فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الِانْتِبَاذِ فِي الْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ ، وَبَيَانِ


[ سـ :3838 ... بـ :977]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي سِنَانٍ وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُحَارِبٍ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَيْتُكُمْ عَنْ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ ، فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا ) وَفِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ : ( نَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ ، وَإِنَّ الظُّرُوفَ ، أَوْ ظَرْفًا لَا يُحِلُّ شَيْئًا ، وَلَا يُحَرِّمُهُ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ) ، وَفِي الرِّوَايَةِ الثَّالِثَةِ : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي ظُرُوفِ الْأَدَمِ فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ ، غَيْرَ أَلَّا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا ) .

قَالَ الْقَاضِي : هَذِهِ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فِيهَا تَغْيِيرٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، وَصَوَابُهُ : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ إِلَّا فِي ظُرُوفِ الْأَدَمِ ) فَحَذَفَ لَفْظَةَ ( إِلَّا ) الَّتِي لِلِاسْتِثْنَاءِ ، وَلَا بُدَّ مِنْهَا قَالَ : وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى فِيهَا تَغْيِيرٌ أَيْضًا ، وَصَوَابُهَا فَاشْرَبُوا فِي الْأَوْعِيَةِ كُلِّهَا ؛ لِأَنَّ الْأَسْقِيَةَ وَظُرُوفَ الْأَدَمِ لَمْ تَزَلْ مُبَاحَةً مَأْذُونًا فِيهَا ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْ غَيْرِهَا مِنَ الْأَوْعِيَةِ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الِانْتِبَاذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ ) . فَالْحَاصِلُ أَنَّ صَوَابَ الرِّوَايَتَيْنِ ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الِانْتِبَاذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ ؛ فَانْتَبِذُوا وَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ ) وَمَا سِوَى هَذَا تَغْيِيرٌ مِنَ الرُّوَاةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .




[ سـ :3840 ... بـ :977]
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ الْأَشْرِبَةِ فِي ظُرُوفِ الْأَدَمِ فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ غَيْرَ أَنْ لَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا

قَوْلُهُ : ( عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ ) هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَيُقَالُ بِفَتْحِهَا ، حَكَاهُ صَاحِبُ الْمَشَارِقِ وَالْمَطَالِعِ ، وَيُقَالُ فِيهِ : مَعْرُوفٌ .




[ سـ :3841 ... بـ :2000]
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ قَالُوا لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ فَأَرْخَصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ

قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيذِ ) الْحَدِيثَ ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ الْمُعْتَمَدَةِ بِبِلَادِنَا ، وَمُعْظَمُ النُّسَخِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ مِنْ ( عَمْرٍو ) وَبِوَاوٍ مِنَ الْخَطِّ ، وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَوَقَعَ فِي بَعْضِهَا ( ابْنُ عُمَرَ ) بِضَمِّ الْعَيْنِ ؛ يَعْنِي ابْنَ الْخَطَّابِ ، وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّ نُسَخَهُمْ أَيْضًا اخْتَلَفَتْ فِيهِمْ ، وَأَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْغَسَّانِيَّ قَالَ : الْمَحْفُوظُ ( ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ) وَقَدْ ذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ صَاحِبُ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي مُسْنَدِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْجَمْعِ بَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ ، وَنَسَبَهُ إِلَى رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ جُمْهُورُ الْمُحَدِّثِينَ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ : ( لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ قَالُوا : لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ، فَأَرْخَصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ ) هَكَذَا هُوَ فِي مُسْلِمٍ ( عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ ) وَهُوَ الصَّوَابُ ، وَوَقَعَ فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَسْقِيَةِ ، وَكَذَا نَقَلَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رِوَايَةِ عَلِيٍّ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : وَلَعَلَّهُ نَقْصٌ مِنْهُ فَيَكُونُ ( عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي الْأَسْقِيَةِ ) قَالَ : وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ ( عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ ) . وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ) فَمَعْنَاهُ : يَجِدُ أَسْقِيَةَ الْأَدَمِ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ ) فَمَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ رَخَّصَ فِيهِ أَوَّلًا ثُمَّ رَخَّصَ فِي جَمِيعِ الْأَوْعِيَةِ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَغَيْرِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .