فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء

باب بَغْلَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْضَاءِ، قَالَهُ أَنَسٌ
وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَغْلَةً بَيْضَاءَ.

( باب بغلة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الببضاء، قاله أنس) في حديثه الطويل في قصة حنين ( وقال أبو حميد) :
عبد الرحمن بن سعد الساعدي في حديثه الطويل في غزوة تبوك السابق موصولاً في أواخر الزكاة ( أهدى ملك أيلة) بفتح الهمزة وسكون التحتية مدينة على ساحل البحر بين مصر ومكة في قول أبي عبيد وقال غيره هي آخر الحجاز وأول الشام بينها وبين المدينة خمس عشرة مرحلة واسم ملكها يوحنا بن روبة واسم أمه العلماء ( للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بغلة بيضاء) وهذه غير البغلة التي كان عليها يوم حنين.
وفي مسلم عن العباس أن البغلة التي كانت تحته يوم حنين أهداها له فروة بن نفاثة بضم النون وبعد الفاء المخففة ألف فمثلثة وهذا هو الصحيح.


[ قــ :2746 ... غــ : 2873 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: "مَا تَرَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاَحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً".

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن علي) أبو حفص الباهلي الصيرفي البصري قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري ( قال: حدّثني) بالإفراد ( أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي ( قال: سمعت عمرو بن الحارث) المصطلقي الخزاعي أخا أم المؤمنين جويرية بنت الحرث -رضي الله عنهما- ( قال) : ( ما ترك النبي) ولأبي ذر رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا بغلته البيضاء) هي دلدل لأن أهل السير لم يذكروا بغلة بقيت بعده عليه الصلاة والسلام سواها والشهبة غلبة البياض على السواد فسماها بيضاء لذلك ( وسلاحه) ، الذي أعدّه للحرب ( وأرضًا تركها) وفي الوصايا جعلها ( صدقة) .

أي في صحته وأخبر بحكمها عند وفاته والأرض هي نصف فدك وثلث أرض وادي القرى وسهمه من خمس خيبر وصفيه من بني النضير قاله الكرماني -رحمه الله تعالى-.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الجهاد والمغازي والنسائي في الأحباس وسبق في الوصايا.




[ قــ :747 ... غــ : 874 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ -رضي الله عنه- "قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: لاَ وَاللَّهِ مَا وَلَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، فَلَقِيَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ".

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن المثنى) العنزي الزمن البصري قال: ( حدّثنا يحيى بن سعيد) القطان ( عن سفيان) الثوري أنه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي ( عن البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال له رجل) : من قيس ( يا أبا عمارة وليتم) وفي باب من قاد دابة غيره أفررتم ( يوم) وقعة ( حنين قال: لا والله ما ولى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ، قال النووي: هذا الجواب من بديع الأدب لأن تقدير الكلام: أفررتم كلكم فيدخل فيه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال البراء: لا والله ما فرّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويحتمل أن السائل أخذ التعميم من قوله تعالى: {ثم وليتم مدبرين} [التوبة: 5} فبين له البراء أنه من العموم الذي أريد به الخصوص ثم أوضح سبب ذلك بقوله ( ولكن ولى سرعان الناس) بفتح السين المهملة والراء وقد سكن أي المستعجلون منهم ( فلقيهم هوازن بالنبل) بفتح النون لا واحد له من لفظه وفي باب من قاد دابة غيره أن هوازن كانوا قومًا رماة وإنما لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم فاستقبلونا بالسهام فبيّن السبب في الإسراع ( والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بغلته البيضاء) التي أهداها له فروة بن نفاثة كما مرّ عن رواية مسلم ولأبي ذر: على بغلة بيضاء ( وأبو سفيان بن الحرث) بن عبد المطلب ( آخذ بلجامها والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) :
( أنا النبي لا كذب) أي فلا أنهزم لأن الذي وعدني الله به من النصر حق لا خلف لميعاده تعالى ( أنا ابن عبد المطلب) انتسب لجده لشهرته به كما قال ضمام بن ثعلبة لما قدم أيكم ابن عبد المطلب.