فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ بَيَانِ أَنَّ اسْمَ الصَّدَقَةِ يَقَعُ عَلَى كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ

رقم الحديث 1005 [1005] كل مَعْرُوف صَدَقَة أَي كل مَا يفعل من أَعمال الْبر وَالْخَيْر كَانَ ثَوَابه كثواب من تصدق بِالْمَالِ

رقم الحديث 1006 [16] الدُّثُور بِضَم الدَّال جمع دثر بِفَتْحِهَا وَهُوَ المَال الْكثير مَا تصدقُونَ الرِّوَايَة بتَشْديد الصَّاد وَالدَّال جَمِيعًا وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة بِرَفْع صَدَقَة على الِاسْتِئْنَاف ونصبها عطفا على أَن بِكُل تَسْبِيحَة صَدَقَة وَكَذَا مَا بعده قَالَ القَاضِي يحمل تَسْمِيَتهَا صَدَقَة أَن لَهَا أجرا كَمَا للصدقة أجر وَأَن هَذِه الطَّاعَات تماثل الصَّدقَات فِي الأجور فسماها صَدَقَة على طَرِيق الْمُقَابلَة وتجنيس الْكَلَام وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا صَدَقَة على نَفسه وَأمر بِالْمَعْرُوفِ نكره إِشَارَة إِلَى ثُبُوت حكم الصَّدَقَة فِي كل فَرد من أَفْرَاد الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة هُوَ بِضَم الْبَاء قَالَ النَّوَوِيّ يُطلق على الْجِمَاع وعَلى الْفرج نَفسه وَكِلَاهُمَا يَصح إِرَادَته هُنَا أَيَأتِي أحدكُم شَهْوَته وَيكون لَهُ فِيهَا أجر قَالَ الْقُرْطُبِيّ اسْتِفْهَام من استبعد حُصُول أجر بِفعل مستلذ يحث الطَّبْع عَلَيْهِ وَكَأن هَذَا الاستبعاد إِنَّمَا وَقع من تصفح الْأَكْثَر من الشَّرِيعَة وَهُوَ أَن الأجور إِنَّمَا تحصل فِي الْعِبَادَات الشاقة على النُّفُوس الْمُخَالفَة لَهَا أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرَام أَكَانَ عَلَيْهِ وزر فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجر زَاد الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان أتحتسبون بِالشَّرِّ وَلَا يحتسبون بِالْخَيرِ قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي الحَدِيث جَوَاز الْقيَاس وَهُوَ مَذْهَب الْعلمَاء كَافَّة إِلَّا الظَّاهِرِيَّة وَأما الْمَنْقُول عَن التَّابِعين وَنَحْوهم من ذمّ الْقيَاس فَلَيْسَ المُرَاد بِهِ الْقيَاس الَّذِي يعتمده الْفُقَهَاء والمجتهدون قَالَ وَهَذَا الْقيَاس الْمَذْكُور فِي الحَدِيث هُوَ قِيَاس الْعَكْس قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَحَاصِله رَاجع إِلَى إِعْطَاء كل وَاحِد من المتقابلين مَا يُقَابل بِهِ الآخر من الذوات وَالْأَحْكَام

رقم الحديث 1007 [17] إِنَّه خلق قَالَ الْقُرْطُبِيّ الضَّمِير فِي إِنَّه ضمير الشَّأْن وَالْأَمر مفصل بِفَتْح الْمِيم وَكسر الصَّاد قَالَ الْقُرْطُبِيّ والمفاصل الْعِظَام الَّتِي ينْفَصل بَعْضهَا من بعض وَقد سَمَّاهَا سلاميات قَالَ ومقصود الحَدِيث أَن الْعِظَام الَّتِي فِي الْإِنْسَان أصل وجوده وَبهَا حُصُول مَنَافِعه إِذْ لَا تتأتى الحركات والسكنات إِلَّا بهَا والأعصاب رباطات واللحوم والجلود حافظات وممكنات فَهِيَ إِذا أعظم نعم الله على الْإِنْسَان وَحقّ الْمُنعم عَلَيْهِ أَن يُقَابل كل نعْمَة مِنْهَا بشكر يَخُصهَا وَهِي أَن يُعْطي صَدَقَة كَمَا أعطي مَنْفَعَة لَكِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لطف وخفف بِأَن جعل التسبيحة الْوَاحِدَة كالعطية وَكَذَلِكَ التحميدة وَغَيرهَا من أَعمال الْبر وأقواله وَإِن قل مقدارها وَأتم تَمام الْفضل أَن اكْتفى من ذَلِك كُله بِرَكْعَتَيْنِ فِي الضُّحَى عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة السلامى قَالَ الْقُرْطُبِيّ كَذَا وَقعت الرِّوَايَة وَصَوَابه فِي الْعَرَبيَّة وثلاثمائة السلامى لِأَنَّهُ لَا يجمع بَين الْإِضَافَة وَالْألف وَاللَّام.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ وَقع هُنَا إِضَافَة ثَلَاث إِلَى مائَة مَعَ تَعْرِيف الأول وتنكير الثَّانِي وَالْمَعْرُوف لأهل الْعَرَبيَّة عَكسه وَهُوَ تنكير الأول وتعريف الثَّانِي وَقد سبق جَوَابه فِي كتاب الْإِيمَان زحزح باعد يمشي قَالَ النَّوَوِيّ وَقع لأكْثر رُوَاة كتاب مُسلم الأول يمشي بِفَتْح الْيَاء وبالشين الْمُعْجَمَة وَالثَّانِي بضَمهَا وبالسين الْمُهْملَة ولبعضهم عَكسه وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَأما قَوْله بعده فِي رِوَايَة الدَّارمِيّ.

     وَقَالَ  فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمئِذٍ فبالمهملة لَا غير وَأما قَوْله بعد فِي حَدِيث أبي بكر بن نَافِع.

     وَقَالَ  فَإِنَّهُ يمشي يَوْمئِذٍ فبالمعجمة باتفاقهم

رقم الحديث 1008 [18] على كل مُسلم صَدَقَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ هُنَا مُطلق وَقد قيد فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بقوله فِي كل يَوْم قَالَ فَظَاهر هَذَا اللَّفْظ الْوُجُوب وَلَكِن خففه الله تَعَالَى حَيْثُ جعل مَا خف من المندوبات مسْقطًا لَهُ لطفا مِنْهُ ذَا الْحَاجة صَاحبهَا الملهوف الْمُضْطَر إِلَيْهَا الَّذِي قد شغله همه بحاجته عَن كل مَا سواهَا يمسك عَن الشَّرّ فَإِنَّهَا صَدَقَة أَي على نَفسه كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى وَالْمرَاد أَنه إِذا أمسك عَن الشَّرّ لله تَعَالَى كَانَ لَهُ أجر على ذَلِك كَمَا أَن للمتصدق بِالْمَالِ أجرا

رقم الحديث 1009 [19] تعدل بَين الْإِثْنَيْنِ أَي تصلح بَينهمَا بِالْعَدْلِ