فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران: 122]

( قَولُهُ بَابُ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَالله وليهما الْآيَةَ)
الْفَشَلُ بِالْفَاءِ وَالْمُعْجَمَةِ الْجُبْنُ وَقِيلَ الْفَشَلُ فِي الرَّأْيِ الْعَجْزُ وَفِي الْبَدَنِ الْإِعْيَاءُ وَفِي الْحَرْبِ الْجُبْنُ وَالْوَلِيُّ النَّاصِرُ وَذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِيهِ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيثًا الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ .

     قَوْلُهُ  عَنْ عَمْرو هُوَ بن دِينَارٍ



[ قــ :3855 ... غــ :4051] .

     قَوْلُهُ  نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا أَيْ فِي قَوْمِهِ بَنِي سَلِمَةَ وَهُمْ مِنَ الْخَزْرَجِ وَفِي أَقَارِبِهِمْ بَنِي حَارِثَةَ وَهُمْ مِنَ الْأَوْسِ .

     قَوْلُهُ  وَمَا أُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ وَاللَّهُ يَقُولُ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا أَيْ وَإِنَّ الْآيَةَ وَإِنْ كَانَ فِي ظَاهِرِهَا غَضٌّ مِنْهُمْ لَكِنْ فِي آخرهَا غَايَة الشّرف لَهُم قَالَ بن إِسْحَاقَ .

     قَوْلُهُ  وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا أَيِ الدَّافِعُ عَنْهُمَا مَا هَمُّوا بِهِ مِنَ الْفَشَلِ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ مِنْ غَيْرِ وَهْنٍ مِنْهُمْ الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّالِثُ





[ قــ :3856 ... غــ :405] .

     قَوْلُهُ  عَنْ عَمْرٍو هُوَ بن دِينَارٍ .

     قَوْلُهُ  تِسْعَ بَنَاتٍ فِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ سِتَّ بَنَاتٍ فَكَأَنَّ ثَلَاثًا مِنْهُنَّ كُنَّ مُتَزَوِّجَاتٍ أَوْ بِالْعَكْسِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ مَا تَضَمَّنَتْهُ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ وَيَأْتِي شَرْحُ مَا تَضَمَّنَتْهُ الرِّوَايَةُ الْأُولَى فِي كِتَابِ النِّكَاحِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٍ وَالْغَرَضُ مِنْ إِيرَادِهِ هُنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَالِدَ جَابِرٍ كَانَ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقِ طَلْحَةَ بْنِ خِرَاشٍ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ لَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَالِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا.

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي بِأُحُدٍ وَتَرَكَ دَيْنًا وَعِيَالًا قَالَ أَفَلَا أُبَشِّرُكَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ لَقِيَ أَبَاكَ فَقَالَ تَمَنَّ عَلَيَّ قَالَ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ مَرَّةً أُخْرَى وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ الْآيَة (

الحَدِيث الرَّابِع)



[ قــ :3858 ... غــ :4054] .

     قَوْلُهُ  عَنْ أَبِيهِ هُوَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ .

     قَوْلُهُ  وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ هُمَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ كَذَا وَقَعَ فِي مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ مِسْعَرٍ وَفِي آخِرِهِ يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ .

     قَوْلُهُ  مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ لَمْ أَرَهُمَا قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَا بعده الحَدِيث الْخَامِس حَدِيث سعد أَوْرَدَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْهُ وَمِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَقَولُهُ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة حَدثنَا يحيى هُوَ بن سعيد الْقطَّان وَفِي الثَّالِثَة لَيْث وَهُوَ بن سعد عَن يحيى وَهُوَ بن سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ وَرِوَايَةِ اللَّيْثِ أَتَمُّ وَقَولُهُ فِي الرِّوَايَة الأولى هَاشم بن هَاشم أَي بن عتبَة أَي بن أَبِي وَقَّاصٍ وَإِنَّمَا قَالَ فِي نِسْبَتِهِ السَّعْدِيُّ لِأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى عَمِّ أَبِيهِ سَعْدٍ وَهُوَ جَدُّهُ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَقَولُهُ نَثَلَ بِفَتْحِ النُّونِ وَالْمُثَلَّثَةِ أَيْ نَفَضَ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْكِنَانَةُ جَعْبَةُ السِّهَامِ وَتَكُونُ غَالِبًا مِنْ جُلُودٍ وَقَولُهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّالِثَةِ كِلَاهُمَا كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الْوَقْتِ وَلِغَيْرِهِمَا كِلَيْهِمَا وَهُمَا جَائِزَانِ وَقَولُهُ





