فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها

باب تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ الإِقَامَةِ وَبَعْدَهَا
( باب تسوية الصفوف عند الإقامة) للصلاة ( وبعدها) قبل الشروع في الصلاة.


[ قــ :696 ... غــ : 717 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ».

وبالسند قال: ( حدّثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك) الطيالسي ( قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاح ( قال: أخبرني) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد فيهما ( عمرو بن مرة) بفتح العين في الأول وضم الميم وتشديد الراء في الثاني، الجهني الكوفي الأعمى ( قال: سمعت سالم بن أبي الجعد) بفتح الجيم

وسكون العين ( قال: سمعت النعمان بن بشير) بفتح الموحدة وكسر المعجمة ( يقول، قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
والله ( لتسون) بضم التاء وفتح السين وضم الواو المشددة وتشديد النون المؤكدة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: لتسوون بواوين والنون للجمع ( صفوفكم) باعتدال القائمين بها على سمت واحد، أو بسد الخلل فيها ( أو ليخالفن الله) بالرفع على الفاعلية وفتح اللام الأولى المؤكدة وكسر الثانية وفتح الفاء، أي: ليوقعن الله المخالفة ( بين وجوهكم) بتحويلها عن مواضعها إن لم تقيموا الصفوف جزاءً وفاقًا.

ولأحمد من حديث أبي أمامة: لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه.
أو المراد وقوع العداوة والبغضاء، واختلاف القلوب، واختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن.

وفي رواية أبي ذر وغيره بلفظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم، أو المراد: تفترقون فيأخذ كل واحد وجهًا غير الذي يأخذه صاحبه، لأن تقدم الشخص على غيره مظنة للكبر المفسد للقلب الداعي للقطيعة، وعزى هذا الأخير للقرطبي.

واحتج ابن حزم للقول بوجوب التسوية بالوعيد المذكور، لأنه يقتضيه.

لكن قوله في الحديث الآخر: فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، يصرفه إلى السُّنَّة، وهو مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك، فيكون الوعيد للتغليظ والتشديد.




[ قــ :697 ... غــ : 718 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي».
[الحديث 718 - طرفاه في: 719، 75] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) بفتح الميمين، عبد الله بن عمرو المنقري المقعد ( قال: حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد البصري ( عن عبد العزيز) ولأبي ذر زيادة: ابن صهيب ( عن أنس) وللأصيلي زيادة: ابن مالك، رضي الله عنه ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( أقيموا الصفوف) أي عدّلوها ( فإني أراكم) بقوة إبصار يدرك بها، ولا يلزم رؤيتنا ذلك أو يريد: إني أبصركم بعيني المعهودة وأنتم ( خلف ظهري) كما أبصركم وأنتم بين يدي، والفاء للسببية.