فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: كيف الإشعار للميت؟

باب كَيْفَ الإِشْعَارُ لِلْمَيِّتِ؟
وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخِرْقَةُ الْخَامِسَةُ يُشُدُّ بِهَا الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكَيْنِ تَحْتَ الدِّرْعِ.

هذا ( باب) بالتنوين ( كيف الإشعار للميت؟) والشعار: ما يلي الجسد، والدثار ما فوقه.


( وقال الحسن) البصري، مما وصله ابن أبي شيبة نحوه، كما قاله في الفتح: ( الخرقة والخامسة) من أكفان المرأة الخمسة ( يشد) الغاسل، وفي اليونينية بالفوقية ( بها الفخذين والوركين) بنصبهما على المفعولية، والفاعل الضمير في: يشد، المقدر بالغاسل.
وللأصيلي، وأبي الوقت: يشد بضم أوّله مبنيًا للمفعول، الفخذان والوركان برفعهما مفعولان نابا عن الفاعل.
( تحت الدرع) بكسر الدال وهو: القميص.


[ قــ :1214 ... غــ : 1261 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ "جَاءَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها-امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ اللاَّتِي بَايَعْنَ- قَدِمَتِ الْبِصْرَةَ تُبَادِرُ ابْنًا لَهَا فَلَمْ تُدْرِكْهُ، فَحَدَّثَتْنَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي.
قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا أَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ".
وَلاَ أَدْرِي أَيُّ بَنَاتِهِ.
وَزَعَمَ أَنَّ الإِشْعَارَ الْفُفْنَهَا فِيهِ.
وَكَذَلِكَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَأْمُرُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُشْعَرَ وَلاَ تُؤْزَرَ.

وبالسند قال: ( حدّثنا أحمد) غير منسوب، ولابن شبويه، عن الفربري أحمد بن صالح، قال: ( حدّثنا عبد الله بن وهب) ولأبي ذر: حدّثنا ابن وهب، قال: ( أخبرنا ابن جريج) عبد الملك ( أن أيوب) السختياني ( أخبره قال: سمعت ابن سيرين) محمدًا ( يقول) :
( جاءت أم عطية، رضي الله عنها -امرأة من الأنصار) برفع امرأة عطف بيان ( من اللاتي بايعهن-) زاد في رواية أبوي: ذر، والوقت، وابن عساكر في نسخة: النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
( قدمت البصرة) بدل: من جاءت حال كونها ( تبادر ابنًا لها) أي: تسارع المجيء لأجله ( فلم تدركه) إما لأنه مات، أو خرج من البصرة ( فحدثتنا) أي أم عطية ( قالت: دخل علينا النبي) ولأبي ذر: رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ونحن نغسل ابنته، فقال) :
( اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك، وإن رأيتن ذلك، بماء وسدر) الجار يتعلق: باغسلنها ( واجعلن في) الغسلة ( الآخرة كافورًا.
فإذا فرغتن فآذنني قالت)
أم عطية: ( فلما فرغنا، ألقى إلينا حقوه) بفتح الحاء وقد تكسر إزاره.
( فقال: أشعرنها إياه) بقطع همزة أشعرنها أي اجعلنه شعارًا لها.

قال أيوب: ( ولم يزد) أي: ابن سيرين، وللأصيلي: ولم تزد، بالمثناة الفوقية، أي: أم عطية ( على ذلك) بخلاف حفصة أخته، فإنها زادت في روايتها عن أم عطية أشياء منها البداءة بميامنها ومواضع الوضوء.

قال أيوب: ( ولا أدري أي بناته) عليه الصلاة والسلام كانت المغسولة فأي: مبتدأ محذوف الخبر، ولا ينافي هذا تسمية الآخر لها بزينب، لأنه علم ما لم يعلمه أيوب.


( وزعم) أي: أيوب ( أن الإشعار) في قوله في الحديث: أشعرنها، معناه ( الففنها فيه) .
قال أيوب ( وكذلك كان ابن سيرين) محمد، وكان أعلم التابعين بعلم الموتى ( يأمر بالمرأة أن تشعر) بضم أوله وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول، أي: تلف ( ولا تؤزر) بضم التاء وسكون الهمزة وفتح الراء، مبنيًّا للمفعول، أيضًا: أي: لا يجعل الشعار عليها مثل الإزار، لأن الإزار لا يعم البدن، بخلاف الشعار، ولأبي ذر: ولا تأزر بفتح المثناة والهمزة وتشديد الزاي من التأزر.