[ قــ :3859 ... غــ :4055] ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي هُوَ تَفْسِيرٌ لِمَا فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ قَوْلِهِ جَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ وَرَأَيْتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ زِيَادَةٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُرْسل أخرجهَا بن عَائِذٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ قَالَ قَالَ سَعْدٌ رَمَيْتُ بِسَهْمٍ فَرَدَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمِي أَعْرِفُهُ حَتَّى وَالَيْتُ بَيْنَ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تِسْعَةٍ كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّهُ عَلَيَّ فَقُلْتُ هَذَا سَهْمُ دَمٍ فَجَعَلْتُهُ فِي كِنَانَتِي لَا يُفَارِقُنِي وَعِنْدَ الْحَاكِمِ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ بَيَانُ سَبَبٍ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بَكِيرٍ وَهُوَ فِي الْمَغَازِي رِوَايَتُهُ مِنْ طَرِيقِ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَن أَبِيهَا قَالَ جَالَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ تِلْكَ الْجَوْلَةَ تَنَحَّيْتُ فَقُلْتُ أَذُودُ عَنْ نَفْسِي فَإِمَّا أَنْ أَنْجُوَ وَإِمَّا أَنْ أُسْتَشْهَدَ فَإِذَا رَجُلٌ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ وَقَدْ كَادَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَرْكَبُوهُ فَمَلَأَ يَدَهُ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ وَإِذَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمِقْدَادُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ فَقَالَ لِي يَا سَعْدُ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ يَدْعُوكَ فَقُمْتُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنِي شَيْءٌ مِنَ الْأَذَى وَأَجْلَسَنِي أَمَامَهُ فَجَعَلْتُ أَرْمِي فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْحَدِيثُ السَّادِسُ أوردهُ من وَجْهَيْن قَوْله عَن سعد هُوَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وبن شَدَّادٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَأَبُوهُ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ وَيَسَرَةُ بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ والمهملة وَإِبْرَاهِيم هُوَ بن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورُ .

     قَوْلُهُ  وَغَيْرُ سَعْدٍ أَي بن أبي وَقاص وَهُوَ بن مَالِكٍ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَقَولُهُ فِيهَا إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ غير سعد بن مَالك
(

الحَدِيث السَّابِع)



[ قــ :3864 ... غــ :4060] قَوْله عَن مُعْتَمر هُوَ بن سُلَيْمَانَ وَقَولُهُ زَعَمَ أَبُو عُثْمَانَ يَعْنِي النَّهْدِيَّ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ .

