فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ ، فَيَتَمَنَّى


[ سـ :5308 ... بـ :2908]
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ

قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ ، وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثَ : لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ ) وَفِي الرِّوَايَةِ : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ ) ، ثُمَّ قَالَ مُسْلِمٌ : وَفِي رِوَايَةِ أَبَانَ قَالَ : هُوَ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ لَمْ يَذْكُرِ الْأَسْلَمِيَّ . هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ ، وَيَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَمُرَادُهُ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبَانَ قَالَ : عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ هُوَ يَزِيدُ ابْنُ كَيْسَانَ ، وَظَاهِرُ اللَّفْظِ يُوهِمُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ كَيْسَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، وَهَذَا غَلَطٌ ، بَلْ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ ( عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ يَعْنِي أَبَا إِسْمَاعِيلَ ) ، وَهَذَا يُوَضِّحُ التَّأْوِيلَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، وَقَدْ أَوْضَحَتِ الْأَئِمَّةُ بِدَلَائِلِهِ كَمَا ذَكَرْتُهُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ : اعْلَمْ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ كَيْسَانَ يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ ، وَأَنَّ بَشِيرَ بْنَ سُلَيْمَانَ يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ الْأَسْلَمِيَّ ، وَكِلَاهُمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، فَقَدْ اشْتَرَكَا فِي أَحَادِيثَ عَنْهُ ، مِنْهَا هَذَا الْحَدِيثُ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَوَّلًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ ، ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ رِوَايَةِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْأَسْلَمِيِّ إِلَّا فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبَانَ فَإِنَّهُ جَعَلَهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرِ الْأَسْلَمِيَّ فِي نَسَبِهِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .




[ سـ :5310 ... بـ :2909]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ ) هُمَا تَصْغِيرُ سَاقَيِ الْإِنْسَانِ لِرِقَّتِهِمَا ، وَهِيَ صِفَةُ سُوقِ السُّودَانِ غَالِبًا ، وَلَا يُعَارِضُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى : حَرَمًا آمِنًا لِأَنَّ مَعْنَاهُ آمِنًا إِلَى قُرْبِ الْقِيَامَةِ وَخَرَابِ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : يُخَصُّ مِنْهُ قِصَّةُ ذِي السُّوَيْقَتَيْنِ . قَالَ الْقَاضِي : الْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَظْهَرُ .




[ سـ :5314 ... بـ :2911]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ قَالَ مُسْلِم هُمْ أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ شَرِيكٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَعُمَيْرٌ وَعَبْدُ الْكَبِيرِ بَنُو عَبْدِ الْمَجِيدِ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَمْلِكُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ ) بِهَاءَيْنِ ، وَفِي بَعْضِهَا ( الْجَهْجَا ) بِحَذْفِ الْهَاءِ الَّتِي بَعْدَ الْأَلِفِ ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَشْهُورُ .




[ سـ :5315 ... بـ :2912]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ) أَمَّا ( الْمَجَانُّ ) فَبِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ جَمْعُ مِجَنٍّ بِكَسْرِ الْمِيمِ ، وَهُوَ التُّرْسُ . وَأَمَّا ( الْمُطْرَقَةُ ) فَبِإِسْكَانِ الطَّاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ ، هَذَا هُوَ الْفَصِيحُ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ ، وَفِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ ، وَحُكِي فَتْحُ الطَّاءِ وَتَشْدِيدُ الرَّاءِ ، وَالْمَعْرُوفُ الْأَوَّلُ . قَالَ الْعُلَمَاءُ : هِيَ الَّتِي أُلْبِسَتِ الْعَقِبُ ، وَأَطْرَقَتْ بِهِ طَاقَةً فَوْقَ طَاقَةٍ . قَالُوا : وَمَعْنَاهُ تَشْبِيهُ وُجُوهِ التُّرْكِ فِي عَرْضِهَا وَتَنَوُّرِ وَجَنَاتِهَا بِالتِّرْسَةِ الْمُطْرَقَةِ .




