فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاوَاتِ ،

رقم الحديث 162 [162] الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء نِسْبَة إِلَى بنانة قَبيلَة بِالْبُرَاقِ بِضَم الْمُوَحدَة قَالَ بن دُرَيْد اشتقاقه من الْبَرْق إِن شَاءَ الله تَعَالَى يَعْنِي لسرعته وَقيل سمي بذلك لشدَّة صفائه وتلاليه وبريقه وَقيل لبياضه بَيت الْمُقَدّس بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَكسر الدَّال المخففة وبضم الْمِيم وَفتح الْقَاف وَالدَّال الْمُشَدّدَة لُغَتَانِ قَالَ الزّجاج الْبَيْت الْمُقَدّس المطهر وَبَيت الْمُقَدّس الْمَكَان الَّذِي يطهر فِيهِ من الذُّنُوب.

     وَقَالَ  الْفَارِسِي من خفف فَهُوَ مصدر كمرجع أَو مَكَان أَي بَيت الْمَكَان الَّذِي جعل فِيهِ الطَّهَارَة وتطهيره إخلاؤه من الْأَصْنَام وإبعاده مِنْهَا بالحلقة بِسُكُون اللَّام وَحكي فتحهَا وَالْجمع على السّكُون حلق الَّتِي يرْبط بِهِ ذكر ضمير الْحلقَة على معنى الشَّيْء اخْتَرْت الْفطْرَة أَي اخْتَرْت عَلامَة الْإِسْلَام والاستقامة وَجعل اللَّبن عَلامَة ذَلِك لكَونه سهلا طيبا طَاهِرا سائغا للشاربين سليم الْعَاقِبَة عرج بِفَتْح الْعين وَالرَّاء صعد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ هُوَ اسْتِفْهَام عَن الْبَعْث إِلَيْهِ للإسراء وصعوده السَّمَاوَات لَا عَن أصل الْبعْثَة والرسالة فَإِن ذَلِك لَا يخفى عَلَيْهِ إِلَى هَذِه الْمدَّة بِابْني الْخَالَة قَالَ بن السّكيت يُقَال هما أَبنَاء عَم وَلَا يُقَال أَبنَاء خَال وَيُقَال هما ابْنا خَالَة وَلَا يُقَال ابْنا عمَّة مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور قَالَ القَاضِي يسْتَدلّ بِهِ على جَوَاز الِاسْتِنَاد إِلَى الْقبْلَة وتحويل الظّهْر إِلَيْهَا إِلَى السِّدْرَة الْمُنْتَهى كَذَا فِي الْأُصُول السِّدْرَة قَالَ وَسميت بذلك لِأَن علم الْمَلَائِكَة يَنْتَهِي إِلَيْهَا وَلم يجاوزها أحد إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل لِأَنَّهُ يَنْتَهِي إِلَيْهَا مَا يهْبط من فَوْقهَا وَمَا يصعد من تحتهَا من أَمر الله كالقلال بِكَسْر الْقَاف جمع قلَّة وَهِي الجرة الْعَظِيمَة فَرَجَعت إِلَى رَبِّي قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ فَرَجَعت إِلَى الْموضع الَّذِي نَاجَيْته مِنْهُ أَولا فناجيته مِنْهُ ثَانِيًا فَلم أزل أرجع بَين رَبِّي وَبَين مُوسَى أَي بَين مَوضِع مُنَاجَاة رَبِّي فشرح عَن صَدْرِي أَي شقّ ثمَّ أنزلت بِسُكُون اللَّام وَضم التَّاء كَذَا فِي الْأُصُول قَالَ الوقشي وَهُوَ وهم من الروَاة وَصَوَابه نزلت فتصحف.

     وَقَالَ  بن سراج أنزلت فِي اللُّغَة بِمَعْنى نزلت صَحِيح وَلَيْسَ فِيهِ تَصْحِيف.