     قَوْلُهُ  فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ وَهُوَ أَبْيَنُ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَعْضِ يَوْمُ أُحُدٍ وَقَولُهُ الَّذِي يُقَاتِلُ فِيهِنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ الَّتِي وَقَوله غير طَلْحَة بن عبيد الله وَسعد بن أَبِي وَقَّاصٍ وَقَولُهُ عَنْ حَدِيثِهِمَا يُرِيدُ أَنَّهُمَا حَدَّثَا أَبَا عُثْمَانَ بِذَلِكَ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ مُعْتَمِرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سُلَيْمَانُ فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ قَالَ عَنْ حَدِيثِهِمَا وَهَذَا قَدْ يُعَكِّرُ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ قَرِيبًا فِي الْحَدِيثِ الْخَامِسِ أَنَّ الْمِقْدَادَ كَانَ مِمَّنْ بَقِيَ مَعَهُ لَكِنْ يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمِقْدَادَ إِنَّمَا حَضَرَ بَعْدَ تِلْكَ الْجَوْلَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ انْفِرَادُهُمَا عَنْهُ فِي بَعْضِ الْمَقَامَاتِ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقٍ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ أُفْرِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَأَنَّ الْمُرَادَ بِالرَّجُلَيْنِ طَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَكَأَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَصْرِ الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ تَخْصِيصُهُ بِالْمُهَاجِرِينَ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُ هَذَيْنِ وَتَعَيَّنَ حَمْلُهُ عَلَى مَا أَوَّلْتُهُ وَأَنَّ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ اخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَأَنَّهُمْ تَفَرَّقُوا فِي الْقِتَالِ فَلَمَّا وَقَعَتِ الْهَزِيمَةُ فِيمَنِ انْهَزَمَ وَصَاحَ الشَّيْطَانُ قُتِلَ مُحَمَّدٌ اشْتَغَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِهَمِّهِ وَالذَّبِّ عَنْ نَفْسِهِ كَمَا فِي حَدِيثِ سَعْدٍ ثُمَّ عَرَفُوا عَنْ قُرْبٍ بِبَقَائِهِ فَتَرَاجَعُوا إِلَيْهِ أَوَّلًا فَأَوَّلًا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يندبهم إِلَى الْقِتَال فيشتغلون بِهِ وروى بن إِسْحَاقَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ مَالَ الرُّمَاةُ يَوْمَ أُحُدٍ يُرِيدُونَ النَّهْبَ فَأُتِينَا مِنْ وَرَائِنَا وَصَرَخَ صَارِخٌ أَلَا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَانْكَفَأْنَا رَاجِعِينَ وَانْكَفَأَ الْقَوْمُ علينا وسمى بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي بِإِسْنَاد لَهُ أَن جُمْلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ بَقُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ زِيَادَ بْنَ السَّكَنِ قَالَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عُمَارَةُ بْنُ السَّكَنِ فِي خَمْسَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعِنْدَ بن عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ الصَّحَابَةَ تَفَرَّقُوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى بَقِيَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَلِلنَّسَائِيِّ وَالْبَيْهَقِيِّ فِي الدَّلَائِلِ مِنْ طَرِيقِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَبَقِيَ مَعَهُ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَطَلْحَةُ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَهُوَ كَحَدِيثِ أَنَسٍ إِلَّا أَنَّ فِيهِ زِيَادَةَ أَرْبَعَة فلعلهم جاؤوا بَعْدَ ذَلِكَ وَعِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ ثَبَتَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا سَبْعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ بِأَنَّ سَعْدًا جَاءَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا فِي حَدِيثِهِ الَّذِي قَدمته فِي الحَدِيث الْخَامِس وَأَن الْمَذْكُور مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتُشْهِدُوا كَمَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فَإِنَّ فِيهِ عِنْدَ مُسْلِمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَذَكَرَ أَنَّ الْمَذْكُورِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتُشْهِدُوا كُلُّهُمْ فَلَمْ يَبْقَ غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٌ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُمْ مَنْ جَاءَ.
وَأَمَّا الْمِقْدَادُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اسْتَمَرَّ مُشْتَغِلًا بِالْقِتَالِ وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا جَرَى لَطِلْحَةَ بَعْدَ هَذَا وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ فِي الْمَغَازِي أَنَّهُ ثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ سَبْعَةٌ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمِنَ الْأَنْصَارِ أَبُو دُجَانَةَ وَالْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَقِيلَ إِنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَمُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ بَدَلَ الْأَخِيرَيْنِ وَإِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُمْ ثَبَتُوا فِي الْجُمْلَةِ وَمَا تَقَدَّمَ فِيمَنْ حَضَرَ عِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلًا فَأَوَّلًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ الْحَدِيثُ الثَّامِنُ





[ قــ :3865 ... غــ :406] .

     قَوْلُهُ  عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ هُوَ الْكِنْدِيُّ وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ .

     قَوْلُهُ  إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَة يَعْنِي بن عُبَيْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْجِهَادِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ طَلْحَةَ ظَاهَرَ يَوْمَ أحد بَين درعين وَذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ طَلْحَةَ جَلَسَ تَحْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الْجَبَلَ قَالَ فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ يَقُولُ أَوْجَبَ طَلْحَةُ الْحَدِيثُ التَّاسِعُ



[ قــ :3866 ... غــ :4063] قَوْله عَن إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد وَقيس هُوَ بن أَبِي حَازِمٍ وَقَولُهُ رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ أَيِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَولُهُ شَلَّاءَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مَعَ الْمَدِّ أَيْ أَصَابَهَا الشَّلَلُ وَهُوَ مَا يُبْطِلُ عَمَلَ الْأَصَابِعِ أَوْ بَعْضِهَا .

     قَوْلُهُ  وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَعَ بَيَانُ ذَلِكَ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي الْإِكْلِيلِ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ جُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ تِسْعًا وَثَلَاثِينَ أَوْ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ وَشُلَّتْ إِصْبَعُهُ أَيِ السَّبَّابَةُ وَالَّتِي تَلِيهَا وَلِلطَّيَالِسِيِّ مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ كُلُّهُ لِطَلْحَةَ قَالَ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقُلْتُ كُنْ طَلْحَةَ.

