع فِيهِ يرجع إِلَى الْحمى، والمنصوب إِلَى الْأَعرَابِي، والقبور مَنْصُوب على المفعولية، وَهَذِه اللَّفْظَة كِنَايَة عَن الْمَوْت.





[ قــ :7073 ... غــ :7471 ]
- حدّثنا ابنُ سَلاَمِ، أخبرنَا هُشَيْمٌ، عنْ حُصَيْنٍ، عنْ عَبْدِ الله بنِ أبي قَتَادَةَ عنْ أبِيهِ: حِينَ نامُوا عنِ الصَّلاَةِ، قَالَ النبيُّ إنَّ الله قَبَضَ أرْواحَكُمْ حِينَ شَاءَ وردَّها حِينَ شاءَ فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وتَوَضَّأ إِلَى أنْ طَلَعَتِ الشمْسُ وابْيَضَّتْ، فقامَ فَصَلَّى.

انْظُر الحَدِيث 595
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: حِين شَاءَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.

وَابْن سَلام هُوَ مُحَمَّد، وهشيم مُصَغرًا ابْن بشير، وحصين بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ ابْن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، وَعبد الله بن أبي قَتَادَة يروي عَن أَبِيه أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ.

وَمضى الحَدِيث فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بابُُ الْأَذَان بعد ذهَاب الْوَقْت، وَهنا ذكره مُخْتَصرا، وَهُنَاكَ ذكره بأتم من هُنَا.

قَوْله: إِن الله قبض أرواحكم إِنَّمَا قَالَ النَّبِي هَذَا فِي سفرة من الْأَسْفَار، وَاخْتلفُوا فِي هَذِه السفرة، فَفِي مُسلم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: عِنْد رجوعهم من خَيْبَر، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود عِنْد أبي دَاوُد: فِي سفرة الْحُدَيْبِيَة أقبل النَّبِي من الْحُدَيْبِيَة لَيْلًا فَنزل فَقَالَ: من يكلأ؟ فَقَالَ بِلَال: أَنا، الحَدِيث وَفِي حَدِيث زيد بن أسلم مُرْسلا أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّأ عرس رَسُول الله لَيْلًا بطرِيق مَكَّة، وَكَذَا فِي حَدِيث عَطاء بن يسَار مُرْسلا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق: أَن ذَلِك كَانَ بطرِيق تَبُوك، وَفِي التَّوْضِيح فِي قَوْله إِن الله قبض أرواحكم دَلِيل على أَن الرّوح هُوَ النَّفس، وَهُوَ قَول أَكثر الْأَئِمَّة.
.

     وَقَالَ  ابْن حبيب وَغَيره: الرّوح بِخِلَافِهَا فالروح هُوَ النَّفس المتردد الَّذِي لَا يبْقى بعده حَيَاة، وَالنَّفس هِيَ الَّتِي تلذ وتتألم وَهِي الَّتِي تتوفى عِنْد النّوم، فَسمى النَّبِي مَا يقبضهُ فِي النّوم روحاً وَسَماهُ الله فِي كِتَابه نفسا.
فِي قَوْله: ل م ن هـ وى { اللَّهُ يَتَوَفَّى الاَْنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الاُْخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} قَوْله: عَن الصَّلَاة أَي: صَلَاة الصُّبْح.
قَوْله: وتوضأوا بِلَفْظ الْمَاضِي قَوْله: وابيضت أَي: ارْتَفَعت قَوْله: فصلى أَي: الصَّلَاة الْفَائِتَة قَضَاء قيل: كَذَا قَالَ هُنَا،.

     وَقَالَ  فِي خبر بِلَال حِين كلأهم: لم يوقظهم إلاَّ الشَّمْس،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: إِمَّا أَن يكون هَذَا يَوْمًا آخر أَو يكون فِي أحد الْخَبَرَيْنِ وهم.
قلت: مر الْكَلَام فِيهِ فِي كتاب الصَّلَاة.