     وَقَالَ  القَاضِي ظهر لي أَنه صَحِيح بِالْمَعْنَى الْمَعْرُوف فِي أنزلت وَهُوَ ضد رفعت لِأَنَّهُ قَالَ انْطَلقُوا بِي إِلَى زَمْزَم ثمَّ أنزلت أَي صرفت إِلَى موضعي الَّذِي حملت مِنْهُ قَالَ وَلم أزل أبحث عَنهُ حَتَّى وَقعت على الْجلاء فِيهِ من رِوَايَة أبي بكر البرقاني وَأَنه طرف حَدِيث وَتَمَامه ثمَّ أنزل عَليّ طست من ذهب مَمْلُوءَة حِكْمَة وإيمانا قَالَ النَّوَوِيّ وَمُقْتَضى رِوَايَة البرقاني أَن يضْبط أنزلت بِسُكُون اللَّام وَسُكُون التَّاء وَكَذَا ضَبطه الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَأَشَارَ إِلَى أَن رِوَايَة مُسلم نَاقِصَة وَأَن تَمامهَا مَا زَاده البرقاني طست بِفَتْح التَّاء وَحكي كسرهَا لأمه بِفَتْح اللَّام والهمزة أَي ضم بعضه إِلَى بعض ظئره بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْهمزَة الْمُرضعَة منتقع اللَّوْن بِفَتْح الْقَاف أَي متغير اللَّوْن يُقَال انتقع لَونه إِذا تغير من حزن أَو فزغ أثر الْمخيط بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء وَفتح التَّحْتِيَّة الإبرة حَدثنِي شريك بن عبد الله بن أبي نمر بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم تَابِعِيّ أكبر من شريك بن عبد الله النَّخعِيّ القَاضِي ثَلَاثَة نفر سمي مِنْهُم فِي رِوَايَة مَيْمُون بن سياه عَن أنس عِنْد الطَّبَرِيّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ هَذَا مِمَّا أنكر على شريك فِي هَذَا الحَدِيث فَإِن الْمَعْرُوف أَن الْإِسْرَاء بعد الْبعْثَة وَتلك اللَّيْلَة فرضت الصَّلَاة حَتَّى تجاسر بن حزم وَادّعى أَن هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع وانتقد على الشَّيْخَيْنِ حَيْثُ أَخْرجَاهُ وَقد رد عَلَيْهِ بن طَاهِر فِي جُزْء.

     وَقَالَ  إِن أحدا لم يتهم شَرِيكا بل وَثَّقَهُ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل وقبلوه وَاحْتَجُّوا بِهِ قَالَ وَأكْثر مَا يُقَال إِن شَرِيكا وهم فِي هَذِه اللَّفْظَة وَلَا يرد جَمِيع الحَدِيث بوهم فِي لَفْظَة مِنْهُ وَلَعَلَّه أَرَادَ أَن يَقُول بعد أَن يُوحى إِلَيْهِ فَجرى على لِسَانه قبل غَلطا وَمِنْهُم من تَأَوَّلَه على أَمر مَخْصُوص أَي قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ فرض الصَّلَوَات أَو فِي شَأْن الْإِسْرَاء يُرِيد أَنه وَقع بَغْتَة قبل أَن ينذر بِهِ وَذكر الْحَافِظ بن حجر أَن شَرِيكا لم ينْفَرد بِهَذِهِ اللَّفْظَة بل تَابعه عَلَيْهَا كثير بن خُنَيْس عَن أنس أخرجه سعيد بن يحيى الْأمَوِي فِي مغازيه وَهُوَ نَائِم أَي أول مَا جَاءُوهُ كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة مَيْمُون بن سياه وفيهَا وَكَانَت قُرَيْش تنام حول الْكَعْبَة وَقدم فِيهِ شَيْئا وَأخر وَزَاد وَنقص وَقد سَاقه بِلَفْظِهِ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد من صَحِيحه.

