فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ جَوَازِ قَوْلِهِ لِغَيْرِ ابْنِهِ : يَا بُنَيَّ وَاسْتِحْبَابِهِ لِلْمُلَاطَفَةِ

باب جَوَازِ قَوْلِهِ لِغَيْرِ ابْنِهِ يَا بُنَيَّ وَاسْتِحْبَابِهِ لِلْمُلَاطَفَةِ
[ سـ :4121 ... بـ :2151]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُنَيَّ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَسٍ : ( يَا بُنَيَّ ) ولِلْمُغِيرَةِ ( أَيْ بُنَيَّ ) هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ وَكَسْرِهَا ، وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعِ ، الْأَكْثَرُونَ بِالْكَسْرِ ، وَبَعْضُهُمْ بِإِسْكَانِهَا .

وَفِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ جَوَازُ قَوْلِ الْإِنْسَانِ لِغَيْرِ ابْنِهِ مِمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ سِنًّا مِنْهُ يَا ابْنِي ، وَيَا بُنَيَّ مُصَغَّرًا ، وَيَا وَلَدِي ، وَمَعْنَاهُ تَلَطَّفْ ، وَإِنَّكَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ وَلَدِي فِي الشَّفَقَةِ ، وَكَذَا يُقَالُ لَهُ وَلِمَنْ هُوَ فِي مِثْلِ سِنِّ الْمُتَكَلِّمِ : يَا أَخِي لِلْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَإِذَا قَصَدَ التَّلَطُّفَ كَانَ مُسْتَحَبًّا كَمَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ : ( وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ ) هُوَ مِنَ النَّصَبِ ، وَهُوَ التَّعَبُ وَالْمَشَقَّةُ ، أَيْ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ وَيُتْعِبُكَ مِنْهُ ؟ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَنْ يَضُرَّكَ ) هُوَ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ ، وَسَيَأْتِي شَرْحُ أَحَادِيثِ الدَّجَّالِ مُسْتَوْعَبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ ذَكَرَهَا مُسْلِمٌ فِي أَوَاخِرِ الْكِتَابِ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .