فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يتنزه من الشبهات

باب مَا يُتَنَزَّهُ مِنَ الشُّبُهَاتِ
( باب ما يتنزه) بضم أوله أي يجتنب وللكشميهني: ما يكره ( من الشبهات) .


[ قــ :1971 ... غــ : 2055 ]
- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً لأَكَلْتُهَا".

وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَجِدُ تَمْرَةً سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي».
[الحديث 2055 - طرفه في: 2431] .

وبه قال ( حدّثنا قبيصة) بفتح القاف وكسر الموحدة ابن عقبة السوائي قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن طلحة) بن مصرف اليامي الكوفي ( عن أنس رضي الله عنه) أنه ( قال: مرّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بتمرة مسقطة) بضم الميم وسكون السين المهملة وفتح القاف على صيغة المفعول، ولأبي ذر: مسقوطة بفتح الميم وبعد القاف واو أي سافطة ويأتي مفعول بمعنى فاعل كقوله تعالى: { إنه كان وعده ماتيًا} أي آتيًا.
ونسب الحافظ ابن حجر الرواية الأولى لكريمة والأخرى للأكثر ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( لولا أن تكون دقة) وفي نسخة: من صدقة ( لأكلتها) فتركها تنزّها لأجل الشبهة وهو احتمال كونها من الصدقة.

والحديث رواته كوفيون، وأخرجه أيضًا في المظالم ومسلم في الزكاة والنسائي في اللقطة.

( وقال همام) بفتح الهاء وتشديد الميم ابن منبه مما وصله المؤلّف في اللقطة ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( أجد تمرة ساقطة على فراشي) تمامه: "فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها" وقال: أجد بلفظ المضارع استحضارًا للصورة الماضية، وذكره هنا لما فيه من تعيين المحل الذي رأى فيه التمرة وهو الفراش.