فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من عدل عشرا من الغنم بجزور في القسم

باب مَنْ عَدَلَ عَشْرًا مِنَ الْغَنَمِ بِجَزُورٍ فِى الْقَسْمِ
( باب من عدل عشرًا) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر والأصيلي: عشرة ( من الغنم بجزور في القسم) بفتح القاف.


[ قــ :2399 ... غــ : 2507 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ - رضى الله عنه - قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذِى الْحُلَيْفَةِ مِنْ تِهَامَةَ فَأَصَبْنَا غَنَمًا وَإِبِلاً، فَعَجِلَ الْقَوْمُ فَأَغْلَوْا بِهَا الْقُدُورَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ عَدَلَ عَشْرًا مِنَ الْغَنَمِ بِجَزُورٍ.
ثُمَّ إِنَّ بَعِيرًا نَدَّ وَلَيْسَ فِى الْقَوْمِ إِلاَّ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَحَبَسَهُ بِسَهْمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا.
قَالَ قَالَ: جَدِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْجُو -أَوْ نَخَافُ- أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ فَقَالَ: اعْجَلْ، أَوْ أَرْنِى.
مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوا، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ،.
وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ".

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني ( محمد) غير منسوب وعند ابن شبويه محمد بن سلام قال: ( أخبرنا وكيع) هو ابن الجراح الرؤاسي بضم الراء ثم همزة ثم سين مهملة الكوفي ( عن سفيان) الثوري ( عن أبيه) سعيد بن مسروق الثوري ( عن عباية بن رفاعة) بفتح عين عباية وكسر راء رفاعة ( عن جده رافع بن خديج -رضي الله عنه-) أنه ( قال: كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذي الحليفة من تهامة) خير بقيد تهامة ميقات أهل المدينة ( فأصبنا غنمًا وإبلاً) ولأبوي الوقت وذر: أو إبلاً ( فعجل القوم) بكسر الجيم ( فأغلوا بها) أي بلحوم ما أصابوه ( القدور فجاء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأمر بها) أي بالقدور أن تكفأ ( فكفئت) وللكشميهني.
فكفئت أريقت بما فيها من المرق واللحم زجرًا لهم وقد مر ما فيه من البحث في باب الغنم قريبًا، ( ثم عدل) عليّ رواية فعدل ( عشرًا) ولأبي ذر: عشرة بإثبات تاء التأنيث، لكن قال ابن مالك: لا يجوز إثباتها ( من الغنم بجزور) أي سوّاها به ( ثم إن بعيرًا منها ندّ)

أي هرب ( وليس في القوم إلا خيل يسيرة فرماه رجل) وسقط ضمير النصب لأبي ذر ( فحبسه بسهم) أصابه وفي الرواية السابقة فحبسه الله ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن لهذه البهائم) أي الإبل ( أوابد كأوابد الوحش) كنفراته ( فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا) أي ارموه بالسهم ( قال) عباية ( قال جدي) رافع بن خديج ( يا رسول الله إنّا نرجو أو) قال ( نخاف أن نلقى العدوّ غدًا وليس معنا مدى) جمع مدية أي سكين وإن استعملنا السيوف في الذبح تكلّ عند لقاء العدوّ عن المقاتلة ( أفنذبح بالقصب؟ فقال) ولأبي ذر: قال: ( اعجل) بفتح الجيم ( أو) قال ( أرني) بهمزة مفتوحة وراء ساكنة ونون مكسورة وياء حاصلة من إشباع كسرة النون وليست ياء إضافة على ما لا يخفى، ولأبي ذر: أرن بكسر الراء وسكون النون وهي بمعنى أعجل أي أعجل ذبحها لئلا تموت خنقًا فإن الذبح إذا كان بغير حديد احتاج صاحبه إلى خفة يد وسرعة ( ما أنهر الدم) أراقه بكثرة ( وذكر اسم الله عليه فكلوا) الضمير في فكلوا لا يصح عوده على ما ولا بدّ من رابط يعود على ما من الجملة أو ملابسها فيقدر أي فكلوا مذبوحة ويحتمل أن يقدّر ذلك مضافًا إلى ما ولكنه حذف والتقدير
مذبوح ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ( ليس السن والظفر) نصب على الاستثناء أو أن ليس ناسخة واسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم كما مرّ ( وسأحدّثكم عن) علة ( ذلك أما السن فعظم) يتنجس بالدم وقد نهيتم عن تنجيسه بالاستنجاء لأنه زاد إخوانكم من الجن ( وأما الظفر فمدى الحبشة) ولا يجوز التشبه بهم.
وهذا الحديث قد سبق قريبًا في باب قسمة الغنم.