فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم

باب نَاقَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ.
.

     وَقَالَ  الْمِسْوَرُ.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ.

( باب ناقة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) ولأبي ذر وقال ( ابن عمر) : -رضي الله عنهما- ( أردف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسامة) بن زيد ( على القصواء) بفتح القاف وسكون الصاد المهملة ممدودًا اسم ناقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهذا طرف من حديث وصله في الحج.
( وقال المسور) بن مخرمة فيما وصله في باب الشروط في الجهاد من كتاب الشروط مطولاً ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( ما خلأت القصواء) أي ما حرنت.


[ قــ :2744 ... غــ : 2871 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا -رضي الله عنه- يَقُولُ: "كَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَالُ لَهَا الْعَضْبَاءُ".
[الحديث 2871 - طرفه في: 2872] .

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا معاوية) بن عمرو الأزدي قال:
( حدّثنا أبو إسحاق) إبراهيم الفزاري ( عن حميد) الطويل أنه ( قال: سمعت أنسًا -رضي الله عنه- يقول:
كانت ناقة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقال لها العضباء)
.
بعين مهملة مفتوحة فضاد معجمة ساكنة ممدود.




[ قــ :745 ... غــ : 87 ]
- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ لاَ تُسْبَقُ -قَالَ حُمَيْدٌ: أَوْ لاَ تَكَادُ تُسْبَقُ- فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى عَرَفَهُ فَقَالَ: حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَىْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ".

طَوَّلَهُ مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا مالك بن إسماعيل) بن زياد النهدي الكوفي قال: ( حدّثنا زهير) بضم الزاي مصغرًا ابن معاوية الجعفي الكوفي ( عن حميد) الطويل ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: كان
للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ناقة تسمى العضباء لا تسبق -قال حميد)
الطويل بالإسناد المذكور: ( أو لا تكاد تسبق-) على الشك ( فجاء أعرابي) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم هذا الأعرابيّ بعد التتبع الشديد ( على قعود) بفتح القاف وهو ما استحق الركوب من الإبل وأقل ذلك أن يكون ابن سنتين إلى أن يدخل السادسة فيسمى جملاً ولا يقال إلا للذكر ( فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه) أي عرف -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كونه شاقًّا عليهم ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) وفي رواية إن حقًّا فعلى الله متعلق بحقًّا وأن لا يرتفع خبر أن وأن مصدرية فيكون معرفة والاسم نكرة فيكون من باب القلب أي أن عدم الارتفاع حق على الله.
( طوّله) أي رواه مطوّلاً ( موسى) بن إسماعيل التبوذكي ( عن حماد) هو ابن سلمة ( عن ثابت) البناني ( عن أنس عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

وهذا التعليق وصله أبو داود ووقع في رواية المستملي وحده عقب حديث عبد الله بن محمد ووقع في رواية غير أبي ذر الهروي بعد رواية زهير، وليس سياقه عند أبي داود بأطول من سياق زهير بن أبي معاوية عن حميد.
نعم هو أطول من سياق أبي إسحاق الفزاري فتترجح رواية المستملي وكأنه اعتمد رواية أبي إسحاق لما وقع فيها من التصريح بسماع حميد عن أنس وأشار إلى أنه روي مطوّلاً من طريق ثابت ثم وجده من رواية حميد مطوّلاً فأخرجه قاله في فتح الباري.

ومطابقة الترجمة لما ذكره من حيث أن ذكر الناقة يشمل القصواء وغيرها.

قال في النهاية: القصواء الناقة التي قطع طرف أُذنها وكل ما قطع من الأُذن فهو جدع فإذا بلغ الربع فهو قصو، فإذا جاوزه فهو عضب فإذا استؤصلت فهو صلم يقال قصوته قصوًا فهو مقصوّ والناقة قصواء، ولا يقال بعير أقصى ولم تكن ناقته عليه الصلاة والسلام قصواء وإنما كان هذا لقبًا لقوله تسمى العضباء ويقال لها العضباء ولو كانت تلك صفتها لم يحتج لذلك، وقيل وقد جاء أنه كان له ناقة تسمى: العضباء وأخرى تسمى: الجدعاء وأخرى تسمى: صلماء وأخرى مخضرمة، وهذا كله في الأُذن، فيحتمل أن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة وأن يكون الكل صفة ناقة واحدة فسماها كل واحد منهم بما تخيل وبذلك جزم الحربي ويؤكد ذلك ما روي في حديث عليّ حين بعثه عليه الصلاة والسلام ببراءة.
فروى ابن عباس أنه ركب ناقة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القصواء، وروى جابر العضباء، ولغيرهما الجدعاء، فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأن القصة واحدة.