     وَقَالَ  بن حجر مَجْمُوع مَا خَالَفت فِيهِ رِوَايَة شريك غَيره من الْمَشْهُورين عشرَة أَشْيَاء 1 أمكنة الْأَنْبِيَاء وَقد أفْصح هُوَ بِأَنَّهُ لم يضْبط مَنَازِلهمْ 2 وَكَونه قبل الْبعْثَة 3 وَفِي الْمَنَام 4 وَقَوله فِي سِدْرَة الْمُنْتَهى أَنَّهَا فَوق السَّمَاء بِمَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى وَالْمَشْهُور أَنَّهَا فِي السَّابِعَة أَو السَّادِسَة 5 وَقَوله فِي النّيل والفرات أَن عنصرهما فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَالْمَشْهُور أَنه فِي السَّابِعَة 6 وَأَن شقّ الصَّدْر عِنْد الْإِسْرَاء وَالْمَشْهُور أَنه وَهُوَ صَغِير 7 وَأَن الْكَوْثَر فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَالْمَشْهُور أَنه فِي الْجنَّة 8 وَنسبَة الدنو والتدلي فِي قَوْله ثمَّ دنى فَتَدَلَّى إِلَى الله تَعَالَى وَالْمَشْهُور أَنه لجبريل 9 وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْتنع من الرُّجُوع إِلَى سُؤال التَّخْفِيف بعد الْخَامِسَة وَالْمَشْهُور أَنه بعد التَّاسِعَة 1 وَأَنه رَجَعَ بعد انْتِهَاء التَّخْفِيف إِلَى الْخمس وَالْمَشْهُور أَنه امْتنع وَقد أُجِيب عَن أَكثر ذَلِك

رقم الحديث 163 [163] فرج سقف بَيْتِي بِضَم الْفَاء وجيم أَي فتح فَفرج صَدْرِي بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء وَالْجِيم أَي شقّ فَإِن قيل إِنَّمَا وَقع شقّ الصَّدْر وَهُوَ صَغِير كَمَا تقدم فِي حَدِيث ثَابت عَن أنس فَالْجَوَاب كَمَا قَالَ السُّهيْلي إِنَّه وَقع مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة عِنْد الْإِسْرَاء تجديدا للتطهير زَاد بن حجر ثَالِثَة عِنْد المبعث بِغَار حراء ورد من حَدِيث عَائِشَة فِي مسندي الطَّيَالِسِيّ وَابْن أبي أُسَامَة بطست من ذهب ممتلئ ذكره والطست مُؤَنّثَة عودا على الْمَعْنى وَهُوَ الْإِنَاء حِكْمَة وإيمانا فِيهِ أَنَّهُمَا يمثلان جسما يمْلَأ كَمَا يمثل الْمَوْت كَبْشًا.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ إِنَّه مجَاز وَكَأَنَّهُ كَانَ فِي الطست شَيْء يحصل بِهِ كَمَال الْإِيمَان وَالْحكمَة فَسُمي إِيمَانًا وَحِكْمَة لكَونه سَببا لَهما فأفرغها الضَّمِير للطست وَقيل للحكمة وَضَعفه النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ يصير إفراغ الْإِيمَان مسكوتا عَنهُ لخازن السَّمَاء الدُّنْيَا أَسْوِدَة بِوَزْن أزمنة جمع سَواد وَهُوَ الشَّخْص نسم بِفَتْح النُّون والمهملة جمع نسمَة وَهِي الرّوح والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار قَالَ القَاضِي ظَاهر الحَدِيث أَن نسم الْكفَّار أَيْضا فِي السَّمَاء وَهُوَ مُشكل فَإِن أَرْوَاحهم فِي سِجِّين وَلَا تفتح لَهُم أَبْوَاب السَّمَاء فَيحْتَمل أَنَّهَا تعرض على آدم أوقاتا فَوَافَقَ وَقت عرضهَا مُرُور النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحْتَمل أَن الْجنَّة كَانَت فِي جِهَة يَمِين آدم وَالنَّار فِي جِهَة شِمَاله وَكِلَاهُمَا من حَيْثُ شَاءَ الله ويكشف لآدَم عَنْهُمَا وَلَا يلْزم من ذَلِك فتح بَاب السَّمَاء لَهَا فَذكر أَي أَبُو ذَر وَلم يثبت أَي أَبُو ذَر وَإِبْرَاهِيم فِي السَّمَاء السَّادِسَة الثَّابِت فِي جَمِيع الرِّوَايَات السَّابِعَة وَقد ذكر أَبُو ذَر أَنه لم يثبت كَيفَ مَنَازِلهمْ فرواية من أثبتهم أرجح قَالَه بن حجر بِإِدْرِيس قَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح فِيهِ دَلِيل لكَون إِدْرِيس هُوَ إلْيَاس لَا جد نوح وَإِلَّا لقَالَ وَالِابْن الصَّالح كَمَا قَالَ آدم وَإِبْرَاهِيم قَالَه عِيَاض ثمَّ مَرَرْت بِعِيسَى لَيست ثمَّ هُنَا للتَّرْتِيب لِأَن الرِّوَايَات متفقة على أَن الْمُرُور بِهِ كَانَ قبل مُوسَى وَهَذَا أَيْضا يدل على أَنه لم يثبت مَنَازِلهمْ وَأَبا حَبَّة بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَة الْمُشَدّدَة.

