فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إتمام التكبير في السجود

باب إِتْمَامِ التَّكْبِيرِ فِي السُّجُودِ
( باب إتمام التكبير في السجود) بأن يبتدئ به من انتقال القيام إلى السجود حتى يقع راؤه فيه، كما مرّ في الركوع، مع بقية الاحتمالات فيه.


[ قــ :765 ... غــ : 786 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- أَنَا وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فَقَالَ: قَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَوْ قَالَ- لَقَدْ صَلَّى بِنَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدّثنا أبو النعمان) محمد بن الفضل السدوسي ( قال: حدّثنا حماد) هو ابن زيد ( عن غيلان بن جرير) بفتح الغين المعجمة والجيم ( عن مطرف بن عبد الله) بن الشخير ( قال: صليت خلف علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنا وعمران بن حصين، فكان) عليّ ( إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه) من السجود ( كبّر، وإذا نهض من الركعتين كبّر) خصّ ذكر السجود والرفع والنهوض من الركعتين هنا، وعمّم في رواية أبي العلاء إشعارًا بأن هذه المواضع الثلاثة هي التي كان يترك التكبير فيها حتى تذكرها عمران بصلاة عليّ، ( فلما قضى الصلاة) أي فرغ منها ( أخذ بيدي) بالإفراد ( عمران بن حصين، فقال: قد) وللكشميهني والأصيلي: لقد ( ذكرني هذا) أي علي ( صلاة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لأنه كان يكبر في جميع انتقالاته ( أو قال: لقد صلّى بنا صلاة محمد عليه الصلاة والسلام) شك من حماد أو غيره من الرواة.




[ قــ :766 ... غــ : 787 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "رَأَيْتُ رَجُلاً عِنْدَ الْمَقَامِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَإِذَا قَامَ وَإِذَا وَضَعَ.
فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: أَوَ لَيْسَ تِلْكَ صَلاَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ أُمَّ لَكَ"؟ [الحديث 787 - طرفه في: 788] .

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن عون) بفتح العين فيهما وآخر الثاني نون، ابن أوس ( قال: حدّثنا هشيم) بضم الهاء وفتح المعجمة، ابن بشير السلميّ الواسطي، كالذي قبله ( عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة، حفص بن أبي وحشية الواسطي ( عن عكرمة) مولى ابن عباس ( قال: رأيت رجلاً) هو أبو هريرة، كما في الأوسط للطبراني ( عند المقام) بمكة، حال كونه ( يكبر) في صلاة الظهر كما في مستخرج أبي نعيم، ولابن عساكر: فكبر بالفاء على صيغة الماضي ( في كل

خفض ورفع وإذا قام وإذا وضع، فأخبرت ابن عباس رضي الله عنهما، قال)
: ولأبي ذر وابن عساكر: فقال مستفهمًا، بالهمزة استفهام إنكار، للإنكار المذكور، ومقتضاه الإثبات، لأن نفي النفي إثبات، ( أو ليس تلك صلاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا أم لك) ؟ كلمة ذم تقولها العرب عند الزجر ذمّه حيث جهل هذه السُنّة.

وفي هذا الحديث: التحديث والعنعنة والقول، وثلاثة من رواته واسطيون على التوالي.