فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الموصي لوصيه: تعاهد ولدي، وما يجوز للوصي من الدعوى

باب قَوْلِ الْمُوصِي لِوَصِيِّهِ: تَعَاهَدْ وَلَدِي.
وَمَا يَجُوزُ لِلْوَصِيِّ مِنَ الدَّعْوَى
( باب قول الموصي) بكسر الصاد ( لوصيه) الذي أوصى إليه ( تعاهد ولدي) بالنظر في أمره ( وما يجوز للوصي من الدعوى) إذا ادّعى.


[ قــ :2620 ... غــ : 2745 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ.
فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ فَقَالَ: ابْنُ أَخِي قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَىَّ فِيهِ.
فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ.
فَتَسَاوَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ أَخِي، كَانَ عَهِدَ إِلَىَّ فِيهِ.
فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ ابْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ.
ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ احْتَجِبِي مِنْهُ.
لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ".

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) القعنبي ( عن مالك) الإمام الأعظم ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن عروة بن الزبير) بن العوّام ( عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن وليدة زمعة) بفتح الزاي وسكون الميم ولأبي ذر: زمعة بفتح الميم ابن قيس العامري ولم تسم الوليدة وأما ولدها فاسمه عبد الرحمن ( مني) أي ابني ( فاقبضه إليك) بكسر الموحدة ( فلما كان عام الفتح) بالرفع اسم كان ولأبي ذر عام بالنصب بتقدير في ( أخذه سعد فقال: ابن أخي) أي هذا ابن أخي ( قد كان عهد إليّ فيه، فقام عبد بن زمعة) بسكون الميم ولأبي ذر بفتحها ( فقال: أخي) أي هذا أخي ( وابن أمة أبي) زمعة ( ولد على فراشه) من أمته المذكورة ( فتساوقا) أي تماشيا ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال سعد: يا رسول الله ابن أخي) أي هذا عبد الرحمن ابن أخي ( كان عهد إليّ فيه) أنه ابنه ( فقال عبد بن زمعة) بسكون الميم وفتحها لأبي ذر هو ( أخي وابن وليدة أبي) زمعة ( وقال) بالواو ولأبي ذر فقال ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( هو) أي عبد الرحمن ( لك) أخ ( يا عبد بن زمعة) بنصب ابن ( الولد للفراش) أي لصاحبه ( وللعاهر) أي الزاني ( الحجر) الخيبة ( ثم قال) عليه الصلاة والسلام ( لسودة بنت زمعة) أم المؤمنين -رضي الله عنها-: ( احتجبي منه) أي من عبد الرحمن ( لما رأى من شبهه بعتبة) أي ابن أبي وقاص ( فما رآها) عبد الرحمن ( حتى لقي الله) تعالى، والأمر بالاحتجاب للندب والاحتياط وإلاّ فقد ثبت نسبه وأخوته لها في ظاهر الشرع والحديث قد سبق مرارًا.