     وَقَالَ  الْقَابِسِيّ بمثناة تحتية وَغلط فِي ذَلِك وَذكره الْوَاقِدِيّ بالنُّون اسْتشْهد بِأحد ظَهرت عَلَوْت لمستوى بِالْفَتْح هُوَ المصعد صريف الأقلام بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة تصويتها حَال الْكِتَابَة وَالْمرَاد بهَا مَا تكتبه الْمَلَائِكَة من أقضية الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ قَالَ بن حزم أَي عَن شيخيه وَأنس عَن أبي ذَر كَذَا جزم بِهِ أَصْحَاب الْأَطْرَاف قَالَ بن حجر يحْتَمل أَن يكون مُرْسلا من جِهَة بن حزم وَمن رِوَايَة أنس بِلَا وَاسِطَة فَوضع شطرها قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد أَنه حط مَرَّات بمراجعات فَإِن الحَدِيث مُخْتَصر لم يذكر فِيهِ كرات الْمُرَاجَعَة هِيَ خمس أَي عددا وَهِي خَمْسُونَ أَي ثَوابًا حَتَّى نأتي سِدْرَة الْمُنْتَهى كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بالنُّون أَوله وَفِي بَعْضهَا حَتَّى أَتَى جنابذ اللُّؤْلُؤ بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون وَكسر الْمُوَحدَة وذال مُعْجمَة القباب وَاحِدهَا جنبذة بِالضَّمِّ فَارسي مُعرب وَوَقع فِي البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حبائل اللُّؤْلُؤ وَقد تَكَلَّمت عَلَيْهِ فِي التوشيح

