فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب التحنط عند القتال

باب التَّحَنُّطِ عِنْدَ الْقِتَالِ
( باب التحنط) أي استعمال الحنوط وهو ما يطيب به الميت ( عند القتال) .


[ قــ :2717 ... غــ : 2845 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ: "أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ: يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ؟ قَالَ: الآنَ يَا ابْنَ أَخِي، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ -يَعْنِي مِنَ الْحَنُوطِ- ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ".
رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب) أبو محمد الحجبي البصري قال: ( حدّثنا خالد) بن الحرث الهجيمي بضم الهاء وفتح الجيم قال ( حدّثنا ابن عون) عبد الله ( عن موسى بن أنس) أي ابن مالك أنه ( قال: وذكر) بواو الحال ولأبي ذر عن الحموي ذكر بإسقاطها ( يوم) وقعة ( اليمامة) التي كانت بين المسلمين وبين بني حنيفة أصحاب مسيلمة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر واليمامة بتخفيف الميم مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف سميت بامرأة زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام ( قال: أتى) أبي ( أنس) بالرفع على الفاعلية ( ثابت بن قيس) هو ابن شماس بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم آخره سين مهملة الخزرجي خطيب الأنصار ( وقد حسر) بمهملتين مفتوحتين أي كشف ( عن فخذيه) بالذال المعجمة واستدلّ به على أن الفخذ ليس بعورة
( وهو يتحنط) يستعمل الحنوط في بدنه والواو للحال ( فقال) أي أنس لثابت ( يا عم) دعاه بذلك لأنه
كان أسنّ منه ولأنه من قبيلته الخزرج ( ما يحبسك) أي ما يؤخرك ( ألا تجيء) بتشديد اللام وتجيء
بالنصب ( قال: الآن يا ابن أخي) أجيء ( وجعل يتحنط يعني من الحنوط) بفتح الحاء، ( ثم جاء) زاد
الطبراني وقد تحنط ونشر أكفانه ( فجلس فذكر) أنس ( في الحديث انكشافًا) أي نوع انهزام ( من الناس)
وعند ابن أبي زائدة عن ابن عون عند الطبراني فجاء حتى جلس في الصف والثاني ينكشفون ( فقال:
هكذا عن وجوهنا)
أي افسحوا لنا ( حتى نضارب القوم) ، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالقوم
بزيادة حرف الجر ( ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بل كان الصف لا ينحرف عن موضعه
( بئسما عوّدتم أقرانكم) من الفرار من عدوّكم حتى طمعوا فيكم.
وزاد ابن أبي زائدة فتقدم فقاتل حتى قتل.
وأقرانكم بالنصب على المفعولية جمع قرن بكر القاف وهو الذي يعادل الآخر في الشّدة، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: بئسما عوّدكم أقرانكم بالرفع فاعل عوّدكم.

( رواه) أي الحديث ( حماد) هو ابن سلمة ( عن ثابت) هو البناني ( عن أنس) هو ابن مالك ولفظه فيما رواه الطبراني: أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين تكفن فيهما وقد انهزم القوم فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء ثم قال: بئسما عوّدتم أقرانكم منذ اليوم خلوا بيننا وبينهم ساعة فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال: إنها في قدر تحت أكاف بمكان كذا وكذا فأوصاه بوصايا فوجدوا الدرع وأنفذوا وصاياه، وعند الحاكم أنه أوصى بعتق بعض رقيقه.