فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} [آل عمران: 77]

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
( باب قول الله تعالى) ولأبي ذر عز وجل ( { إن الذين يشترون بعهد الله} ) يعتاضون عما عاهدوا الله عليه ( { وأيمانهم} ) الكاذبة ( { ثمنًا قليلاً} ) من حطام الدنيا ( { أولئك لا خلاق} ) لا نصيب ( { لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله} ) بكلام يسرّهم ( { ولا ينظر إليهم} ) نظر رحمة ( { ولا يزكّيهم} ) ولا يطهرهم من الذنوب ( { ولهم عذاب أليم} ) [آل عمران: 77] مؤلم موجع.
قال في الروضة: واستحب الشافعي -رحمه الله- أن يقرأ على الحالف هذه الآية.


[ قــ :2558 ... غــ : 2675 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى -رضي الله عنهما- يَقُولُ: "أَقَامَ رَجُلٌ سِلْعَتَهُ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا مَا لَمْ يُعْطَهَا.
فَنَزَلَتْ: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77] .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ رِبًا خَائِنٌ".

وبه قال ( حدّثنا) بالإفراد ( إسحاق) هو ابن منصور كما جزم به أبو علي الغساني أو ابن راهويه كما جزم به أبو نعيم الأصبهاني قال: ( أخبرنا يزيد بن هارون) بن زاذان أبو خالد الواسطي قال: ( أخبرنا العوّام) بتشديد الواو ابن حوشب قال: ( حدّثني) بالإفراد ( إبراهيم) بن عبد الرحمن ( أبو إسماعيل السكسكي) بسينين مهملتين مفتوحتين بينهما كاف ساكنة وأخرى بعد الثانية مكسورة نسبة إلى السكاسك ابن أشرس ابن كندة الكوفي أنه ( سمع عبد الله بن أبي أوفى) الصحابي ابن الصحابي ( -رضي الله عنهما-) حال كونه ( يقول: أقام رجل) لم يسم ( سلعته) أي روّجها ( فحلف بالله لقد أعطى) بفتح الهمزة والطاء ( بها) أي بدل سلعته ( ما لم يعطها) بكسر الطاء وضم الأول أي يحلف أنه دفع فيها من ماله ما لم يكن دفعه، ولأبوي ذر والوقت: أعطي بها ما لم يعطها بضم الهمزة وكسر الطاء وفتحها في الأخرى، وفي باب ما يكره من الحلف في البيع ما لم يعط بحذف الضمير ( فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاًً} ) [آل عمران: 77] الآية إلى آخرها وهي متضمنة لذمّهم بما ارتكبوه من الأيمان الكاذبة الفاجرة ( وقال) ولأبي ذر قال بحذف الواو ( ابن أبي أوفى) عبد الله بالسند السابق ( الناجش آكل ربا) أي كآكل ربا ( خائن) لكونه غاشًّا وهو خبر بعد خبر.

2676 , 2677 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ -أَوْ قَالَ أَخِيهِ- لَقِيَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً -إلى قوله- عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
فَلَقِيَنِي الأَشْعَثُ فَقَالَ: مَا حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ".

وبه قال؛ ( حدّثنا بشر بن خالد) العسكري أبو محمد الفرائضي نزيل البصرة قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: أخبرنا ( محمد بن جعفر) غندر البصري ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن أبي وائل) شقيق ( عن عبد الله) بن مسعود ( -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( من حلف على يمين) أي على شيء مما يحلف عليه ( كاذبًا ليقتطع) بيمينه ( مال رجل) ولأبوي ذر والوقت مال الرجل بالتعريف ( أو قال) عليه الصلاة والسلام: ( أخيه) بدل رجل شك الراوي ( لقي الله) أي يوم القيامة ( وهو عليه غضبان) بغير صرف والمراد من الغضب لازمه أي يعامله معاملة المغضوب عليه فيعذبه ( وأنزل الله) زاد أبو ذر عز وجل ( تصديق ذلك في القرآن) في سورة آل عمران ( { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً} ) عوضًا يسيرًا ( الآية) زاد أبوا ذر والوقت إلى قوله: { عذابٌ أليمٌ} بالرفع فيهما على الحكاية وزاد أبو الوقت: ولهم، ( فلقيني الأشعث) بن قيس الكندي ( فقال: ما حدّثكم عبد الله) يعني ابن مسعود ( اليوم؟ قلت: كذا وكذا.
قال)
: أي الأشعث ( فيّ أنزلت) أي آية آل عمران { إن الذين يشترون بعهد الله} إلى آخرها.