فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ، وَأَنَّ

رقم الحديث 1033 [1033] يذكر الصَّدَقَة وَالتَّعَفُّف عَن الْمَسْأَلَة أَي يحض الْغَنِيّ عَن الصَّدَقَة وَالْفَقِير على التعفف وَالْيَد الْعليا المنفقة والسفلى السائلة قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا نَص يدْفع تعسف من تعسف فِي تَأْوِيله غير أَنه وَقع فِي بعض طرقه عِنْد أبي دَاوُد بدل المنفقة المتعففة قَالَ.

     وَقَالَ  أَكْثَرهم المنفقة

رقم الحديث 1034 [134] خير الصَّدَقَة عَن ظهر غنى أَي مَا أبقت بعْدهَا عَنى يعتمده صَاحبهَا ويستظهر بِهِ ع مَصَالِحه قَالَه الْخطابِيّ وَجزم بِهِ النَّوَوِيّ.

     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيّ أَي مَا كَانَ بعد الْقيام بِحُقُوق النَّفس وَحُقُوق الْعِيَال قَالَ رجل لَهُ دِرْهَمَانِ فَتصدق بِأَحَدِهِمَا وَرجل لَهُ مَال كثير فَأخذ من عرض مَاله مائَة ألف فَتصدق بهَا قَالَ وعَلى مَا أولنا بِهِ الْغنى يرْتَفع التَّعَارُض قَالَ وَبَيَانه أَن الْغنى يَعْنِي بِهِ فِي الحَدِيث حُصُول مَا يدْفع بِهِ الْحَاجَات الضرورية كَالْأَكْلِ عِنْد الْجُوع المشوش الَّذِي لاصبر عَلَيْهِ وَستر الْعَوْرَة وَالْحَاجة إِلَى مَا يدْفع عَن نَفسه الْأَذَى وَمَا هَذَا سَبيله لَا يجوز الإيثار بِهِ وَلَا التَّصَدُّق بل يحرم فَإِذا سَقَطت هَذِه الْوَاجِبَات صَحَّ الإيثار وَكَانَت صدقته هِيَ الْأَفْضَل لأجل مَا يحملهُ من مضض الْحَاجة وَشدَّة الْمَشَقَّة

رقم الحديث 1035 [135] خضرَة حلوة قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي رَوْضَة خضراء أَو شَجَرَة ناعمة غضة مستحلاة الطّعْم.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ شبهه فِي الرَّغْبَة فِيهِ والميل إِلَيْهِ وحرص النُّفُوس عَلَيْهِ بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة فَإِن الْأَخْضَر مَرْغُوب فِيهِ على انْفِرَاده فاجتماعهما أَشد وَفِيه إِشَارَة إِلَى عدم بَقَائِهِ لِأَن الخضروات لَا تبقى وَلَا ترَاد للبقاء فَمن أَخذه بِطيب نفس هُوَ عَائِد إِلَى الْآخِذ أَي بِغَيْر سُؤال وَلَا تطلع وَلَا حرص وَقيل إِلَى الدَّافِع أَي أَخذه مِمَّن يَدْفَعهُ منشرحا بِدَفْعِهِ إِلَيْهِ لَا بسؤال اضطره إِلَيْهِ أَو نَحوه مِمَّا لَا تطيب مَعَه نفس الدَّافِع بورك لَهُ فِيهِ أَي انْتفع بِهِ فِي الدُّنْيَا بالتنمية وَفِي الْآخِرَة بِأَجْر النَّفَقَة قَالَه الْقُرْطُبِيّ وَمن أَخذه بإشراف نفس بشين مُعْجمَة وَهُوَ تطلعها إِلَيْهِ وحرصها وتشوفها وطمعها فِيهِ لم يُبَارك لَهُ فِيهِ أَي لم ينْتَفع بِهِ إِذْ لَا يجد لَذَّة نَفَقَته وَلَا ثَوَاب صدقته بل يتعب بجمعه ويدمر بِمَنْعه وَلَا يصل إِلَى شَيْء من نَفعه وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع قيل هُوَ الَّذِي بِهِ دَاء لَا يشْبع بِسَبَبِهِ وَقيل يحْتَمل تشبيهه بالبهيمة الراعية

رقم الحديث 1036 [136] إِنَّك إِن تبذل بِفَتْح همزَة أَن قَالَه النَّوَوِيّ قلت فَهِيَ ناصبة للمضارع وَهِي ومنصوبها فِي تَأْوِيل الْمصدر وَفِي مَحل رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر خير على حد وَأَن تَصُومُوا خير لكم الْفضل قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي بِهِ الْفَاضِل عَن الكفاف وَأَن تمسكه شَرّ لَك قَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ إِذا أمْسكهُ عَن الْوَاجِب اسْتحق الْعقَاب عَلَيْهِ أَو عَن الْمَنْدُوب فقد نقص ثَوَابه وفوت مصلحَة نَفسه فِي آخرته وَذَلِكَ شَرّ وَكَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ.

     وَقَالَ  إِنَّه نَظِير حَدِيث وَشر صُفُوف الرِّجَال آخرهَا وَالْمعْنَى أَنه أقل ثَوابًا وَأَقُول الَّذِي عِنْدِي فِي هَذَا الحَدِيث أَنه من المنسوخات وَأَنه ورد على سنَن قَوْله تَعَالَى ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو وَقَوله خُذ الْعَفو أَي الْفضل ثمَّ إِن الْآيَة نسخت بِالزَّكَاةِ كَمَا ورد النَّص عَلَيْهِ فنسخ مَعهَا كل حَدِيث ورد على سننها وَلَا تلام على كفاف أَي قدر الْحَاجة قَالَ الْقُرْطُبِيّ يفهم مِنْهُ بِحكم دَلِيل الْخطاب أَن مَا زَاد على الكفاف يتَعَرَّض صَاحبه للوم قلت وَلذَا يتَعَيَّن الحكم عَلَيْهِ بالنسخ