فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: الإيمان يأرز إلى المدينة

باب الإِيمَانُ يَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ
هذا ( باب) بالتنوين ( الإيمان يأرز إلى المدينة) بهمزة ساكنة وراء مكسورة ثم زاي كضرب يضرب أي ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض فيها.
وحكى القابسي فتح الراء من باب علم يعلم وحكى ضمها من باب نصر ينصر.


[ قــ :1790 ... غــ : 1876 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا».

وبالسند قال: ( حدّثنا إبراهيم بن المنذر) هو إبراهيم بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة الحزامي قال: ( حدّثنا أنس بن عياض) أبو ضمرة الليثي المدني ( قال: حدثني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين مصغرًا ابن عمر العمري ( عن) خاله ( خبيب بن عبد الرحمن) بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأولى ( عن حفص بن عاصم) بن عمر بن الخطاب ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( إن الإيمان ليأرز) اللام في ليأرز للتوكيد أي أن أهل الإيمان لتنضم وتجتمع ( إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها) أي كما تنتشر الحية من حجرها في طلب ما تعيش به فإذا راعها شيء رجعت إلى حجرها كذلك الإيمان انتشر من المدينة فكل مؤمن له من نفسه سائق إليها لمحبته في ساكنها صلوات الله وسلامه عليه، وهذا شامل لجميع الأزمنة.
أما زمنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فللتعلم منه، وأما زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم فللاقتداء بهديهم، وأما بعدهم فلزيارة قبره المنيف، والصلاة في مسجده الشريف، والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه رزقني الله ذلك، والممات على محبته هنالك.
يا

سيدي يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربك في ذلك وفي جميع أموري، اللهم شفّعه فيّ وفي سلفي.

وهذا الحديث رواه مسلم في الإيمان وابن ماجة في الحج والله أعلم.