[ قــ :7074 ... غــ :747 ]
- حدّثنا يَحْياى بنُ قَزَعَةَ، حدّثنا إبْرَاهِيمُ، بنُ سَعْدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ أبي سَلَمَةَ، والأعْرج.
وحدّثنا إسْماعِيلُ، حدّثني أخِي، عنْ سلَيْمانَ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ أبي عَتِيقٍ، عنِ ابنِ شِهاب، عنْ أبي سَلَمَة بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ وسَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ ورجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَقَالَ المُسْلِمُ: والّذِي اصْطَفى مُحَمَّداً عَلى العالَمِين، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ اليَهُودِيُّ: والّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلى العَالَمِينَ، فَرَفَعَ المُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ اليَهُودِيَّ.
فَذَهَبَ اليَهُودِيُّ إِلَى رسولِ الله فأخْبَرَهُ بالّذِي كانَ مِنْ أمْرِهِ وأمْرِ المُسْلِمِ، فَقَالَ النبيُّ لَا تُخَيِّرُوني عَلى مُوسَى فإنَّ النَّاس يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ فأكُونُ أوَّلَ مَنْ يُفيقُ فإذَا مُوسَى باطِشٌ بِجانِبِ العَرْشِ، فَلاَ أدْرِي أكانَ فِيمَنْ صَعِقَ فأفاقَ قَبْلِي؟ أَو كانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى الله
ا مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة تُؤْخَذ من قَوْله: مِمَّن اسْتثْنى الله لِأَنَّهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: { وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}
وَأخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيقين: أَحدهمَا: عَن يحيى بن قزعة عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، رَضِي الله عَنهُ، عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز هُوَ الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: وَالْآخر: عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي أويس عَن أَخِيه عبد الحميد عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن مُحَمَّد بن أبي عَتيق وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عَتيق، وَاسم أبي عَتيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة الْمَذْكُور عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة.

والْحَدِيث مضى فِي الْخُصُومَات وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: استب بِمَعْنى: تسابَّ رجل من الْمُسلمين وَرجل من الْيَهُود قَوْله: لَا تخيروني أَي: لَا تجعلوني خيرا مِنْهُ وَلَا تفضلُونِي عَلَيْهِ.
قَالَه: تواضعاً، أَو قبل علمه بِأَنَّهُ سيد ولد آدم، أَو: لَا تخيروني بِحَيْثُ يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة أَو إِلَى نقض الْغَيْر.
قَوْله: يصعقون بِفَتْح الْعين من صعق بِكَسْرِهَا إِذا أُغمي عَلَيْهِ أَو هلك.
قَوْله: باطش أَي: مُتَعَلق بِهِ بِالْقُوَّةِ قَابض بِيَدِهِ، وَلَا يلْزم من تقدم مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، بِهَذِهِ الْفَضِيلَة تقدمه على سيدنَا مُحَمَّد صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم، مُطلقًا إِذْ الِاخْتِصَاص بفضيلة لَا يسْتَلْزم الْأَفْضَلِيَّة على الْإِطْلَاق.
قَوْله: اسْتثْنى الله فِي قَوْله: { وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}




[ قــ :7075 ... غــ :7473 ]
- حدّثنا إسْحاقُ بنُ أبي عِيسَى، أخبرنَا يَزِيدُ بنُ هارُونَ، أخْبَرَنا شُعْبَةُ، عنْ قَتادَةَ عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المَدِينَةُ يأْتيها الدَّجَّالُ فَيَجِدُ المَلاَئِكَةَ يَحْرُسونَها، فَلاَ يَقْرَبُها الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ، إنْ شاءَ الله

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: إِن شَاءَ الله
وَإِسْحَاق بن أبي عِيسَى اسْمه جِبْرِيل وَلَيْسَ لَهُ إلاَّ هَذِه الرِّوَايَة.

والْحَدِيث مضى فِي الْفِتَن عَن يحيى بن مُوسَى.

قَوْله: يَأْتِيهَا الدَّجَّال أَي: يقْصد إتيانها،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: مر هَذَا الحَدِيث فِي آخر الْحَج.
قلت: لم يمر فِي آخر الْحَج بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أنس، وَمضى فِي آخر الْحَج عَن أبي بكرَة وَأبي هُرَيْرَة وغفل عَن كتاب الْفِتَن.