فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب: الإيمان يأرز إلى المدينة

( قَولُهُ بَابُ الْإِيمَانِ يَأْرِزُ)
بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَقَدْ تُضَمُّ بَعْدَهَا زَايٌ وَحكى بن التِّينِ عَنْ بَعْضِهِمْ فَتْحَ الرَّاءِ.

     وَقَالَ  إِنَّ الْكَسْرَ هُوَ الصَّوَابُ وَحَكَى أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سِرَاجٍ ضَمَّ الرَّاءِ وَحَكَى الْقَابِسِيُّ الْفَتْحَ وَمَعْنَاهُ يَنْضَمُّ وَيَجْتَمِعُ



[ قــ :1790 ... غــ :1876] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ بن عُمَرَ الْعُمَرِيُّ .

     قَوْلُهُ  عَنْ خُبَيْبٍ بِالْمُعْجَمَةِ مُصَغَّرًا وَكَذَا رَوَاهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَخُبَيْبٌ هُوَ خَالُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَذْكُورِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِع عَن بن عمر أخرجه بن حِبَّانَ وَالْبَزَّارُ.

     وَقَالَ  الْبَزَّارُ إِنَّ يَحْيَى بْنَ سُلَيْمٍ أَخْطَأَ فِيهِ وَهُوَ كَمَا قَالَ وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ .

     قَوْلُهُ  عَن حَفْص بن عَاصِم أَي بن عمر بن الْخطاب قَوْله كَمَا تأزر الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا أَيْ إِنَّهَا كَمَا تَنْتَشِرُ مِنْ جُحْرِهَا فِي طَلَبِ مَا تَعِيشُ بِهِ فَإِذَا رَاعَهَا شَيْءٌ رَجَعَتْ إِلَى جُحْرِهَا كَذَلِكَ الْإِيمَانُ انْتَشَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ سَائِقٌ إِلَى الْمَدِينَةِ لِمَحَبَّتِهِ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشْمَلُ ذَلِكَ جَمِيع الْأَزْمِنَةِ لِأَنَّهُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلتَّعَلُّمِ مِنْهُ وَفِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعيِهِمْ لِلِاقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِمْ وَمِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لِزِيَارَةِ قَبْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّلَاةِ فِي مَسْجده وَالتَّبَرُّكُ بِمُشَاهَدَةِ آثَارِهِ وَآثَارِ أَصْحَابِهِ.

     وَقَالَ  الدَّاوُدِيُّ كَانَ هَذَا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَرْنِ الَّذِي كَانَ مِنْهُمْ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ خَاصَّةً.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيُّ فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَلَامَتِهِمْ مِنَ الْبِدَعِ وَأَنَّ عَمَلَهُمْ حُجَّةٌ كَمَا رَوَاهُ مَالِكٌ اه وَهَذَا إِنْ سَلِمَ اخْتُصَّ بِعَصْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ.
وَأَمَّا بَعْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ وَانْتِشَارِ الصَّحَابَةِ فِي الْبِلَاد وَلَا سِيمَا فِي أَو اخر الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ وَهَلُمَّ جَرًّا فَهُوَ بِالْمُشَاهَدَةِ بِخِلَافِ ذَلِك