[ سـ :5317 ... بـ :2912]
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ ذُلْفَ الْآنُفِ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ذُلْفَ الْآنُفِ ) هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُهْمَلَةِ ، لُغَتَانِ ، الْمَشْهُورُ الْمُعْجَمَةُ ، وَمِمَّنْ حَكَى الْوَجْهَيْنِ فِيهِ صَاحِبَا الْمَشَارِقِ وَالْمَطَالِعِ ، قَالَا : رِوَايَةُ الْجُمْهُورِ بِالْمُعْجَمَةِ ، وَبَعْضُهُمْ بِالْمُهْمَلَةِ ، الصَّوَابُ الْمُعْجَمَةُ ، وَهُوَ بِضَمِّ الذَّالِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ جَمْعُ أَذْلَفَ كَأَحْمَرَ وَحُمْرٍ ، وَمَعْنَاهُ فُطْسُ الْأُنُوفِ قِصَارُهَا مَعَ انْبِطَاحٍ ، وَقِيلَ : هُوَ غِلَظٌ فِي أَرْنَبَةِ الْأَنْفِ ، وَقِيلَ تَطَامُنٌ فِيهَا ، وَكُلُّهُ مُتَقَارِبٌ .




[ سـ :5318 ... بـ :2912]
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ قَوْمًا وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ وَيَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ ، وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْرِ ) مَعْنَاهُ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى ( نِعَالُهُمِ الشَّعْرُ ) وَقَدْ وُجِدُوا فِي زَمَانِنَا هَكَذَا ، وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى ( حُمْرُ الْوُجُوهِ ) أَيْ بِيضُ الْوُجُوهِ مَشُوبَةٌ بِحُمْرَةٍ . وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ( صِغَارُ الْأَعْيُنِ ) وَهَذِهِ كُلُّهَا مُعْجِزَاتٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ وُجِدَ قِتَالُ هَؤُلَاءِ التُّرْكِ بِجَمِيعِ صِفَاتِهِمُ الَّتِي ذَكَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صِغَارُ الْأَعْيُنِ ، حُمْرُ الْوُجُوهِ ، ذُلْفُ الْآنُفِ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ فَوُجِدُوا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ كُلِّهَا فِي زَمَانِنَا ، وَقَاتَلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ مَرَّاتٍ ، وَقِتَالُهُمُ الْآنَ ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْكَرِيمَ إِحْسَانَ الْعَاقِبَةِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي أَمْرِهِمْ وَأَمْرِ غَيْرِهِمْ ، وَسَائِرِ أَحْوَالِهِمْ ، وَإِدَامَةِ اللُّطْفِ بِهِمْ وَالْحِمَايَةِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .




[ سـ :5320 ... بـ :2913]
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا قَالَ قُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ وَأَبِي الْعَلَاءِ أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَا لَا وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ

قَوْلُهُ : ( يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يَجِيءَ إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ . . . إِلَى آخِرِهِ ) قَدْ سَبَقَ شَرْحُهُ قَبْلَ هَذَا بِأَوْرَاقٍ . وَيُوشِكُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الشِّينِ ، وَمَعْنَاهُ يُسْرِعُ .

قَوْلُهُ : ( ثُمَّ أَسْكَتَ هُنَيَّةً ) أَمَّا أَسْكَتَ فَهُوَ بِالْأَلِفِ فِي جَمِيعِ نُسَخِ بِلَادِنَا . وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّهُمْ رَوَوْهُ بِحَذْفِهَا وَإِثْبَاتِهَا ، وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ الْأَكْثَرِينَ حَذَفُوهَا . وَسَكَتَ وَأَسْكَتَ لُغَتَانِ بِمَعْنَى صَمَتَ ، وَقِيلَ : أَسْكَتَ بِمَعْنَى أَطْرَقَ ، وَقِيلَ : بِمَعْنَى أَعْرَضَ . وَقَوْلُهُ هُنَيَّةً بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ بِلَا هَمْزٍ قَالَ الْقَاضِي : رَوَاهُ لَنَا الصَّدَفِيُّ بِالْهَمْزَةِ ، وَهُوَ غَلَطٌ ، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ .




