فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: هل يخرج من المسجد لعلة؟

باب هَلْ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ لِعِلَّةٍ؟
هذا ( باب) بالتنوين ( هل يخرج) الرجل ( من المسجد) بعد إقامة الصلاة ( لعلة) كحدث.

نعم يخرج كما دلّ عليه حديث الباب وقول أبي هريرة المروي في مسلم وغيره في رجل خرج من المسجد بعد الأذان.
أما هذا فقد عصى أبا القاسم مخصوص بمن ليست له ضرورة لحديثه المرفوع المروي في الأوسط ولفظه: لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلاّ لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق.


[ قــ :621 ... غــ : 639 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ: "رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَعُدِّلَتِ

الصُّفُوفُ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلاَّهُ انْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ، انْصَرَفَ قَالَ: عَلَى مَكَانِكُمْ.
فَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً وَقَدِ اغْتَسَلَ".

وبالسند قال ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله) بن يحيى القرشي الأويسي ( قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد) بسكون العين ابن إبراهيم الزهري المدني نزيل بغداد ( عن صالح بن كيسان) بفتح الكاف المدني ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري التابعي ( عن أبي سلمة) بفتح اللام ابن عبد الرحمن التابعي ( عن أبي هريرة) رضي الله عنه ( أن رسول الله) وللأصيلي أنّ النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج) من الحجرة ( و) الحال أنه ( قد أقيمت الصلاة) بإذنه ( وعدلت الصفوت) أي سوّيت ( حتى إذا قام) عليه الصلاة والسلام ( في مصلاه انتظرنا أن يكبر) تكبيرة الإحرام، والجملة حالية وجواب إذا الشرطية قوله ( انصرف) إلى الحجرة قبل أن يكبر، وأن مصدرية، أي انتظرنا تكبيره ( قال) وللأصيلي وقال ( على مكانكم) أي اثبتوا على مكانكم ( فمكثنا على هيئتنا) بفتح الهاء وسكون المثناة التحتية وفتح الهمزة، أي الصورة التي كنا عليها من القيام في الصفوف المسواة، وللكشميهني هيئتنا بكسر الهاء وسكون التحتية وفتح النون من غير همز الرفق، والأولى أوجه ( حتى خرج) عليه الصلاة والسلام ( إلينا) من الحجرة حال كونه ( ينطف) بكسر الطاء وضمها أي يقطر ( رأسه ماء) قليلاً قليلاً، وماء نصب على التمييز ( و) الحال أنه ( قد اغتسل) .

زاد الدارقطني من وجه آخر عن أبي هريرة فقال: إني كنت جنبًا فنسيت أن أغتسل.

ورواة هذا الحديث الستة مدنيون، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلّف في باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب فخرج كما هو ولا يقيم من كتاب الغسل، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي.