فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ فَضْلِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ

باب فَضْلِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ
[ سـ :2288 ... بـ :1256]
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا قَالَتْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ قَالَ فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً

قَوْلُهَا : ( لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ ) أَيْ بَعِيرَانِ نَسْتَقِي بِهِمَا .

قَوْلُهَا : ( نَنْضِحُ عَلَيْهِ ) بِكَسْرِ الضَّادِ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ ) أَيْ فِي رَمَضَانَ ( تَعْدِلُ حَجَّةً ) ، وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : ( تَقْضِي حَجَّةً ) أَيْ تَقُومُ مَقَامَهَا فِي الثَّوَابِ ، لَا أَنَّهَا تَعْدِلُهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ حَجَّةٌ فَاعْتَمَرَ فِي رَمَضَانَ لَا تُجْزِئُهُ عَنِ الْحَجَّةِ .




[ سـ :2289 ... بـ :1256]
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ سِنَانٍ مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا قَالَتْ نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ زَوْجِهَا حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا قَالَ فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي

قَوْلُهُ : ( نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ - زَوْجِهَا - حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَكَانَ الْآخَرُ يَسْقِي غُلَامُنَا ) هَكَذَا هُوَ فِي نُسَخِ بِلَادِنَا ، وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيِّ وَغَيْرِهِ ، قَالَ : وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاهَانَ : ( يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا ) قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : وَأَرَى هَذَا كُلَّهُ تَغْيِيرًا ، وَصَوَابُهُ : ( نَسْقِي عَلَيْهِ نَخْلًا لَنَا ) فَتَصَحَّفَ مِنْهُ ( غُلَامُنَا ) وَكَذَا جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ عَلَى الصَّوَابِ ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهِ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى : ( نَنْضِحُ عَلَيْهِ ) وَهُوَ بِمَعْنَى نَسْقِي عَلَيْهِ ، هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي ، وَالْمُخْتَارُ أَنَّ الرِّوَايَةَ صَحِيحَةٌ ، وَتَكُونُ الزِّيَادَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْقَاضِي مَحْذُوفَةً مُقَدَّرَةً ، وَهَذَا كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .