فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد


[ قــ :895 ... غــ : 923 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِمَالٍ -أَوْ سَبْيٍ- فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالاً وَتَرَكَ رِجَالاً.
فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنْ أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ، فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ" فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُمْرَ النَّعَمِ.
تَابَعَهُ يُونُسُ.
[الحديث 923 - طرفاه في: 3145، 7535] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن معمر) بفتح الميمين وبينهما عين مهملة ساكنة، البصري القيسي، المعروف بالبحراني ( قال: حدّثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل ( عن جرير بن حازم) بفتح الجيم وبالراءين في الأوّل، والحاء المهملة والزاي في الثاني ( قال: سمعت الحسن) البصري ( يقول: حدّثنا عمرو بن تغلب) بفتح العين وسكون الميم في الأوّل، وبفتح المثناة الفوقية ثم غين معجمة ساكنة غلام مكسورة فموحدة، غير مصروف، العبدي التميمي البصري، رضي الله عنه، ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتي بمال) بضم الهمزة ( أو سبي) بسين مهملة مع حذف الموحدة في أوّله، وللكشميهني: بسبي، بإثباتها، ولأبي الوقت: شيء، بشين معجمة آخره همزة مع حذف الموحدة، ولأبي ذر وابن عساكر، عن الحموي والمستملي: بشيء، بالموحدة والمعجمة والهمزة ( فقسمه) عليه الصلاة والسلام ( فأعطى رجالاً، وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( عتبوا) على ترك ( فحمد الله) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما بلغه ذلك ( ثم أثنى) ولأبي ذر في نسخة: وأثنى ( عليه) تعالى بما هو أهله ( ثم قال) :
( أما بعد) أي: بعد حمد الله والثناء عليه.

( فوالله إني لأعطي) بلام بعدها همزة مضمومة ثم عين ساكنة ثم طاء مكسورة، بلفظ المتكلم، لا بلفظ المجهول من الماضي، ولابن عساكر: إني أعطي ( الرجل، وأدع الرجل) الآخر فلا أعطيه،

( والذي أدع أحبّ إليّ من الذي أعطي) ، عائد الموصول محذوف، ( ولكن) ، ولأبي الوقت، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي ذر، عن الكشميهني: ولكني ( أعطي أقوامًا لما أرى) من نظر القلب، لا من نظر العين، ( في قلوبهم من الجزع) ، بالتحريك، ضدّ: الصبر ( والهلع) بالتحريك أيضًا: أفحش الفزع ( وأكِل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى) النفسي ( والخير) الجبلي الداعي إلى الصبر والتعفّف عن المسألة والشره ( فيهم: عمرو بن تغلب) .

قال عمرو: ( فوالله، ما أحب أن لي بكلمة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ، الباء في: بكلمة، للبدل، وتسمى: باء المقابلة.
أي: ما أحب أن لي بدل كلمته عليه الصلاة والسلام ( حمر النعم) بضم الحاء المهملة وتسكين الميم، وكيف لا { وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17] .

ورواة هذا الحديث كلهم بصريون، وفيه التحديث والعنعنة والسماع والقول، وهو من أفراده، وأخرجه أيضًا في الخمس، وفي: التوحيد.

ووقع في بعض الأصول هنا زيادة ساقطة في رواية أبوي ذر والوقت، والأصيلي وابن عساكر، وهي: ( تابعه يونس) أي ابن عبيد بن دينار العبدي البصري، فيما وصله أبو نعيم، في مسند يونس بن عبيد له، بإسناده عن الحسن، عن عمرو بن تغلب.




[ قــ :896 ... غــ : 94 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ.
فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ.
فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَىَّ مَكَانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا».
تَابَعَهُ يُونُسُ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة ( قال: حدّثنا الليث) بن سعد ( عن عقيل) بضم العين، هو ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عروة) بن الزبير ( أن عائشة) رضي الله تعالى عنها ( أخبرته أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج ذات ليلة) ولأبي ذر وابن عساكر: خرج ليلة، فأسقط لفظ ذات ( من جوف الليل، فصلّى في المسجد، فصلّى رجال بصلاته) مقتدين بها.

( فأصبح الناس) أي دخلوا في الصباح فأصبح تامة غير محتاجة لخبر ( فتحدثوا) بذلك، ولأحمد من رواية ابن جريج عن ابن شهاب: فلما أصبح تحدثوا أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلّى في المسجد من جوف الليل، ( فاجتمع) في الليلة الثانية ( أكثر منهم) برفع أكثر فاعل اجتمع وقول الكرماني بالنصب،

وفاعل اجتمع ضمير الناس، تعقبه البرماوى بأن ضمير الجمع يجب بروزه، ( فصلوا معه) عليه الصلاة والسلام.

( فأصبح الناس فتحدثوا) بذلك ( فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إليهم وصلّى ( فصلوا بصلاته) مقتدين بها ( فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله) فلم يأتهم، ( حتى خرج) عليه الصلاة والسلام ( لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر، أقبل على الناس) بوجهه الكريم، ( فتشهد) في صدر الخطبة ( ثم قال) :
( أما بعد فإنه لم يخف عليّ مكأنكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم) صلاة الليل ( فتعجزوا عنها) بجيم مكسورة مضارع عجز بفتحها، أي فتتركوها مع القدرة.

وليس المراد العجز الكلي، فإنه يسقط التكليف من أصله.

وزاد ابن عساكر هنا: قال أبو عبد الله، أي البخاري: ( تابعه) أي عقيلاً ( يونس) بن يزيد الأيلي، فرواه عن ابن شهاب مما وصله مسلم.