[ سـ :5321 ... بـ :2914]
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِيفَةٌ يَحْثُو الْمَالَ حَثْيًا لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ يَحْثِي الْمَالَ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا . وَلَا يَعُدُّهُ عَدَدًا ) وَفِي رِوَايَةٍ ( يَحْثُو الْمَالَ حَثْيًا ) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ : حَيْثُ أَحْثِي حَثْيًا ، وَحَثُوثُ أَحْثُو حَثْوًا ، لُغَتَانِ ، وَقَدْ جَاءَتِ اللُّغَتَانِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَجَاءَ مَصْدَرُ الثَّانِيَةِ عَلَى فِعْلِ الْأُولَى ، وَهُوَ جَائِزٌ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَاَللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا وَالْحَثْوُ هُوَ الْحَفْنُ بِالْيَدَيْنِ ، وَهَذَا الْحَثْوُ الَّذِي يَفْعَلُهُ هَذَا الْخَلِيفَةُ يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ وَالْغَنَائِمِ وَالْفُتُوحَاتِ مَعَ سَخَاءِ نَفْسِهِ .




[ سـ :5323 ... بـ :2915]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ حِينَ جَعَلَ يَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَنْبَرِيُّ وَهُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَا حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ قَالُوا أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ النَّضْرِ أَخْبَرَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ أُرَاهُ يَعْنِي أَبَا قَتَادَةَ وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ وَيَقُولُ وَيْسَ أَوْ يَقُولُ يَا وَيْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ فِئَةٌ بَاغِيَةٌ ) وَفِي رِوَايَةٍ : ( وَيْسَ أَوْ يَا وَيْسَ ) وَفِي رِوَايَةٍ ( قَالَ لِعَمَّارٍ : تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ) أَمَّا الرِّوَايَةُ الْأُولَى فَهُوَ ( بُؤْسَ ) بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ مَضْمُومَةٍ وَبَعْدَهَا هَمْزَةٌ ، وَالْبُؤْسُ وَالْبَأْسَاءُ الْمَكْرُوهُ وَالشِّدَّةُ ، وَالْمَعْنَى يَا بُؤْسَ ابْنِ سُمَيَّةَ مَا أَشَدَّهُ وَأَعْظَمَهُ : وَأَمَّا الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فَهِيَ ( وَيْسَ ) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَإِسْكَانِ الْمُثَنَّاةِ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ ( وَيْحُ ) كَلِمَةُ تَرَحُّمٍ ، وَ ( وَيْسُ ) تَصْغِيرُهَا ، أَيْ أَقَلُّ مِنْهَا فِي ذَلِكَ . قَالَ الْهَرَوِيُّ : ( وَيْحُ ) يُقَالُ لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَةٍ لَا يَسْتَحِقُّهَا ، فَيُتَرَحَّمُ بِهَا عَلَيْهِ ، وَيُرْثَى لَهُ ، وَ ( وَيْلُ ) لِمَنْ يَسْتَحِقُّهَا . وَقَالَ الْفَرَّاءُ : وَيْحُ وَوَيْسُ بِمَعْنَى وَيْلُ . وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ( وَيْحُ بَابُ رَحْمَةٍ ، وَوَيْلُ بَابُ عَذَابٍ ) ، وَقَالَ : وَيْحُ كَلِمَةُ زَجْرٍ لِمَنْ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَكَةِ ، وَوَيْلُ لِمَنْ وَقَعَ فِيهَا . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . وَالْفِئَةُ الطَّائِفَةُ وَالْفِرْقَةُ .

قَالَ الْعُلَمَاءُ : هَذَا الْحَدِيثُ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مُحِقًّا مُصِيبًا ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى بُغَاةٌ ، لَكِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِمْ لِذَلِكِ ، كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي مَوَاضِعَ مِنْهَا هَذَا الْبَابُ .

وَفِيهِ مُعْجِزَةٌ ظَاهِرَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَوْجُهٍ : مِنْهَا أَنَّ عَمَّارًا يَمُوتُ قَتِيلًا ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُهُ مُسْلِمُونَ ، وَأَنَّهُمْ بُغَاةٌ ، وَأَنَّ الصَّحَابَةَ يُقَاتِلُونَ ، وَأَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِرْقَتَيْنِ : بَاغِيَةٍ ، وَغَيْرِهَا ، وَكُلُّ هَذَا قَدْ وَقَعَ مِثْلُ فَلَقِ الصُّبْحِ ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِهِ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .




[ سـ :5326 ... بـ :2917]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ فِي مَعْنَاهُ

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ ) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ ( هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدِ أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ ) هَذِهِ الرِّوَايَةِ تُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَادَ بِرِوَايَةِ مُسْلِمِ طَائِفَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ ، وَقَدْ وَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .