فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث

باب مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الإِمَامِ أَوِ الْمُحَدِّث
( باب من برك) بفتحتين وتخفيف الراء.


[ قــ :93 ... غــ : 93 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ: أَبُوكَ حُذَافَةُ.
ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي».
فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَبِيًّا، فَسَكَتَ.
[الحديث 93 - أطرافه في: 540، 749، 4621، 6362، 6468، 6486، 7089، 7090، 7091، 7294، 7295] .

وبالسند إلى المصنف قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع ( قال: أخبرنا) وللأصيلي حدّثنا ( شعيب) هو ابن أبي حمزة بالمهملة والزاي ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( قال: أخبرني)

بالتوحيد ( أنس بن مالك) رضي الله عنه ( أن رسول الله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج) فسئل فأكثروا عليه فغضب فقال: سلوني ( فقام عبد الله بن حذافة) السهمي المهاجري أحد الذين أدركوا بيعة الرضوان ( فقال) يا رسول الله ( من أبي؟ فقال) عليه الصلاة والسلام وفي رواية قال: من أبي؟ ( فقال: أبوك حذافة) وفي مسلم أنه كان يدعى لغير أبيه ولما سمعت أمه سؤاله قالت: ما سمعت بابن أعقّ منك أأمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف نساء الجاهلية تفضحها على أعين الناس.
فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به ( ثم أكثر) بالمثلثة ( أن يقول) عليه الصلاة والسلام ( سلوني فبرك) بفتح الموحدة والراء المخففة ( عمر) رضي الله عنه ( على ركبتيه) يقال برك البعير إذ ستناخ واستعمل في الآدمي على طريق المجاز غير المقيد وهو أن يكون في حقيقته مقيدًا فيستعمل في الأعمّ بلا قيد كالمشفر لشفة البعير فيستعمل لمطلق الشفة فيقال: زيد غليظ المشفر ( فقال) عمر رضي الله عنه بعد أن برك على ركبتيه تأدبًّا وإكرامًا لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وشفقة على السلمين: ( رضينا بالله ربًَّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نبيَّا) فرضي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذلك، ( فسكت) وفي بعض الروايات فسكن غضبه بدل فسكت.