رقم الحديث 164 [164] لَعَلَّه قَالَ عَن مَالك بن صعصعة قَالَ الغساني كَذَا فِي رِوَايَة بن ماهان والرازي عَن أبي أَحْمد وَعند غَيرهمَا عَن أبي أَحْمد عَن مَالك بن صعصعة بِغَيْر شكّ وَهُوَ الْمَحْفُوظ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يروه عَن أنس بن مَالك غير قَتَادَة فَنُوديَ مَا يبكيك إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ حزن مُوسَى على قومه لقلَّة الْمُؤمنِينَ مِنْهُم مَعَ كَثْرَة عَددهمْ وغبطة لنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على كَثْرَة أَتْبَاعه وَالْغِبْطَة فِي الْخَيْر محمودة يخرج من أَصْلهَا المُرَاد من أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى كَمَا بَين فِي البُخَارِيّ وَغَيره فنهران فِي الْجنَّة قَالَ مقَاتل هما السلسبيل والكوثر وَأما الظاهران فالنيل والفرات قَالَ القَاضِي هَذَا يدل على أَن أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى فِي الأَرْض لخُرُوج النّيل والفرات من أَصْلهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَمَا قَالَه لَيْسَ بِلَازِم بل يخرج من أَصْلهَا ثمَّ يصير حَيْثُ أَرَادَ الله حَتَّى يخرج من الأَرْض فيسير فِيهَا وَهَذَا لَا يمنعهُ عقل وَلَا شرع وَهُوَ ظَاهر الحَدِيث فَوَجَبَ الْمصير إِلَيْهِ والفرات بِالتَّاءِ الممدودة فِي الْخط وصلا ووقفا وَمن قَالَه بِالْهَاءِ فقد أَخطَأ آخر مَا عَلَيْهِم روى بِالنّصب على الظّرْف وبالرفع على تَقْدِير ذَلِك آخر مَا عَلَيْهِم من دُخُوله قَالَ صَاحب مطالع الْأَنْوَار وَالرَّفْع أوجه أصَاب الله بك أَرَادَ بِهِ الْفطْرَة وَالْخَيْر وَالْفضل وَمن وُرُود أصَاب بِمَعْنى أَرَادَ قَوْله تَعَالَى تجْرِي بأَمْره رخاء حَيْثُ أصَاب أمتك على الْفطْرَة مُبْتَدأ وَخبر أَي أَنهم أَتبَاع لَك وَقد أصبت الْفطْرَة فهم يكونُونَ عَلَيْهَا مراق الْبَطن بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الْقَاف مَا سفل من الْبَطن ورق من جلده قَالَ الْجَوْهَرِي وَلَا وَاحِد لَهَا.

     وَقَالَ  صَاحب الْمطَالع وَاحِدهَا مرق

رقم الحديث 165 [165] طوال بِضَم الطَّاء وَتَخْفِيف الْوَاو بِمَعْنى طَوِيل شنُوءَة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة ثمَّ نون ثمَّ وَاو ثمَّ همزَة ثمَّ هَاء وَقد يشدد بدل الْهمزَة قَبيلَة مَعْرُوفَة وَقد سموا بذلك لأَنهم تشانأوا وتباعدوا.

     وَقَالَ  عِيسَى جعد قَالَ النَّوَوِيّ فِي أَكثر الرِّوَايَات أَنه سبط الرَّأْس فَقَالَ الْعلمَاء المُرَاد بالجعودة هُنَا جعودة الْجِسْم وَهُوَ اجتماعه واكتنازه وَلَيْسَ المُرَاد جعودة الشّعْر مَرْبُوع هُوَ الرجل بَين الرجلَيْن فِي الْقَامَة لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا بالقصير الحقير مُوسَى بن عمرَان عَلَيْهِ السَّلَام رجل آدم طوال جعد قَالَ صَاحب التَّحْرِير أَحدهمَا مَا تقدم فِي عِيسَى وَهُوَ اكتناز الْجِسْم وَالثَّانِي جعودة الشّعْر قَالَ وَالْأول أصح لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي رِوَايَة أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح أَنه رجل الشّعْر قَالَ النَّوَوِيّ والمعنيان جائزان فِيهِ وَيكون جعودة الشّعْر على الْمَعْنى الثَّانِي لَيست جعودة القطط بل مَعْنَاهَا أَنه بَين القطط والسبط سبط الرَّأْس بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وَيجوز إسكانها مَعَ كسر السِّين وَفتحهَا وَالشعر السبط هُوَ المسترسل لَيْسَ فِيهِ تكسر وأري مَالِكًا بِضَم الْهمزَة وَكسر الرَّاء ونائب الْفَاعِل ضمير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالكا بِالنّصب وَفِي أَكثر الْأُصُول بِالرَّفْع وَهُوَ لحن قَالَ النَّوَوِيّ وَيُمكن تَوْجِيهه بِأَنَّهُ مَنْصُوب وَلَكِن أسقطت ألف مَالك فِي الْكِتَابَة وَهَذَا يَفْعَله المحدثون كثيرا فيكتبون سَمِعت أنسا بِغَيْر ألف ويقرءونه بِالنّصب وَعند البُخَارِيّ رَأَيْت مَالِكًا فَلَا تكن فِي مرية من لِقَائِه قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الاستشهاد بِالْآيَةِ من اسْتِدْلَال بعض الروَاة

