فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ

باب قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ
[ سـ :3462 ... بـ :1800]
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَنْظُرُ لَنَا مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ قَالَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ آنْتَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ أَوْ قَالَ قَتَلَهُ قَوْمُهُ قَالَ وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ أَبُو جَهْلٍ فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَعْلَمُ لِي مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ وَقَوْلِ أَبِي مِجْلَزٍ كَمَا ذَكَرَهُ إِسْمَعِيلُ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْنَا مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ ؟ سَبَبُ السُّؤَالِ عَنْهُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّهُ مَاتَ لِيَسْتَبْشِرَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ ، وَيَنْكَفَّ شَرُّهُ عَنْهُمْ .

قَوْلُهُ : ( ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَكَ ) هَكَذَا هُوَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ ( بَرَكَ ) بِالْكَافِ ، وَفِي بَعْضِهَا ( بَرَدَ ) بِالدَّالِ ، فَمَعْنَاهُ بِالْكَافِ : سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ ، وَبِالدَّالِ : مَاتَ ، يُقَالُ : بَرَدَ : إِذَا مَاتَ ، قَالَ الْقَاضِي : رِوَايَةُ الْجُمْهُورِ ( بَرَدَ ) وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْكَافِ ، قَالَ : وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ ، هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي ، وَاخْتَارَ جَمَاعَةٌ مُحَقِّقُونَ الْكَافَ ، وَأَنَّ ابْنَيْ عَفْرَاءَ تَرَكَاهُ عَفِيرًا ، وَبِهَذَا كَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ كَمَا ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ ، وَلَهُ مَعَهُ كَلَامٌ آخَرُ كَثِيرٌ مَذْكُورٌ فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ هُوَ الَّذِي أَجْهَزَ عَلَيْهِ وَاحْتَزَّ رَأْسَهُ .

قَوْلُهُ : ( وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ ) أَيْ : لَا عَارَ عَلَيَّ فِي قَتْلِكُمْ إِيَّايَ .

قَوْلُهُ : ( لَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي ! ) ( لْأَكَّارُ ) : الزَّرَّاعُ وَالْفَلَّاحُ ، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ نَاقِصٌ ، وَأَشَارَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى ابْنَيْ عَفْرَاءَ اللَّذَيْنِ قَتَلَاهُ وَهُمَا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ وَنَخِيلٍ ، وَمَعْنَاهُ : لَوْ كَانَ الَّذِي قَتَلَنِي غَيْرَ أَكَّارٍ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ وَأَعْظَمَ لِشَأْنِي ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيَّ نَقْصٌ فِي ذَلِكَ .