فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب حفر الخندق

باب حَفْرِ الْخَنْدَقِ

[ قــ :2707 ... غــ : 2835 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "جَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ وَيَقُولُونَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا ... عَلَى الإِسْلاَمِ مَا بَقِينَا أَبَدًا
وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُجِيبُهُمْ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُ الآخِرَهْ، فَبَارِكْ فِي الأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ.

( باب) ذكر ( حفر الخندق) حول المدينة.

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة عبد الله بن عمرو المقعد قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد قال: ( حدّثنا عبد العزيز) بن صهيب البصريون ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: جعل المهاجرون والأنصار) في غزوة الأحزاب ( يحفرون الخندق حول المدينة) وكان الذي أشار بحفره سلمان الفارسي -رضي الله عنه- ( وينقلون التراب على متونهم) جمع متن ومتنًا مكتنفًا الصلب عن يمين وشمال من عصب ولحم يذكّر ويؤنّث ( ويقولون) :
نحن الذين بايعوا محمدًا ... على الإسلام ما بقينا أبدًا
ولأبي ذر عن الحموي والمستملي على الجهاد ويتّزن البيت بهذه الرواية.
وقال الزركشي: هو الصواب، وتعقبه الدماميني بأن كونه غير موزونه لا يعدّ خطأ فلم لا يجوز أن يكون هذا الكلام نثرًا مسجعًا وإن وقع بعضه موزونًا بحيث إذا روى أحد فيها شيئًا لا يدخل في الوزن حكم بخطئه؟ ( والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجيبهم ويقول) :
( اللهم إنه لا خير) مستمر ( إلا خير الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة) .

وفي الحديث السابق أنهم كانوا يجيبونه عليه الصلاة والسلام فقد كان تارة يجيبهم وتارة يجيبونه.




[ قــ :708 ... غــ : 836 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ -رضي الله عنه- يَقُول: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْقُلُ وَيَقُولُ: لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا".
[الحديث 836 - أطرافه في: 837، 3034، 4104، 4106، 660، 736] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك الطيالسي قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي أنه ( قال: سمعت البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه- يقول: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يوم حفر الخندق ( ينقل) أي التراب ( ويقول) :
( لولا أنت ما اهتدينا) .

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الجهاد والمغازي ومسلم في المغازي والنسائي في السير.




[ قــ :709 ... غــ : 837 ]
- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ -وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ- وَهُوَ يَقُولُ: لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا، إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا , إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا".

وبه قال: ( حدّثنا حفص بن عمر) الحوضي قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) السبيعي ( عن البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: رأيت رسول الله) ولأبي ذر: النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الأحزاب) سمي به لاجتماع القبائل واتفاقهم على محاربته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يوم الخندق ( ينقل التراب) من الخندق ( وقد وارى) أي ستر ( التراب بياض بطنه وهو يقول) :
( لولا أنت ما اهتدينا) قال الزركشي: هكذا روى لولا وصوابه في الوزن لا همّ أو تالله لولا أنت ما اهتدينا.
قال في المصابيح: وهذا عجيب فإن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو المتمثل بهذا الكلام والوزن لا يجري على لسانه الشريف غالبًا.
( ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزل السكينة) أي الوقار ( علينا) وللأصيلي وأبوي الوقت وذر عن الكشميهني: فأنزلن بنون التوكيد الخفيفة سكينة بالتنكير، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فأنزل بحذف النون والجزم سكينة بالتنكير ( وثبت الأقدام إن لاقينا) الكفار ( إن الألى) هو من الألفاظ الموصولات لا من أسماء الإشارة جمعًا للمذكر ( قد بغوا علينا) من البغي وهو الظلم وهذا أيضًا غير متزن فيتزن بزيادة هم فيصير إن الألى هم قد بغوا علينا ( إذا أرادوا فتنة أبينا) من الإباء.