قُلْتُ حَيْثُ فَاتَنِي يَكُونُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ دُونَكُمَا صَاحِبُكُمَا يُرِيدُ طَلْحَةَ فَإِذَا هُوَ قَدْ قُطِعَتْ إِصْبَعُهُ فَلَمَّا أَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ النَّسَائِيِّ قَالَ فَأَدْرَكَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَذَكَرَ قَتْلَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُمَا مِنَ الْأَنْصَارِ.

     وَقَالَ  ثُمَّ قَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسَنٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوِ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ قَالَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ

( الحَدِيث الْعَاشِر قَوْله عبد الْعَزِيز هُوَ بن صُهَيْبٍ)


[ قــ :3867 ... غــ :4064] .

     قَوْلُهُ  انْهَزَمَ النَّاسُ أَيْ بَعْضُهُمْ أَوْ أَطْلَقَ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ تَفَرُّقِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَالْوَاقِعُ أَنَّهُمْ صَارُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ اسْتَمَرُّوا فِي الْهَزِيمَةِ إِلَى قُرْبِ الْمَدِينَةِ فَمَا رَجَعُوا حَتَّى انْفَضَّ الْقِتَالُ وَهُمْ قَلِيلٌ وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمْ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَفِرْقَةٌ صَارُوا حَيَارَى لَمَّا سَمِعُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ فَصَارَ غَايَةُ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَنْ يَذُبَّ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ يَسْتَمِرَّ عَلَى بَصِيرَتِهِ فِي الْقِتَالِ إِلَى أَنْ يُقْتَلَ وَهُمْ أَكْثَرُ الصَّحَابَةِ وَفِرْقَةٌ ثَبَتَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَرَاجَعَ إِلَيْهِ الْقِسْمُ الثَّانِي شَيْئًا فَشَيْئًا لَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ حَيٌّ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْحَدِيثِ السَّابِعِ وَبِهَذَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُخْتَلَفِ الْأَخْبَارِ فِي عِدَّةِ مَنْ بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ سِوَى اثْنَي عشر رجلا وَعند بن سَعْدٍ ثَبَتَ مَعَهُ سَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَسَبْعَةٌ مِنَ قُرَيْشٍ وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَفْرَدَ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ طَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَقَدْ سَرَدَ أَسْمَاءَهُمِ الْوَاقِدِيُّ وَاقْتَصَرَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَلَى ذِكْرِ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق السّديّ أَن بن قَمِئَةَ لَمَّا رَمَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ وَشَجَّهُ فِي وَجْهِهِ وَتَفَرَّقَ الصَّحَابَة منهزمين وَجعل يَدعُوهُم فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ رَجُلًا فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْقِصَّةِ .

     قَوْلُهُ  وَأَبُو طَلْحَةَ هُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ زَوْجُ وَالِدَةِ أَنَسٍ وَكَانَ أَنَسٌ حَمَلَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُ .

     قَوْلُهُ  مُجَوِّبٌ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ أَيْ مُتَرِّسٌ وَيُقَالُ لِلتُّرْسِ جَوْبَةٌ وَالْحَجَفَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ وَالْفَاءِ هِيَ التُّرْسُ .

     قَوْلُهُ  شَدِيدُ النَّزْعِ بِفَتْحِ النُّونِ وَالزَّايِ السَّاكِنَةِ ثُمَّ الْمُهْمَلَةِ أَيْ رَمْيُ السَّهْمِ وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِلَفْظِ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ وَكَانَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتُرْسٍ وَاحِدٍ .

     قَوْلُهُ  كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَيْ مِنْ شِدَّةِ الرَّمْيِ .

     قَوْلُهُ  بِجُعْبَةٍ بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ هِيَ الْآلَةُ الَّتِي يُوضَعُ فِيهَا السِّهَامُ .

     قَوْلُهُ  لَا تُشْرِفُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الْإِشْرَافِ وَلِأَبِي الْوَقْتِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الشِّينِ أَيْضًا وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَأَصْلُهُ تَتَشَرَّفُ أَيْ لَا تَطْلُبُ الْإِشْرَافَ عَلَيْهِمْ .