[ قــ :897 ... غــ : 95 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاَةِ فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ الْعَدَنِيُّ عَنْ سُفْيَانَ فِي "أَمَّا بَعْدُ".
[الحديث 95 - أطرافه في: 1500، 597، 6636، 6979، 7174، 7197] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) ، الحكم بن نافع ( قال: أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن) ابن شهاب ( الزهري، قال: أخبرني) بالإفراد ( عروة) بن الزبير ( عن أبي حميد) عبد الرحمن ( الساعدي أنه أخبره أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قام عشية بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال) :
( أما بعد) ...
كذا ساقه هنا مختصرًا، وفي الإيمان والنذور مطوّلاً، وفيه قصة ابن اللتبية لما استعمله عليه الصلاة والسلام على الصدقة، فقال: هذا لي، وهذا لكم.
فقام عليه الصلاة والسلام على المنبر، فقال: "أما بعد ... " إلخ.

وأخرجه مسلم في المغازي، وأبو داود في الخراج.

( تابعه) أي: الزهري ( أبو معاوية) محمد بن خازم، بالخاء والزاي المعجمة، الضرير الكوفي، مما وصله مسلم في المغازي، ( وأبو أسامة) حماد بن أسامة، مما وصله مسلم أيضًا، والمؤلّف باختصار

في الزكاة، ( عن هشام) هو ابن عروة ( عن أبيه) عروة، ( عن أبي حميد) ولأبوي ذر والوقت، والأصيلي زيادة: الساعدي ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال) : ( أما بعد) .

( تابعه العدني) محمد بن يحيى ( عن سفيان) بن عيينة ( في) قوله:
( أما بعد) .
فقط، لا في تمام الحديث.

وسقط: في أما بعد، عند أبي ذر والأصيلي.




[ قــ :898 ... غــ : 96 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ".
تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
[الحديث 96 - أطرافه في: 3110، 3714، 379، 3767، 530، 578] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدّثني) بالإفراد ( علي بن حسين) بضم الحاء، ولأبي ذر: ابن الحسين، أي: ابن علي بن أبي طالب، الملقب: بزين العابدين، المتوفى سنة أربع وتسعين، ( عن المسور بن مخرمة) بكسر الميم ثم مهملة في الأول، وفتحها ثم معجمة ساكنة فراء مفتوحة في الثاني، ( قال: قام رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فسمعته حين تشهد يقول) :
( أما بعد) ...
هو طرف من حديث المسور، في قصة خطبة علي بن أبي طالب بنت أبي جهل، الآتي إن شاء الله تعالى؛ في: المناقب، مع مباحثه.

( تابعه الزبيدي) بضم الزاي مصغرًا، محمد بن الوليد ( عن) ابن شهاب ( الزهري) ، فيما وصله الطبراني في مسند الشاميين.




[ قــ :899 ... غــ : 97 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "صَعِدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِنْبَرَ وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِلَىَّ.
فَثَابُوا إِلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَذَا الْحَىَّ مِنَ الأَنْصَارِ يَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ.
فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُرَّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئهِمْ".
[الحديث 97 - طرفاه في: 368، 3800] .

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل بن أبان) بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة وبعد الألف نون، الوراق الأزدي الكوفي ( قال: حدّثنا ابن الغسيل) بفتح المعجمة، عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة، غسيل الملائكة، لما استشهد بأحد جنبًا، ( قال: حدّثنا عكرمة) مولى ابن عباس، ( عن ابن عباس رضي الله عنهما قال) : ( صعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المنبر، وكان) ذلك ( آخر مجلس جلسه، متعطفًا)

مرتديًا ( ملحفة) بكسر الميم وسكون اللام وفتح الحاء، إزارًا كبيرًا ( على منكبيه) بفتح الميم وكسر الكاف مع التثنية، وللأصيلي، وأبوي ذر والوقت: منكبه بالإفراد، ( قد عصب رأسه) بتخفيف الصاد، أي: ربطها ( بعصابة) أي: بعمامة ( دسمة) بفتح أوله وكسر السين المهملة، سوداء أو كلون الدسم، كالزيت من غير أن يخالطها دسم، أو متغيرة اللون من الطيب والغالية، ( فحمد الله) تعالى ( وأثنى عليه، ثم قال) :
( أيها الناس) ، تقربوا ( إلي) ( فثابوا) بالمثلثة بعد الفاء وبموحدة بعد الألف، أي اجتمعوا ( إليه، ثم قال) :
( أما بعد، فإن هذا الحي من الأنصار) الذين نصروه عليه الصلاة والسلام من أهل المدينة ( يقلون) بفتح أوله وكسر ثانيه ( ويكثر الناس) هو من إخباره عليه الصلاة والسلام بالمغيبات، فإن الأنصار قلّوا، وكثر الناس كما قال: ( فمن ولي شيئًا من أمة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستطاع أن يضرَّ فيه) أي: في الذي وليه ( أحدًا أو ينفع فيه أحدًا فليقبل من محسنهم) الحسنة ( ويتجاوز) بالجزم، عطفًا على السابق.
أي: يعف ( عن مسيئهم) أي: السيئة، أي: في غير الحدود.
ومسيئهم بالهمز، وقد تبدل ياء مشددة.

وشيخ المؤلّف من أفراده، وهو كوفي، وبقية الرواة مدنيون، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه أيضًا في: علامات النبوة، وفضائل الأنصار.