فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من خافت القراءة في الظهر والعصر

باب مَنْ خَافَتَ الْقِرَاءَةَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ
( باب من خافت) أي أسرّ ( القراءة) ولأبي ذر والكشميهني بالقراءة ( في) صلاة ( الظهر و) صلاة ( العصر) .


[ قــ :756 ... غــ : 777 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ: "قُلْتُ لِخَبَّابٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ".


وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) بكسر العين، وهو ساقط للأربعة: ( قال: حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن عمارة بن عمير) بضم العين فيهما إلاّ أن الثاني مصغر ( عن أبي معمر) بفتح الميمين وسكون العين بينهما، عبد الله بن سخبرة ( قلت) ولأبوي ذر والوقت والأصيلي وابن عساكر: قال: قلنا ( لخباب) هو ابن الأرت ( أكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ في) صلاة ( الظهر و) صلاة ( العصر) غير الفاتحة؟ إذ لا شك في قراءتها ( قال) خباب: ( نعم) كان يقرأ فيهما.
( قلنا) له: ( من أين علمت) ذلك؟ ( قال: باضطراب لحيته) الكريمة، أي بحركتها.

واستدلّ به البيهقي على أن الإسرار بالقراءة لا بدّ فيه من إسماع المرء نفسه، وذلك لا يكون إلا بتحريك اللسان بالشفتين بخلاف ما لو أطبق شفتيه وحرك لسانه، فإنه لا تضطرب بذلك لحيته، فلا يسمع نفسه.
اهـ.

قاله في الفتح وفيه نظر لا يخفى.