فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [البقرة: 199]

( قَولُهُ بَابُ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عَائِشَةَ كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَهَا يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ أَيْضًا ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاس



[ قــ :4272 ... غــ :4521] .

     قَوْلُهُ  يَطُوفُ الرَّجُلُ بِالْبَيْتِ مَا كَانَ حَلَالًا أَيِ الْمُقِيمُ بِمَكَّةَ وَالَّذِي دَخَلَ بِعُمْرَةٍ وَتَحَلَّلَ مِنْهَا .

     قَوْلُهُ  فَعَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَذَلِكَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ هُوَ تَقْيِيدٌ مِنِ بن عَبَّاسٍ لِمَا أُطْلِقَ فِي الْآيَةِ .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ لِيَنْطَلِقْ وَقَعَ بِحَذْفِ اللَّامِ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَقَولُهُ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ يَكُونَ الظَّلَامُ أَيْ يَحْصُلُ الظَّلَامُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ وَقَولُهُ من صَلَاة الْعَصْر يحْتَمل أَن يُرِيد من أَوَّلِ وَقْتِهَا وَذَلِكَ عِنْدَ مَصِيرِ الظِّلِّ مِثْلَهُ وَكَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ بَعْدَ ذَهَابِ الْقَائِلَةِ وَتَمَامِ الرَّاحَةِ لِيَقِفَ بِنَشَاطٍ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ مِنْ بَعْدِ صَلَاتِهَا وَهِيَ تُصَلَّى عَقِبَ صَلَاةِ الظُّهْرِ جَمْعَ تَقْدِيمٍ وَيَقَعُ الْوُقُوفُ عَقِبَ ذَلِكَ فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَوَّلِ مَشْرُوعِيَّةِ الْوُقُوفِ.
وَأَمَّا .

     قَوْلُهُ  وَيَخْتَلِطُ الظَّلَامُ فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْأَخْذِ بِالْأَفْضَلِ وَإِلَّا فَوَقْتُ الْوُقُوفِ يَمْتَدُّ إِلَى الْفَجْرِ .

     قَوْلُهُ  حَتَّى يَبْلُغُوا جَمْعًا بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَهُوَ الْمُزْدَلِفَةُ وَقَولُهُ يَتَبَرَّرُ فِيهِ بِرَاءَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ أَيْ يَطْلُبُ فِيهِ الْبِرُّ وَقَولُهُ ثُمَّ لِيَذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا أَوْ أَكْثَرُوا التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ هُوَ شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي .

     قَوْلُهُ  ثُمَّ أَفِيضُوا فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يُفِيضُونَ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَتَفْصِيلُهُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ الَّذِي قَبْلَهُ وَقَولُهُ حَتَّى تَرْمُوا الْجَمْرَةَ هُوَ غَايَةٌ لِقَوْلِهِ ثُمَّ أَفِيضُوا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ غَايَةً لِقَوْلِهِ أَكْثِرُوا التَّكْبِيرَ والتهليل