فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب غسل الرجلين إلى الكعبين

باب غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
( باب غسل الرجلين إلى الكعبين) في الوضوء.



[ قــ :183 ... غــ : 186 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثَ غَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي ( قال: حدّثنا وهيب) بالتصغير ابن خالد الباهلي ( عن عمرو) بفتح العين ابن يحيى بن عمارة المازني شيخ مالك ( عن أبيه) يحيى بن عمارة بن أبي حسن بفتح الحاء ( قال) :
( شهدت) أي حضرت ( عمرو بن أبي حسن) أخا عمارة وعمّ يحيى بن عمارة وسماه في الرواية السابقة في باب مسح الرأس كله جدًّا مجازًا وليس جدّه لأمه خلافًا لمن زعم ذلك لأن أم عمرو بن يحيى ليست بنتًا لعمرو بن أبي حسن ( سأل عبد الله بن زيد) الأنصاري ( عن وضوء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدعا بتور) بفتح المثناة الفوقية وسكون الواو آخره راء إناء يشرب فيه أو طست أو قدح أو مثل القدر من صفر أو حجارة ( من ماء فتوضأ لهم) أي لأجل السائل وأصحابه ( وضوء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
أي مثل وضوئه وأطلق وضوءه عليه مبالغة ( فأكفأ) بهمزتين أي أفرغ الماء ( على يده من التور) المذكور ( فغسل يديه) بالتثنية قبل أن يدخلهما في التور، وفي رواية فغسل يده بالإفراد على إرادة الجنس ( ثلاثًا) أي ثلاث مرات ( ثم أدخل يده في التور) أيضًا ( فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث) وفي رواية الأصيلي بثلاث ( غرفات) بفتح الغين والراء ويجوز ضمهما وضم الغين مع إسكان الراء وفتحها يمضمض من كل واحدة من الثلاث ثم يستنشق وصححه النووي، أو بثلاث غرفات يتمضمض بها وثلاث يستنشق بها وهي أضعف الصور الخمسة المتقدمة التي ذكروها، والثالثة بغرفة بلا خلط، والرابعة بغرفة مع الخلط، والخامسة الفصل بغرفتين، والسُّنة تحصل بالوصل والفصل قاله في المجموع.
وعطف استنثر على سابقه يدل على تغايرهما كما قاله البرماوي كالكرماني، وتعقب بأن ابن الأعرابي وابن قتيبة جعلاهما واحدًا فلا تغاير، وحينئذ فيكون عطف تفسير.
( ثم أدخل يده) بالإفراد في التور ( فغسل وجهه ثلاثًا) وليس فيه ذكر اشتراط نية الاغتراف من الماء القليل ( ثم غسل يديه) كل واحدة ( مرتين إلى المرفقين) بكسر الميم وفتح الفاء العظم الناتئ في الذراع "وإلى" بمعنى "مع" أي مع المرفقين ( ثم أدخل يده) بالإفراد في الإناء ( فمسح رأسه) كله ندبًا بيديه ( فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه إلى الكعبين) أي معهما وهما العظمان الناتئان عند ملتقى الساق والقدم، وقال مالك الملتصقان بالساق المحاذيان للعقب.