فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا قال رب الأرض: أقرك ما أقرك الله، ولم يذكر أجلا معلوما، فهما على تراضيهما

باب إِذَا قَالَ رَبُّ الأَرْضِ أُقِرُّكَ مَا أَقَرَّكَ اللَّهُ -وَلَمْ يَذْكُرْ أَجَلاً مَعْلُومًا- فَهُمَا عَلَى تَرَاضِيهِمَا
هذا ( باب) بالتنوين ( إذا قال رب الأرض) مالكها للمزارع ( أقرّك) بضم الهمزة ( ما أقرك الله) أي مدّة إقرار الله إياك ( و) الحال أن رب الأرض ( لم يذكر أجلاً معلومًا) أي مدة معلومة ( فهما) أي رب الأرض والمزارع ( على تراضيهما) أي الذي تراضيا عليه.


[ قــ :2241 ... غــ : 2338 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى أَخْبَرَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رضي الله عنهما- أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا فَسَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُقِرَّهُمْ بِهَا أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا، فَقَرُّوا بِهَا حَتَّى أَجْلاَهُمْ عُمَرُ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ".

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن المقدام) بكسر الميم ابن سليمان أبو الأشعث العجلي البصري قال: ( حدّثنا فضيل بن سليمان) بضم أوّلهما النميري قال: ( حدّثنا موسى) بن عقبة قال: ( أخبرنا نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقال عبد الرزاق) بن همام الحميري فيما وصله الإمام أحمد ومسلم: ( أخبرنا ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( قال: حدّثني) بالإفراد ( موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أجلى) بالجيم أي أخرج ( اليهود والنصارى من أرض الحجاز) لأنه لم يكن لهم عهد من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بقائهم في الحجاز دائمًا بل كان موقوفًا على مشيئته والحجاز كما قاله الواقدي من المدينة إلى تبوك ومن المدينة إلى طريق الكوفة، وقال غيره: مكة والمدينة واليمامة ومخالفيها.
وقال ابن عمر مما هو موصول له: ( وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما ظهر) أي غلب ( على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين

ظهر)
أي غلب عليه الصلاة والسلام ( عليها لله ولرسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وللمسلمين) كانت خيبر فتح بعضها صلحًا وبعضها عنوة فالذي فتح عنوة كان جميعه لله ولرسوله وللمسلمين والذي فتح صلحًا كان لليهود ثم صار للمسلمين بعقد الصلح ( وأراد) عليه الصلاة والسلام ( إخراج اليهود منها) أي من خيبر ( فسألت اليهود رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليقرّهم بها) بضم الياء وكسر القاف ونصب الراء ليسكنهم بخيبر ( أن) أي بأن ( يكفّوا عملها) أي بكفاية عمل نخلها ومراعيها والقيام بتعهدها وعمارتها فأن مصدرية ( ولهم نصف الثمر) الحاصل من الأشجار ( فقال لهم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( نقرّكم بها على ذلك) الذي ذكرتموه من كفاية العمل ونصف الثمرة لكم ( ما شئنا) استدلّ به الظاهرية على جواز المساقاة مدة مجهولة.
وأجاب عنه الجمهور بأن المراد أن المساقاة ليست عقدًا مستمرًا كالبيع بل بعد انقضاء مدّتها إن شئنا عقدنا عقدًا آخر وإن شئنا أخرجناكم ( فقروا بها) بفتح القاف وتشديد الراء أي سكنوا بخيبر ( حتى أجلاهم) أخرجهم ( عمر) -رضي الله عنه- منها ( إلى تيماء) بفتح الفوقية وسكون الياء التحتية ممدودًا قرية من أمهات القرى على البحر من بلاد طيئ ( وأريحاء) بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء التحتية وبالحاء المهملة ممدودًا قرية من الشام سميت بأريحاء بن الملك بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وإنما أجلاهم عمر لأنه عليه الصلاة والسلام عهد عند موته أن يخرجوا من جزيرة العرب.

ومطابقة هذا الحديث للترجمة في قوله نقرّكم بها على ذلك ما شئنا.

وهذا الحديث أخرجه موصولاً من طريق فضيل ومعلقًا من طريق ابن جريح وساقه على لفظ الرواية المعلقة، وسيأتي إن شاء الله تعالى لفظ رواية فضيل في كتاب الخمس.