فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: هل يدرأ المعتكف عن نفسه

باب هَلْ يَدْرَأُ الْمُعْتَكِفُ عَنْ نَفْسِهِ؟
هذا ( باب) بالتنوين ( هل يدرأ) بفتح الياء وسكون الدال المهملة وبعد الراء همزة مضمومة أي هل يدفع ( المعتكف عن نفسه) ؟ بالقول والفعل.


[ قــ :1955 ... غــ : 2039 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -رضي الله عنهما- أَنَّ صَفِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ ح.


وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُخْبِرُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ صَفِيَّةَ -رضي الله عنها- أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ مُعْتَكِفٌ، فَلَمَّا رَجَعَتْ مَشَى مَعَهَا، فَأَبْصَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُ دَعَاهُ فَقَالَ: تَعَالَ، هِيَ صَفِيَّةُ -وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: هَذِهِ صَفِيَّةُ- فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ.
.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَتَتْهُ لَيْلاً؟ قَالَ: وَهَلْ هُوَ إِلاَّ لَيْلاً؟ ".

وبالسند قال: ( حدّثنا إسماعيل بن عبد الله) الأويسي ( قال أخبرني) ولابن عساكر: حدثني بالتوحيد فيهما ( أخي) عبد الحميد بن أبي أويس ( عن سليمان) بن بلال مولى عبد الله بن أبي عتيق ( عن محمد بن أبي عتيق) هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق بن أبي بكر الصديق ( عن ابن شهاب) ولأبي ذر عن الزهري ( عن علي بن الحسين -رضي الله عنهما-) ولأبي ذر وابن عساكر: ابن حسين ( أن صفية) زاد ابن عساكر بنت حيي ( أخبرته) أورده أيضًا كالسابق مختصرًا موصولاً ثم مرسلاً فقال ( ح) .

( حدّثنا) ولأبي ذر وابن عساكر وحدّثنا ( علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال سمعت الزهري يخبر) بسكون المعجمة ( عن علي بن الحسين) ولأبي ذر وابن عساكر ابن حسين ( أن صفية -رضي الله عنها- أتت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو معتكف) في المسجد ( فلما رجعت) إلى منزلها في دار أسامة بن زيد خارج المسجد ( مشى معها) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فأبصره رجل من الأنصار) بالإفراد وفي السابق فلقيه رجلان فقيل محمول على التعدد، وقال في الفتح: إن أحدهما كان تبعًا للآخر أو خص أحدهما بخطاب المشافهة دون الآخر أو أن الزهري كان يشك فيه فتارة يقول رجلان وتارة يقول رجل وقد رواه سعيد بن منصور عن هشيم عن الزهري فلقيه رجل أو رجلان بالشك، ورواه مسلم من وجه آخر من حديث أنس بالإفراد.

( فلما أبصره) عليه الصلاة والسلام ( دعاه فقال تعال) بفتح اللام.

( هي صفية) ( وربما قال سفيان: هذه صفية) ( فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) وفي رواية عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عند ابن حيان ما أقول لكما هذا أن تكونا تظنان شرًا ولكن قد علمت أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى ادم وهذا موضع الترجمة لأن فيه الذب بالقول قال إمامنا الشافعي كما مرّ أن قوله عليه الصلاة والسلام ذك تعليم لنا إذا حدّثنا محارمنا أو نساءنا على الطريق أن نقول هي محرمي حتى لا نتهم أهـ.

وكذا يجوز الذب بالفعل إذ ليس العتكف في ذلك بأشد من المصلي قال علي بن المديني: ( قلت لسفيان) : بن عيينة ( أتته) عليه الصلاة والسلام صفية ( ليلاً قال: وهل) ولأبي ذر قال فهل ( هو إلا ليلاً) ؟ أي وهل وقع الإتيان إلا في الليل، وعند النسائي من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة في نفس الحديث أن صفية أتت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات ليلة وفي غير رواية أبوي ذر والوقت وابن عساكر إلا ليل بالرفع.