فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، أَوْ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ

رقم الحديث 1016 [1016] بشق تَمْرَة بِكَسْر الشين نصفهَا وجانبها ترجمان بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا الْمعبر عَن لِسَان بِلِسَان أَيمن مِنْهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ بِالنّصب على الظّرْف وَكَذَا أشأم مِنْهُ وَيَعْنِي بهما يَمِينه وشماله مَأْخُوذَة من الْيَد الْيُمْنَى والشؤمى فَاتَّقُوا النَّار أَي اجعلوا بَيْنكُم وَبَينهَا وقاية من الصَّدقَات وأعمال الْبر وَلَو بِكَلِمَة طيبَة قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَنَّهَا سَبَب للنجاة من النَّار وَهِي الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا تطييب قلب إِنْسَان إِذا كَانَت مُبَاحَة أَو طَاعَة وأشاح بالشين الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة قَالَ الْخَلِيل أشاح بِوَجْهِهِ عَن الشَّيْء نحاه عَنهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا هُوَ مَعْنَاهُ فِي الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْأَكْثَرُونَ المشيح الحذر والجاد فِي الْأَمر وَقيل الْمقبل وَقيل الهارب وَقيل الْمقبل إِلَيْك الْمَانِع لما وَرَاء ظَهره قَالَ فأشاح يحْتَمل هَذِه الْمعَانِي أَي حذر النَّار كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا أَو جد فِي الْإِيضَاح بإيقانها أَو أقبل إِلَيْك خطابا أَو أعرض كالهارب

رقم الحديث 1017 [117] مجتابي النمار بِكَسْر النُّون جمع نمرة بِفَتْحِهَا وَهِي ثِيَاب صوف فِيهَا تنمير أَي خرقوها وقوروا وَسطهَا فتمعر بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي تغير كومين ضبط بِفَتْح الْكَاف وَضمّهَا قَالَ بن سراج هُوَ بِالضَّمِّ اسْم لما كوم وبالفتح الْمرة الْوَاحِدَة والكومة الصُّبْرَة والكوم الْعَظِيم من كل شَيْء والكوم الْمَكَان الْمُرْتَفع كالرابية قَالَ الشارحون وَالْفَتْح هُنَا أولى لِأَنَّهُ شبه مَا اجْتمع هُنَاكَ بالكوم الَّذِي هُوَ الرابية يَتَهَلَّل أَي يستبشر فَرحا وسرورا كَأَنَّهُ مذْهبه ضَبطه الْجُمْهُور بذال مُعْجمَة وَفتح الْهَاء وباء مُوَحدَة فَقيل مَعْنَاهُ فضَّة مذهبَة وَهُوَ أبلغ فِي حسن الْوَجْه وإشراقه كَمَا قَالَ الشَّاعِر كَأَنَّهَا فضَّة قد مَسهَا ذهب وَقيل مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ آلَة مذهبَة كَمَا يذهب من الْجُلُود والسروج والأقداح وَغير ذَلِك وَيجْعَل طرائق يَتْلُو بَعْضهَا بَعْضًا وَضَبطه الْحميدِي بدال مُهْملَة وَضم الْهَاء وَنون.

     وَقَالَ  المدهن الْإِنَاء الَّذِي يدهن فِيهِ وَهُوَ أَيْضا اسْم للنقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا مَاء الْمَطَر فَشبه وَجهه الْكَرِيم بصفاء هَذَا المَاء وبصفاء الدّهن والمدهن قَالَ القَاضِي وَغَيره هَذَا تَصْحِيف وَالصَّوَاب الأول