رقم الحديث 166 [166] كَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى قَالَ القَاضِي أَكثر الرِّوَايَات فِي وصف الْأَنْبِيَاء تدل على أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى ذَلِك لَيْلَة أسرِي بِهِ وَقد صرح بِهِ فِي رِوَايَة أبي الْعَالِيَة عَن بن عَبَّاس وَابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة وَله جؤار بِضَم الْجِيم وبالهمز رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ قَالَ القَاضِي فَإِن قيل كَيفَ يحجون ويلبون وهم أموات فَالْجَوَاب إِنَّهُم أفضل من الشُّهَدَاء وَالشُّهَدَاء أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَلَا يبعد أَن يحجوا ويصلوا كَمَا ورد فِي الحَدِيث الآخر وَأَن يتقربوا إِلَى الله بِمَا اسْتَطَاعُوا لأَنهم وَإِن كَانُوا قد توفوا فَإِنَّهُم فِي هَذِه الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ دَار الْعَمَل حَتَّى إِذا فنيت مدَّتهَا وتعقبتها الْآخِرَة الَّتِي هِيَ دَار الْجَزَاء انْقَطع الْعَمَل وَيحْتَمل أَن تكون هَذِه رُؤْيَة مَنَام فِي غير الْإِسْرَاء وَأَنه رأى حَالهم الَّتِي كَانَت فِي حياتهم ومثلوا لَهُ أَو أَنه أخبر عَن مَا أُوحِي إِلَيْهِ من أَمرهم وَإِن لم يرهم رُؤْيَة عين ثنية هرشي بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء وشين مُعْجمَة وَالْقصر جبل على طَرِيق الشَّام وَالْمَدينَة قريب من الْجحْفَة جعدة أَي مكتنزة اللَّحْم خطام بِكَسْر الْخَاء الْحَبل الَّذِي يُقَاد بِهِ الْبَعِير خلبة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَلَام سَاكِنة وتضم وباء مُوَحدَة أولفت بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْفَاء ومثناة فوقية وَضبط أَيْضا بِفَتْح اللَّام مَعَ سُكُون الْفَاء وَفتحهَا لِيف خلبة رُوِيَ بتنوين لِيف وإضافته وخلبة على التَّنْوِين بدل أَو بَيَان فَذكرُوا الدَّجَّال فَقَالَ إِنَّه مَكْتُوب أَي فَقَالَ قَائِل من الْحَاضِرين وَفِي الْجمع لعبد الْحق فَقَالُوا وَهُوَ أوضح إِذا انحدر كَذَا فِي الْأُصُول وَأنْكرهُ بَعضهم.

     وَقَالَ  الصَّوَاب إِذْ ظرف للماضي

رقم الحديث 167 [167] ضرب بِإِسْكَان الرَّاء الرجل بَين الرجلَيْن فِي كَثْرَة اللَّحْم وقلته دحْيَة بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا

رقم الحديث 168 [168] مُضْطَرب هُوَ الطَّوِيل غير الشَّديد وَهُوَ ضد جعد اللَّحْم مكتنزه رجل الرَّأْس بِكَسْر الْجِيم أَي رجل الشّعْر ربعَة بِسُكُون الْبَاء وَيجوز فتحهَا ديماس بِكَسْر الدَّال وَسُكُون التَّحْتِيَّة وسين مُهْملَة يَعْنِي حَماما قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا فسره الرَّاوِي وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة أَن الديماس السرب وَلَكِن فِي الصِّحَاح قَوْله خرج من ديماس يَعْنِي فِي نضارته وَكَثْرَة مَاء وَجهه كَأَنَّهُ خرج من كن