     قَوْلُهُ  يُصِبْكَ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ النَّهْيِ وَلِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ يُصِيبُكَ بِالرَّفْعِ وَهُوَ جَائِزٌ عَلَى تَقْدِيرِ كَأَنَّهُ قَالَ مَثَلًا لَا تُشْرِفُ فَإِنَّهُ يُصِيبُكَ .

     قَوْلُهُ  نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ أَيْ أَفْدِيكَ بِنَفْسِي .

     قَوْلُهُ  وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمَّ سُلَيْمٍ أَيْ وَالِدَةَ أَنَسٍ .

     قَوْلُهُ  أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ خَدَمَةٍ وَهِيَ الْخَلَاخِيلُ وَقِيلَ الْخَدَمَةُ أَصْلُ السَّاقِ وَالسُّوقُ جَمْعُ سَاقٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ وَكَذَا شَرْحُ قَوْلِهِ تَنْقُزَانِ الْقِرَبِ وَالِاخْتِلَافُ فِي لَفْظِهِ .

     قَوْلُهُ  وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ مِنْ يَدَيِّ بِالتَّثْنِيَةِ .

     قَوْلُهُ  إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا زَادَ مُسْلِمٌ عَنِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِنَ النُّعَاسِ فَأَفَادَ سَبَبَ وُقُوعِ السَّيْفِ مِنْ يَدِهِ وَسَيَأْتِي بَعْدَ بَابٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ كُنْتُ فِيمَنْ يَغْشَاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدَيَّ مِرَارًا وَلِأَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقٍ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ وَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَمِيلُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى إِذْ يغشاكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ الْحَدِيثُ الْحَادِيَ عَشَرَ





[ قــ :3868 ... غــ :4065] .

     قَوْلُهُ  لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَرَخَ إِبْلِيسُ أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ أَيِ احْتَرِزُوا مِنْ جِهَةِ أُخْرَاكُمْ وَهِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِمَنْ يَخْشَى أَنْ يُؤْتَى عِنْدَ الْقِتَالِ مِنْ وَرَائِهِ وَكَانَ ذَلِكَ لَمَّا تَرَكَ الرُّمَاةُ مَكَانَهُمْ وَدَخَلُوا يَنْتَهِبُونَ عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ .

     قَوْلُهُ  فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ أَيْ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مِنَ الْعَدو وَقد تقدم بَيَان ذَلِك من حَدِيث بن عَبَّاسٍ الَّذِي أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَأَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا اخْتَلَطُوا بِالْمُشْرِكِينَ وَالْتَبَسَ الْعَسْكَرَانِ فَلَمْ يَتَمَيَّزُوا فَوَقَعَ الْقَتْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ .

     قَوْلُهُ  فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ وَأَعَادَهَا تَأْكِيدًا وَإِنَّمَا ضَبَطَهُ لِئَلَّا يُصَحَّفَ بِأُبَيٍّ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْمُوَحدَة مَعَ التَّشْدِيد وَأفَاد بن سَعْدٍ أَنَّ الَّذِي قَتَلَ الْيَمَانَ خَطَأً عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ فِي تَفْسِيرِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ بن عَبَّاس وَذكر بن إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ كَانَ الْيَمَانُ وَالِدُ حُذَيْفَةَ وَثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَتَرَكَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَتَذَاكَرَا بَيْنَهُمَا وَرَغِبَا فِي الشَّهَادَةِ فَأَخَذَا سَيْفَيْهِمَا وَلَحِقَا بِالْمُسْلِمِينَ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ فَلَمْ يَعْرِفُوا بِهِمَا فَأَمَّا ثَابِتٌ فَقَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ.
وَأَمَّا الْيَمَانُ فَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ .

     قَوْلُهُ  قَالَ عُرْوَةُ إِلَخْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي المناقب وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ قَتَلْتُمْ أَبِي قَالُوا وَاللَّهِ مَا عَرَفْنَاهُ وَصَدَقُوا فَقَالَ حُذَيْفَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدِيَهُ فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَزَادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا وَفِيهِ تَعَقُّبٌ عَلَى بن التِّينِ حَيْثُ قَالَ إِنَّ الرَّاوِيَ سَكَتَ فِي قَتْلِ الْيَمَانِ عَمَّا يَجِبُ فِيهِ مِنَ الدِّيَةِ وَالْكَفَّارَةِ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لَمْ تُفْرَضْ يَوْمَئِذٍ أَو اكْتفى بِعلم السَّامع